في كتابه "على مائدة الدكتاتور"، يحاور الكاتب البولندي ويتولد زابلوفسكي 5 طبّاخين رافقوا خمسة رؤساء حول العالم هم العراقي صدام حسين، والأوغندي عيدي أمين، والكوبي فيديل كاسترو، والألباني أنور خوجة، والكمبودي بول بوت.
ولعلّ أحد أشهر هؤلاء هو أبو علي (اسمه الحركيّ) الطبّاخ الذي رافق صدام حسين حتى أيامه الأخيرة قبل الغزو الأميركي عام 2003. في الكتاب يستعيد الرجل العراقي قصته مع الرئيس العراقي الراحل، ويقول إنه تعرّف إليه في وزارة السياحة، حين طهى له قطعة لحم، ثمّ دعاه حسين لينضمّ إلى مجموعة طباخيه في القصر، ليتحوّل مع الوقت إلى الطبّاخ الرئيسي.
ويشرح أبو علي، أنّ ذوق حسين في الطعام كان صعباً، فكان ينتقد الطباخ حين لا يعجبه الأكل، ويكافئه عندما يطهو ما يعجبه.
ويتذكّر أبو علي أن تدابير أمنية معروفة كانت تسبق تناول حسين للطعام، بينها تناول فريقه الامني كاملاً أي وجبة مسبقاً، خشية تعرّض الرئيس للتسمّم. أما عن أكلاته المفضّلة فيقول إنها في أغلبها مأكولات عراقية، وعلى رأسها السمك المشوي (المسكوف)، إلى جانب شوربة السمك، وشوربة العدس، والبامية...
أما عن الوجبة الأخيرة، فيقول الطبّاخ العراقي إنها كانت البسطرمة التي حضّرها للرئيس قبل الغزو، وهي نفسها التي شوهدت معلقة فوق الحفرة التي كان اختبأ فيها الرئيس العراقي عند العثور عليه، وفق صور نشرتها القوات الأميركية.