أدت الضغوط الثقيلة التي مارسها وزيرا أحزاب الحريديم في الحكومة الإسرائيلية، يعقوب ليتسمان وأريه درعي، أمس الأحد على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلى تراجع الأخير عن اعتماد توصيات المسؤول عن مواجهة كورونا في إسرائيل البروفيسور روني جمزو، والاكتفاء بدلاً من فرض إغلاق كامل على نحو 10 بلدات بينها 4 بلدات للحريديم،بإعلان فرض إغلاق ليلي بين الساعة السابعة مساءً والخامسة فجراً على نحو أربعين بلدة في إسرائيل، حتى لا يبدو القرار موجهاً ضد الحريديم.
وجاء رضوخ نتنياهو بعد أن هدّد رؤساء بلديات حريدية وقادة سياسيون في الأحزاب الحريدية الرئيسية، "شاس" و"يهدوت هتوراة"، بعدم الانصياع لتعليمات الحكومة، ورفض التعاون مع وزارة الصحة والشرطة الإسرائيلية في تطبيق أوامر الإغلاق.
وتأتي هذه التطورات مع استمرار الارتفاع الكبير في حالات الإصابة بفيروس كورونا في إسرائيل 2175 حالة يومياً، ونفي نتائج إيجابية بالإصابة بالمرض في 12% من حالات الفحص، وفقاً لما أعلنته وزارة الصحة الإسرائيلية أمس ونشرته صباح اليوم الاثنين صحيفة "يسرائيل هيوم".
ووفقاً للمعطيات الرسمية التي نشرتها وزارة الصحة اليوم، بلغ عدد حالات الوفاة حتى اليوم 1019 حالة، فيما يبلغ عدد المصابين فعلياً بالمرض 26770.
واعتبر الخبير في السياسات الصحية في صحيفة "يسرائيل هيوم" ران ريزنيك، أن سياسة الحكومة الإسرائيلية والمسؤولة عن مواجهة كورونا أثبتت فشلها، وأنه لن يكون هناك مفر في نهاية المطاف من فرض إغلاق كامل في إسرائيل كافة، حتى يتسنى وقف سلسلة العدوى والإصابات.
ولفت ريزنك إلى أن الوضع المتدهور في إسرائيل في مواجهة كورونا راجع أيضاً إلى حقيقة تهرّب الحكومة من مواجهة الواقع الصحي واتخاذ التدابير اللازمة، بسبب اعتبارات حزبية وسياسية داخلية، انعكست في ضغوط الحريديم على نتنياهو، وتمخضت عن عدم دعم الحكومة وكابينت كورونا لمقترحات البروفيسور روني غامزو، المسؤول عن برنامج وخطط مكافحة كورونا في إسرائيل.
وعلى الرغم من إقرار كابينت كورونا أمس الأحد، فرض إغلاق ليلي فقط، أعلن قادة دينيون في التيار الحريدي، وعلى رأسهم الحاخام اللتواني حاييم كانيفسكي، أن أنصاره لن يلتزموا تعليمات إغلاق المدارس الدينية "اليشيفوت"، فيما هدد رؤساء بلدات حريدية بعدم التعاون مع الشرطة ومع وزارة الصحة في فرض تعليمات الإغلاق الليلي وأوامره.
وأمس أعرب البروفيسور موشيه بار سيمان طوف، الذي شغل منصب المدير العام لوزارة الصحة، حتى شهر مايو/ أيار الماضي، وأدار سياسة مواجهة كورونا في إسرائيل في الموجة الأولى، عن تقديره بأن تردي الأوضاع في إسرائيل سيستمرّ، وأن قطع سلسلة العدوى والإصابات سيستغرق شهرين تقريباً، فيما باتت إسرائيل تُصنَّف في أسوأ المراتب في العالم من حيث مواجهتها لجائحة كورونا.