طفل غزّة..يحلم بتشكيل فرقة موسيقية

20 يناير 2015
نال عبد العزيز لقب أفضل حضور على المسرح(عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
عكف عبد العزيز أبو شرخ منذ طفولته على الجلوس أمام جهاز التلفاز لساعات ومتابعة الحلقات التي تعرض معلومات وفنوناً موسيقية، الأمر الذي لفت انتباه والديه، اللذين دفعا به إلى التسجيل بمعهد محلي لتعلم الموسيقى بمدينة غزة، من أجل تنمية موهبته وتحقيق رغباته.

يقول الموسيقي الفلسطيني أبو شرخ في حديث لـ "العربي الجديد"، إنّه تقدم لاختبار معلوماتي حول علم الموسيقى والإيقاعات وتفوق به، ومن ثم عُرضت أمامه مجموعة من الآلات الموسيقية الشرقية والغربية، إلاّ أنّه اختار آلة القانون رغم عدم ممارسته العزف عليها من قبل.

بدأ عبد العزيز مشواره في تعلم السلم الموسيقي والسماعي، وأخذ دروساً نظرية في الموسيقى بشكل منهجي أكاديمي، منذ عام 2008، والالتزام أسبوعياً بحضور ثلاث حصص لتعلم العزف على آلة القانون تحت إشراف مدرب.

ويشير عبد العزيز، إلى أنّه عندما كان يشاهد الإبداعات الموسيقية في التلفاز، كان الجو المحيط بهم هادئاً، والصوت كان يشده ويطربه، ولكن خلال الأسابيع الأولى للانضمام إلى المعهد كان دائماً يسمع صوت القصف، وبعد شهرين دمّر الاحتلال الإسرائيلي المكان، فيبدو أن الآلات الموسيقية استهدفت أيضاً.

ويوضح أنّه في بداية المشوار الموسيقي كان يحفظ ويمارس العزف بإشراف المدرب، وخلال نحو عام، تميز بحفظ بعض المقاطع في النوتة الموسيقية. واليوم يتقن العمل على آلة القانون، إلى جانب حفظه الكامل للنوتة الموسيقية والممارسة الذاتية للعزف.

وتميز الطفل بالمشاركة الفاعلة في العديد من المهرجانات والاحتفالات المحلية، التي نالت إعجاب الحضور وثناءهم على إبداعه، الأمر الذي شجعه على المشاركة في المسابقة الخاصة بالموسيقى سواء بشكل فردي أو جماعي.

وتقول والدته، وفاء زينة، لـ "العربي الجديد": "عام 2010 تقدم عبد العزيز للمشاركة في أول مسابقة، ينظمها معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى كل عامين، ولم يحالفه الحظ حينها بالحصول على مركز متقدم.

وعام 2010 حصد ابنها المركز الثاني على مستوى الضفة الغربية وقطاع غزة في ذات المسابقة. وفي مسابقة العام 2014، بمدينة القدس المحتلة، نجح عبد العزيز في نيل لقب أفضل حضور فردي على المسرح، بينما توج بالمركز الأول على مستوى المشاركة الجماعية".

وتبيّن والدته، أنّ الأسس الأولى لتعلق عبد العزيز بالموسيقى ترجع إلى الهدايا التي كانت تقدم له أثناء تفوقه في رياض الأطفال، والتي كانت عبارة عن آلات موسيقية مختلفة الأنواع، مما كان يدفعه للسؤال عنها ومتابعة الحلقات التلفزيونية التي تتناول الحديث عنها.

وتلفت وفاء إلى أنّها لا تمانع إكمال طفلها علم الموسيقى في المستقبل والتخصص به في إحدى الجامعات الخارجية، مشيرة إلى أنّه يتقن كذلك الدبكة الشعبية، إذ مثّل فلسطين في إحدى الاحتفالات التركية عام 2010.

وتراود الأحلام عبد العزيز وطموحاته المستقبلية بتأليف نوتة موسيقية خاصة به والغناء بمفرده، ومن ثم تشكيل فرقة موسيقية خاصة بآلة القانون، يطلق عليها "زهرة الموسيقى"، على أن تكون مختصة بالعزف الشرقي.
دلالات
المساهمون