لا يمرّ يوم في سيناء تقريباً، إلا ويقصف الطيران الحربي المصري، أهدافاً هناك، تحديداً في مدينتي الشيخ زويد ورفح، بيد أن بروز طائرات "إف 16" كعنصر جديد في الميدان، يساعد في تأزم الوضع في سيناء أكثر وأكثر.
ولم تنجح عمليات القصف التي يدّعي الجيش المصري أنها موجهة ضد الجماعات المسلحة، بغية "القضاء على الإرهاب"، على ضوء الحملات العسكرية التي بدأت منذ إطاحة الرئيس المعزول محمد مرسي. ومن خلال تتّبع سير عمليات القصف في سيناء عبر مروحيات "الأباتشي"، يظهر جليّاً أن أغلب الأهداف المستهدفة ليست لمسلحين، بل إن أغلب الضحايا هم من المدنيين، وأكثرهم من الأطفال والنساء. وسبق عمليات قصف "الأباتشي" تحليق طائرات من دون طيار "مجهولة الهوية"، في سماء سيناء، وتؤدي دورها هي الأخرى في قصف المدنيين.
وازدادت وتيرة تواجد الطائرات من دون طيار، المعروفة لدى أهالي سيناء بـ "الزنانة"، بالتزامن، مع كثافة العمليات العسكرية لمواجهة الجماعات المسلحة، بيد أنه مع مرور الوقت أثبتت عدم فعاليتها وفشلها، في تقويض التواجد المسلح لكبرى الجماعات المسلحة في سيناء، وهي "ولاية سيناء".
وقبل أيام، شاركت طائرات "إف 16" في عمليات قصف يُعتقد أنها كانت موجّهة ضد أهداف خاصة بـ "ولاية سيناء"، بينما لا تزال أسباب مشاركة طائرات "الزنانة"، التي عادة ما تُستخدم في مواجهة جيوش نظامية، مجهولة حتى الآن.
وجاءت مشاركة هذا النوع من الطائرات في أعقاب العملية المسلحة التي شنها تنظيم "ولاية سيناء" على سبعة مقرّات أمنية على الطريق الدولي بين العريش والشيخ زويد، أسفرت عن مقتل نحو 20 شخصاً، أغلبهم من العسكريين، بحسب مصادر طبية من سيناء.
وقبلها أفرجت الولايات المتحدة عن طائرات "إف 16" لمصر، التي كانت قد حجبتها في أعقاب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في 3 يوليو/تموز 2013. وأجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي، مكالمة هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لإبلاغه بالأمر. ويرى مراقبون أن مشاركة هذا النوع من الطائرات المقاتلة في الحرب على الجماعات المسلحة في سيناء، دليل على الدعم الأميركي لعمليات سيناء، واتفاق على الدعم الكامل لنظام السيسي.
اقرأ أيضاً: تفريغ سيناء: منطقة عازلة تهجّر الأهالي
وأبدى خبير عسكري استغرابه لمشاركة طائرات "إف 16" في العمليات على الجماعات المسلحة في سيناء، على الرغم من تلميحه إلى أن "الجيش المصري يعتقد أنه يطوّر من عملياته وخططه في الهجوم على معاقل ولاية سيناء، في حال مشاركة هذه الطائرات".
وقال الخبير العسكري، الذي رفض الكشف عن اسمه، في حديثٍ لـ "العربي الجديد"، إن "الجيش أعاد التفكير على ما يبدو في استخدام الأباتشي في مواجهة تحركات المسلحين هناك، وتكمن خطورة استخدام هذا النوع من المقاتلات، في وجود مدنيين في محيط المسلحين".
وأضاف أنه "لا بد من إعادة النظر وعدم استخدام هذا النوع من المقاتلات في سيناء، لأنه على ما يبدو فإن النظام الحالي يريد تعميق الأزمة في سيناء، في حين يشهد الاتجاه إلى التصعيد ضد الأهالي". وتابع "ولكي يتم حسم الموقف في سيناء بالقضاء على الإرهاب، لا بد من مساعدة أهالي سيناء، وكلما اتجه النظام إلى اتخاذ قرارات تعمّق من معاناة أهالي سيناء، فلن يتم حسم الأمر خلال الفترة المقبلة، وربما لا تحسَم أبداً".
