طائرات هجومية وأنظمة تحكم أميركية لتونس لمكافحة الإرهاب

27 فبراير 2020
هذه الأسلحة تساعد تونس بحربها ضد الإرهاب(فتحي نصري/فرانس برس)
+ الخط -
أكّد خبراء في المجال العسكري والحربي أن اقتناء تونس لأربع طائرات خفيفة وأنظمة تحكم إلكترونية من الولايات المتحدة الأميركية، يأتي في إطار الحرب التي تخوضها تونس ضد الإرهاب، ولتأمين حدودها البرية، خصوصاً في ظل الوضع الأمني الدقيق في ليبيا.

وبحسب بيان لوكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية، فإن وزارة الخارجية الأميركية وافقت على منح تونس 4 طائرات بقيمة 325.8 مليون دولار في إطار مبيعاتها العسكرية للدول الأجنبية.

وقال الخبير المختص في مجال الأسلحة، فيصل الشريف في تصريح لـ"العربي الجديد"، "إنّ الطائرات القاذفة الهجومية وأنظمة التحكم، تأتي في إطار مواصلة التعاون بين تونس وأميركا، وسبق أن اقتنت تونس 12 طائرة تسلمت بعضها، وهي مزودة بمنظار ليلي وتستعمل خصوصاً في المناطق الجبلية والغابية والصحراوية، ولتعقب الإرهابيين". وأضاف أنّ هذه الأسلحة تساعد تونس في حربها ضد الإرهاب ولتأمين حدودها، مشيراً إلى أن الجديد أن الطائرات الأربع قتالية، وعلى الرغم من أن العقيدة العسكرية التونسية دفاعية بالأساس، حيث إن تونس لم تخض أي حرب خارج مناطقها، إلا أنها تعتبر تكملة لتجهيزات الوحدات العسكرية في مجال التسلح.

وأفاد الشريف بأن الولايات المتحدة الأميركية رائدة في مجال التسلح، والتعاون في الحقيقة قديم وتاريخي ويعود إلى العام 1958، مبيناً أن أميركا تعتبر أكبر داعم للجيش التونسي في هذا المجال، والتعاون بين البلدين قائم منذ عدة عقود، ما مكّن تونس من الحصول على شروط ميسّرة، والتمتع ببرامج للاستفادة من الخبرات الأميركية في فهم طريقة استعمال الأسلحة.

ولفت إلى أنّ أنظمة التحكم الإلكترونية قد تشمل طائرات "درون" وكاميرا مراقبة على مجال واسع، خصوصاً أن المنطقة الحدودية مع ليبيا ورأس جدير والذهيبة، عرفت منذ سنتين تركيز أنظمة مراقبة إلكترونية، وتندرج هذه الأنظمة في مواصلة تأمين الحدود الغربية، وتأمين بقية المناطق غير المجهزة، مشيراً إلى أنّه لم يتم التدقيق إن كانت المراقبة ستكون برية فقط أو بحرية، وذلك لمزيد من تأمين الحدود، مؤكداً أن تونس، وفي ظل الوضع الدقيق في ليبيا، تجهز نفسها، وتدعم المراقبة للحيلولة دون تسرب الإرهابيين من هذه المناطق.

ويرى الخبير الأمني علية العلاني أن الصفقة مبرمة منذ فترة، وسبق وأن تقدمت تونس بقرض بقيمة 500 مليون دولار لاقتناء طائرات وأسلحة ومعدات عسكرية، وسينظر الكونغرس قريباً في بقية الصفقة، مبيناً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن جزءاً من الصفقة سيكون في شكل مساعدات لتونس في هذا المجال، هدفه تعزيز مراقبة الحدود مع ليبيا والمناطق الجبلية، خصوصاً أن تونس تطارد الإرهاب، وشبحه لا يزال يخيم عليها؛ وتجدر الإشارة هنا إلى عملية القصرين التي حدثت أول من أمس، حيث تم القضاء على عنصرين إرهابيين.

وبيّن أن هذه الطائرات ستحسن الأداء النوعي للقوات العسكرية والأمنية، وبالتالي لا تزال الحرب على الإرهاب في قلب اهتمام القوى الغربية، لتبقى تونس بعيدة عن مخاطره، مضيفاً أن هناك مخاوف من الوضع الإقليمي، ومن تسلّل الإرهابيين العائدين من بؤر التوتر، مما يفرض على تونس تطوير الجوانب اللوجستية والأمنية.
المساهمون