14 نوفمبر 2024
ضاحي خلفان من مرآة أقواله
يقول إن "ربيع قطر الدموي سحق الأمة ودمرها"، حيث لا طائرات قطرية أسقطت في اليمن، ولا جنرالات منها ماتوا في عدن، ولا جنود قطريين وضعوا يدهم على جزيرة سوقطرة، ولا قواعد عسكرية لهم في ليبيا، ولا قوات لهم تحاصر ميناء الحديدة، وتضرب حتى في صيادي الأسماك من شهرين، فهل صيادو السمك أمام الحديدة مخابرات قطرية؟ وهل أئمة المشايخ الذين يقتلون يوميا في الجنوب أخذوا شهاداتهم العلمية من قطر؟
هل ينظر نائب رئيس الشرطة في دبي، ضاحي خلفان، في مرآة الواقع أم في مرآة نفسه، أم في مرآة نرسيس؟ لا أعرف. أعرف ببساطة أن مظاهرات الربيع العربي في مصر، من أول يوم إلى الآن، كانت سلميّة، وكذلك في تونس واليمن، وحتى سورية، ولم تنقلب إلى نضال مشروع إلا بعدما بدأ بشار في القتل والقنص، كما فعلها بدموية واضحة معمر القذافي، فكانت نهايته دموية أيضا. فعن أي ربيع دموي يتكلم ضاحي خلفان؟ ألا يذكر مقولة القذافي "زنقة زنقة"، أو مقولة حسني مبارك "خليهم يتسلّوا"، أو مقولة علي عبدالله صالح "فاتكم القطار"، فلماذا يُلقي بمسؤولية الدماء والخراب على قطر، ويترك حكومات خمس دول عربية وشعوبها (مصر 100 مليون، سورية 25 مليونا، اليمن 25 مليونا، ليبيا 6 ملايين، وتونس 12 مليونا)، أي ما يوازي 170 مليونا، يتركها هكذا تساق إلى أقدارها الدموية، ويحمّل ذنوب دماء الأمة لدولةٍ في أقصى الشرق.
أظن أن تلك الرؤية القاصرة إهانة فظيعة لكل هذه الشعوب، والبلدان الخمسة، وأظن أن مرآة ضاحي خلفان تحتاج أن يبصّ بها، لدلالة كل هذه الأرقام التي بالملايين، أو يعالج تلك الشروخ التي أصابت مرآته، فجعلته غير قادرٍ على الرؤية، هذا إن كان صاحب رؤية من الأصل. أما لو كان صاحب غرضٍ في مقولاته، فلن يتغير من الأمر شيء في مرآته، لأن الغرض مرض، وعلاجه صعب.
يظل لي سؤال مضحك بشأن رسائل ضاحي خلفان (أو شذراته المقتضبة المسيسة) كل آن، وأعوذ بالله من كلمة شذرات، لأنها تحيلنا إلى الفيلسوف والكاتب الروماني، إميل سيوران، ولو عرف سيوران أنني سألحق ضاحي خلفان بها، أي الشذرات، لهرب على فوره من باريس، ولعاد إلى رومانيا يعمل قِسًّا مكان أبيه. أما لو أدرك ذلك الشاعر البرتغالي، فرناندو بيسوا، لترك شبه جزيرة أيبيريا كلها، وعمل حمّالا في رأس الرجاء الصالح.
يظل سؤالي: لماذا يخص ضاحي خلفان صحيفة اليوم السابع المصرية بمقولاته؟ هل للأمر علاقة بمحمد دحلان؟ عموما خلفان ودحلان على وزن واحد تقريبا، والقافية نفسها، وهذا من محاسن المصادفات.
هل ينظر نائب رئيس الشرطة في دبي، ضاحي خلفان، في مرآة الواقع أم في مرآة نفسه، أم في مرآة نرسيس؟ لا أعرف. أعرف ببساطة أن مظاهرات الربيع العربي في مصر، من أول يوم إلى الآن، كانت سلميّة، وكذلك في تونس واليمن، وحتى سورية، ولم تنقلب إلى نضال مشروع إلا بعدما بدأ بشار في القتل والقنص، كما فعلها بدموية واضحة معمر القذافي، فكانت نهايته دموية أيضا. فعن أي ربيع دموي يتكلم ضاحي خلفان؟ ألا يذكر مقولة القذافي "زنقة زنقة"، أو مقولة حسني مبارك "خليهم يتسلّوا"، أو مقولة علي عبدالله صالح "فاتكم القطار"، فلماذا يُلقي بمسؤولية الدماء والخراب على قطر، ويترك حكومات خمس دول عربية وشعوبها (مصر 100 مليون، سورية 25 مليونا، اليمن 25 مليونا، ليبيا 6 ملايين، وتونس 12 مليونا)، أي ما يوازي 170 مليونا، يتركها هكذا تساق إلى أقدارها الدموية، ويحمّل ذنوب دماء الأمة لدولةٍ في أقصى الشرق.
أظن أن تلك الرؤية القاصرة إهانة فظيعة لكل هذه الشعوب، والبلدان الخمسة، وأظن أن مرآة ضاحي خلفان تحتاج أن يبصّ بها، لدلالة كل هذه الأرقام التي بالملايين، أو يعالج تلك الشروخ التي أصابت مرآته، فجعلته غير قادرٍ على الرؤية، هذا إن كان صاحب رؤية من الأصل. أما لو كان صاحب غرضٍ في مقولاته، فلن يتغير من الأمر شيء في مرآته، لأن الغرض مرض، وعلاجه صعب.
يظل لي سؤال مضحك بشأن رسائل ضاحي خلفان (أو شذراته المقتضبة المسيسة) كل آن، وأعوذ بالله من كلمة شذرات، لأنها تحيلنا إلى الفيلسوف والكاتب الروماني، إميل سيوران، ولو عرف سيوران أنني سألحق ضاحي خلفان بها، أي الشذرات، لهرب على فوره من باريس، ولعاد إلى رومانيا يعمل قِسًّا مكان أبيه. أما لو أدرك ذلك الشاعر البرتغالي، فرناندو بيسوا، لترك شبه جزيرة أيبيريا كلها، وعمل حمّالا في رأس الرجاء الصالح.
يظل سؤالي: لماذا يخص ضاحي خلفان صحيفة اليوم السابع المصرية بمقولاته؟ هل للأمر علاقة بمحمد دحلان؟ عموما خلفان ودحلان على وزن واحد تقريبا، والقافية نفسها، وهذا من محاسن المصادفات.