ودرج الطلاب الأردنيون على زيارة الخرطوم بالتزامن مع انطلاق امتحانات الشهادة السودانية، فيخوضون الامتحانات ويحصلون على الشهادة التي تخولهم التسجيل بعدها في الجامعات الأردنية أو غيرها. هذا الأمر بات تقليداً سنوياً إذ يخضع نحو 300 طالب أردني للامتحانات الثانوية السودانية.
ووفق معلومات، فإن أحد المدرسين اكتشف عملية التسريب خلال مساعدته لمجموعة من الطلبة الأردنيين على المراجعة للامتحانات. إذ طلبوا مساعدته بخصوص ورقة أسئلة، واكتشف في اليوم التالي أنها أسئلة الثانوية العامة، فعمد إلى تبليغ السلطات المختصة، وعلى إثره تمت مداهمة سكن الطلاب الأردنيين، وأوقف عدد منهم بعد وضع السلطات يدها على أوراق الامتحانات المسربة واتخذت بحقهم جملة إجراءات.
الجهات الأردنية من ناحيتها، أكدت أن شجاراً وقع بين ستة طلاب أردنيين قاد لكشف العملية، إذ سرّب أحدهم ورقة الامتحان لزميل له لم يكن ضمن المجموعة، ما قاد المجموعة لضربه ضرباً مبرحاً، ومن ثم كشف عملية التسريب بعد التحقيق معه في حادثة الضرب.
وفي بيان مقتضب، أقرت وزيرة التربية والتعليم السودانية سعاد عبد الرازق بضبط حالات غش بين الطلاب الأجانب في أحد المراكز في الخرطوم، دون اعترافها بوجود تسريب صراحة. وأكدت أن السلطات قامت باللازم، وجرى توقيف الطلبة المتهمين، نافية تماماً ضبط أية حالات غش وسط الطلاب السودانيين.
قوبلت تصريحات الوزيرة بانتقادات قوية عبر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، كما علت المطالبات باستقالتها على خلفية الحادث، واعتبر المنتقدون أن التعامل مع حالات الغش لا يكون جنائياً، وإنما يكفي حرمان الطلاب المتهمين من إكمال الامتحانات.
اقرأ أيضاً: "التجريس" عقوبة الغشاشين في الجامعات المصرية
وتواترت معلومات عن إيقاف خمسة من أصحاب المكاتب التي ترتب سفر الطلاب الأردنيين للخرطوم لتورطهم في الحادثة، ما أثار تساؤلات بخصوص شبهات فساد في القضية.
ووفق مصادر فإن وزارة التربية شكلت لجنة تحقيق عاجلة للتقصي بشأن الواقعة وتحديد المتسببين بالتسريب والتأكد من أن الأسئلة لم تصل لطلاب آخرين، لاسيما السودانيين منهم، كما أنها تنظر في خيارين وهما: إما إعادة الامتحانات للجميع، أو إعادتها للطلاب الأردنيين وفق ما طلب الجانب الأردني.
وفي تصريحات نُسبت لوزير التربية الأردني محمد ذنيبات إثر القضية قوله "بالطبع لن نعتمد هذه الشهادة السودانية"، لكن سفير الأردن بالخرطوم محمد ذياب الفايز نفى تسلمه أية مخاطبات رسمية تفيد بعدم الاعتراف بالشهادة السودانية.
وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد " أن السفارة الأردنية احتجت رسمياً لتعرض طلابها للضرب والاعتقال من قبل الأجهزة المختصة السودانية أثناء عملية المداهمة، مشيرة إلى أن العملية برمتها تمت بعلم السفارة الأردنية ولملمتها بسرية تامة قبل أن تتفاقم، وحتى لا تؤثر على سير الامتحانات.
ولفتت إلى أن الخرطوم احتجت على محاولات الأردنيين التشكيك بالشهادة السودانية باعتبارها مسألة سيادة وطنية.
وفشلت محاولات "العربي الجديد" في الحصول على إفادات من وزارة التربية أو المسؤولين في إدارة الامتحانات الذين آثروا الصمت حيال القضية.
ونقلت وسائل إعلام أردنية تأكيد السفير الأردني انتهاء الأزمة، وتسفير كل من ثبت تورطه بحادث الغش، مشيراً إلى اعتقال 25 طالباً أردنياً حتى الآن، فضلاً عن خمسة مكاتب سفر. كما أكد السفير هروب المتهم بتسريب الامتحانات بعد بيعها للطلاب، مشيراً إلى أن السلطات السودانية ستحاسب أفراد الأمن الذين اعتدوا على طالبات أردنيات باعتبارهن خطاً أحمر.
اقرأ أيضاً: الغش في امتحانات الدنمارك.. ظاهرة مقلقة لدولة متقدمة