وشدد على أن "الخوف الشديد المحيط يُحوّل سيناء كلها لمواجهة بين الأهالي والجيش بشكل كامل، مع تزايد الضغط على أهالي سيناء، من تهجير إلى قصف بالطائرات". وتساءل: "ماذا ينتظر الجيش والنظام من الأهالي الذين يتم قصفهم وتهجيرهم من المنازل، هل ينتظرون تعاوناً لمواجهة الإرهاب؟ إن الجيش يرتكب خطأً كبيراً في ما يقوم به حالياً".
وأشار إلى أن "البعض انتابته حالة من التفاؤل، عقب تولّي الفريق أسامة عسكر قيادة قوات مشتركة بين الجيشين الثاني والثالث، استناداً إلى حالة الفشل المستمرة في مواجهة الجماعات المسلحة، ولكن الأمر تحوّل إلى كابوس جديد يعمّق الأزمة في سيناء".
وأكد أن "سيناء لا تحتاج طيراناً ولا قصفاً، بل إلى حروب عصابات من خلال وحدات الصاعقة والمظلات، أما القوات الموجودة فيها، فهي قوات نظامية، لا تعرف حروب العصابات، وإذا استمر الوضع كما هو عليه، فستكون الخسائر فادحة أكثر من الآن". وكشف أنه "كي تقوم الطائرات المقاتلة بعمليات في سيناء، لا بد من أخذ موافقة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يرسم علامات استفهام كبيرة جداً على هذا التعاون". ولم يبتعد الخبير العسكري، عن بيان "ولاية سيناء"، الذي اعتبر أن "السيسي استعان بأصدقائه في إسرائيل خلال العملية الأخيرة، وأرسلوا طائرات من دون طيار".
وقال الخبير المتخصص في مكافحة الإرهاب، حسن حمودة، لـ "العربي الجديد"، إن "سلاح الطيران لن يؤدي إلى القضاء على الجماعات المسلحة في سيناء مطلقاً، وليكن في قصف التحالف الدولي بمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عبرة". وتساءل حمودة "ماذا حقق طيران التحالف الدولي في العراق أو سورية، سوى تقويض تمدد داعش؟ أما بخلاف ذلك لن يتم القضاء على الإرهاب".
وأضاف الخبير في مكافحة الارهاب أن "كل دول العالم التي شهدت إرهاباً، تتعامل مع هذا الوضع عبر تخصيصها قوات مدربة لمثل هذا النوع من المخاطر". ولفت إلى أن "سيناء تحتاج إلى قوات خاصة مدربة على أعلى مستوى، ولا غضاضة في التعلم من خبرات دول أخرى، والتي بموجبها يتم مداهمة مواقع الإرهابيين على الأرض". وذكر أن "سلاح الجو يمكنه توفير الغطاء، ولكنه ليس الأساس في مواجهة الإرهاب، والنظام الحالي مستمر في مواقفه لاستغلال الوضع في سيناء سياسياً".
اقرأ أيضاً: مصر: مكالمة أوباما تُعجّل بتعديل "قانون التظاهر"
ولم تنجح عمليات القصف التي يدّعي الجيش المصري أنها موجهة ضد الجماعات المسلحة، بغية "القضاء على الإرهاب"، على ضوء الحملات العسكرية التي بدأت منذ إطاحة الرئيس المعزول محمد مرسي. ومن خلال تتّبع سير عمليات القصف في سيناء عبر مروحيات "الأباتشي"، يظهر جليّاً أن أغلب الأهداف المستهدفة ليست لمسلحين، بل إن أغلب الضحايا هم من المدنيين، وأكثرهم من الأطفال والنساء. وسبق عمليات قصف "الأباتشي" تحليق طائرات من دون طيار "مجهولة الهوية"، في سماء سيناء، وتؤدي دورها هي الأخرى في قصف المدنيين.
وازدادت وتيرة تواجد الطائرات من دون طيار، المعروفة لدى أهالي سيناء بـ "الزنانة"، بالتزامن، مع كثافة العمليات العسكرية لمواجهة الجماعات المسلحة، بيد أنه مع مرور الوقت أثبتت عدم فعاليتها وفشلها، في تقويض التواجد المسلح لكبرى الجماعات المسلحة في سيناء، وهي "ولاية سيناء".
