طلاب "جامعة حلب الحرة" يتلقون محاضراتهم في العراء

08 يناير 2018
محاضرات جامعة حلب الحرة في العراء (زياد بيطار)
+ الخط -
يصر طلاب "جامعة حلب الحرة" على متابعة دراستهم، حتى وإن كان الحل الوحيد هو تلقي محاضراتهم في العراء، تعبيرا عن رفضهم لقرار "حكومة الإنقاذ" المشكلة بدعم "هيئة تحرير الشام"، والتي فرضت سيطرتها على إدلب ومناطق من ريف حلب، وأغلقت مكاتب "الحكومة المؤقتة"، وتضغط على إدارتها وكادرها التدريسي وطلابها للاعتراف بتبعيتهم لها.

وقال طالب في جامعة حلب الحرة، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، لـ"العربي الجديد": "بدأت القصة قبل 15 يوما تقريبا، عندما قام أحد القادة العسكريين بدخول مبنى الجامعة مع مجموعة من المسلحين، وطرد الموظفين وقطع الإنترنت، قبل تغيير أقفال الجامعة، ووضع حراسة عسكرية على أبواب الكليات، ثم بدأوا التضييق على الطلاب، وخاصة في كلية المعلوماتية، والذين كان يتم جعلهم ينتظرون ليأتي أحد الحراس لفتح الباب، في إجراء لا يليق بجامعة، وهدفه إذلال الطلاب".

وتابع: "بعد هذه الإجراءات تم تشكيل لجنة طلابية، وبدأ الطلاب بتنظيم احتجاجات بدأت في كلية المعلومات، وجرى اعتصام في كلية الآداب بحضور الكادر التدريسي، ليحاول بعدها إبراهيم حمود، المفروض من قبل حكومة الإنقاذ كرئيس للجامعة، التدخل لفك الاعتصام، قبل طرده من قبل الطلاب".

وأضاف: "أصدر حمود على أثر ذلك قرار إغلاق الجامعة لمدة أسبوع، يوم السبت الماضي، بحجة الحفاظ على سلامة الطلاب، وتكفل بتنفيذ القرار عناصر مسلحون يدعون تبعيتهم لحكومة الإنقاذ، رغم أن هذه الحكومة تدعي أنها غير مرتبطة بأي فصيل مسلح، إلا أنه تم إغلاق كلية المعلوماتية وكلية الآداب بوجه الطلاب، الذين أصروا على مواصلة تحصيلهم العلمي، حيث بدأوا يتلقون المحاضرات في العراء، في الأراضي المحيطة بالجامعة".

وبين الطالب أن "محاضرات العراء سجلت حضورا جيدا من الطلاب والكادر التدريسي، لكن الأمر لم يخلُ من المضايقات. أكد الطلاب استمرار الدوام طوال الأسبوع الذي حاول حمود منع الدوام فيه، نحن أبناء الثورة السورية، ولن نقبل أن يفرض علينا شيء، بعض الطلاب كان مقاتلا في الجيش الحر وترك القتال ليكمل تعليمه، وبعضهم توقف عن الدراسة 7 سنوات بسبب الثورة، ويريدون استكمال دراستهم".

وتابع: "إننا مستعدون لكل الخسائر، ولكن لن نساوم على مستقبلنا، وسنستمر في الدوام تحت إشراف إدارتنا القديمة التي نثق بها"، مبينا أن "الطلاب لا يفضلون منحهم شهادات من قبل حكومة الإنقاذ بسبب عدم شرعية تلك الحكومة وعدم امتلاكها استراتيجية أو نظرة للمستقبل".

وقال أحد مدرسي الجامعة، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "الطلاب يواصلون محاضراتهم خارج مبنى الجامعة بسبب قرار ظالم وجائر من رئاسة الجامعة الحالية، المفروضة من قبل حكومة الإنقاذ، والتي تعتبر نفسها وصية على التعليم في المناطق المحررة، الأمر الذي يرفضه الطلاب في جامعة حلب الحرة".

وأشار إلى أن "القرار كان بحجة القصف، وهذا لا يصدقه الصغير قبل الكبير، فالجميع يعلم أن منطقة الدانا وسرمدا لا تتعرض لقصف هذه الأيام، أما في معرة النعمان فالجامعة هناك متوقفة منذ فترة بسبب القصف قبل قرارهم".




وأفاد بأن قرار إغلاق الجامعة "قرار كيدي لفرض سطوة شخصية من قبل حكومة الإنقاذ على التعليم، بعد أن فشلوا بفرضه بالقوة على عمداء الجامعات والكادر التدريسي للتوقيع على تعهدات بعدم التدريس مع الحكومة المؤقتة والتبعية لحكومة الإنقاذ".

ورأى أن "الحل أن تكف هذه الحكومة يدها عن التعليم، وتركه للطلبة والكادر التدريسي، والتوقف عن اعتبار أنفسهم أوصياء. حين ذلك تحل جميع المشاكل، وحتى ما يسوقونه من أنه يجب أن يكون هناك مجلس تعليم عال واحد، وجامعات واحدة، فهو أمر مرفوض، فالتعددية أمر جيد، إلا أنهم يريدون الجميع تحت سطوتهم".

من جانبه، قال الناشط زياد بيطار، لـ"العربي الجديد"، إن "طلاب جامعة حلب الحرة يشعرون بكثير من القهر، وخاصة أنهم يضطرون لأخذ محاضراتهم في العراء بالرغم من الطقس البارد، والأساتذة يعطون المحاضرات دون أية وسائل مساعدة، حتى أنهم لا يمتلكون سبورة".

وأضاف أن "الأجواء في محيط الجامعة متوترة، والعناصر المسلحة التي تشرف على إغلاق الجامعة يظهرون للعيان، وهو أمر مستفز للطلبة، وهم يتحججون بأنهم يمنعون الطلبة من الدخول خوفا من تسلل آخرين قد ينفذون عمليات تفجير داخل مقر الجامعة".

ولفت إلى أن "هناك مخاوف من أن تتطور الأوضاع إلى صدام بين الطلاب والمسلحين، خاصة أنه تم أمس، الأحد، اعتقال عدد من الطلاب نحو الساعة قبل إطلاق سراحهم، كما أن بقاء الطلاب في العراء قد يشكل خطرا على سلامتهم".

المساهمون