وقبل أيام، شاركت طائرات "إف 16" في عمليات قصف يُعتقد أنها كانت موجّهة ضد أهداف خاصة بـ "ولاية سيناء"، بينما لا تزال أسباب مشاركة طائرات "الزنانة"، التي عادة ما تُستخدم في مواجهة جيوش نظامية، مجهولة حتى الآن.
وجاءت مشاركة هذا النوع من الطائرات في أعقاب العملية المسلحة التي شنها تنظيم "ولاية سيناء" على سبعة مقرّات أمنية على الطريق الدولي بين العريش والشيخ زويد، أسفرت عن مقتل نحو 20 شخصاً، أغلبهم من العسكريين، بحسب مصادر طبية من سيناء.
اقرأ أيضاً: تفريغ سيناء: منطقة عازلة تهجّر الأهالي
وأبدى خبير عسكري استغرابه لمشاركة طائرات "إف 16" في العمليات على الجماعات المسلحة في سيناء، على الرغم من تلميحه إلى أن "الجيش المصري يعتقد أنه يطوّر من عملياته وخططه في الهجوم على معاقل ولاية سيناء، في حال مشاركة هذه الطائرات".
وقال الخبير العسكري، الذي رفض الكشف عن اسمه، في حديثٍ لـ "العربي الجديد"، إن "الجيش أعاد التفكير على ما يبدو في استخدام الأباتشي في مواجهة تحركات المسلحين هناك، وتكمن خطورة استخدام هذا النوع من المقاتلات، في وجود مدنيين في محيط المسلحين".
وأضاف أنه "لا بد من إعادة النظر وعدم استخدام هذا النوع من المقاتلات في سيناء، لأنه على ما يبدو فإن النظام الحالي يريد تعميق الأزمة في سيناء، في حين يشهد الاتجاه إلى التصعيد ضد الأهالي". وتابع "ولكي يتم حسم الموقف في سيناء بالقضاء على الإرهاب، لا بد من مساعدة أهالي سيناء، وكلما اتجه النظام إلى اتخاذ قرارات تعمّق من معاناة أهالي سيناء، فلن يتم حسم الأمر خلال الفترة المقبلة، وربما لا تحسَم أبداً".
وشدد على أن "الخوف الشديد المحيط يُحوّل سيناء كلها لمواجهة بين الأهالي والجيش بشكل كامل، مع تزايد الضغط على أهالي سيناء، من تهجير إلى قصف بالطائرات". وتساءل: "ماذا ينتظر الجيش والنظام من الأهالي الذين يتم قصفهم وتهجيرهم من المنازل، هل ينتظرون تعاوناً لمواجهة الإرهاب؟ إن الجيش يرتكب خطأً كبيراً في ما يقوم به حالياً".
وأشار إلى أن "البعض انتابته حالة من التفاؤل، عقب تولّي الفريق أسامة عسكر قيادة قوات مشتركة بين الجيشين الثاني والثالث، استناداً إلى حالة الفشل المستمرة في مواجهة الجماعات المسلحة، ولكن الأمر تحوّل إلى كابوس جديد يعمّق الأزمة في سيناء".
وقال الخبير المتخصص في مكافحة الإرهاب، حسن حمودة، لـ "العربي الجديد"، إن "سلاح الطيران لن يؤدي إلى القضاء على الجماعات المسلحة في سيناء مطلقاً، وليكن في قصف التحالف الدولي بمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عبرة". وتساءل حمودة "ماذا حقق طيران التحالف الدولي في العراق أو سورية، سوى تقويض تمدد داعش؟ أما بخلاف ذلك لن يتم القضاء على الإرهاب".
وأضاف الخبير في مكافحة الارهاب أن "كل دول العالم التي شهدت إرهاباً، تتعامل مع هذا الوضع عبر تخصيصها قوات مدربة لمثل هذا النوع من المخاطر". ولفت إلى أن "سيناء تحتاج إلى قوات خاصة مدربة على أعلى مستوى، ولا غضاضة في التعلم من خبرات دول أخرى، والتي بموجبها يتم مداهمة مواقع الإرهابيين على الأرض". وذكر أن "سلاح الجو يمكنه توفير الغطاء، ولكنه ليس الأساس في مواجهة الإرهاب، والنظام الحالي مستمر في مواقفه لاستغلال الوضع في سيناء سياسياً".
اقرأ أيضاً: مصر: مكالمة أوباما تُعجّل بتعديل "قانون التظاهر"