صور الأسير الفلسطيني في معرضٍ غزّي

17 ابريل 2018
من المعرض (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
"أخي العزيز هشام.. تحية الوطن، والتواصل والاستمرار على طريق الأهداف الجميلة التي سعينا ونسعى إليها رغم قساوة الظروف التي نعيشها داخل وخارج السجون". هكذا، بدأت رسالةٌ هُربت من داخل السجون الإسرائيلية وحملت توقيع عز الدين زعرب، وكان لها رُكن خاص داخل معرض "ريشة الأحرار" في مدينة غزة.
وتزامناً مع يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق اليوم الثلاثاء، افتتحت بلدية غزة، ووزارة الأسرى والمحررين وجمعية "إبداعات شابة"، معرضاً فنياً حمل معاناة الأسرى الفلسطينيين القابعين خلف السجون الإسرائيلية، من خلال صور ورسومات جسدت عذاباتهم التي يتفنن الاحتلال في ممارستها ضدهم.
أول زوايا معرض "ريشة الأحرار" الذي اتخذ من قرية الفنون والحرف في غزة مكاناً له، كان ركناً بعنوان "رسائل الأسرى الأمنية - الكبسولة"، استعرض فيه رسالة زعرب التي كتبها بخط صغير جداً، وبجانبها رسالةٌ أخرى طُويت على شكل كبسولة" الدواء الصغيرة بغرض تهريبها من السجون إلى خارجها.
وإلى جانب تلك الزاوية، صفٌ من الكتب بأقلام الأسرى الفلسطينيين، ومنها كتابا "نقط وحروف"، و"أعواد البرتقال" بقلم الأسير جمال الهور، وآخر بعنوان إضراب الكرامة بقلم علي شواهنة. وأمامها، عُلقت على جدران القرية رسومات تشكيلية رمزت إلى عدد من الأسرى، منهم أحمد سعادات وعبد الله البرغوثي ومروان البرغوثي ونائل البرغوثي.
في حديث إلى "العربي الجديد"، تقول شروق كشكو (18 عاماً) إحدى المشاركات في المعرض عبر رسوم حول الأطفال: "رسمت رسومات عن الأطفال المعتقلين عند الاحتلال ومعاناتهم من الترهيب والتخويف والتعذيب، هؤلاء أطفال كيف ينامون في سجون الاحتلال؟".
لم يخلُ المعرض من رسومات رمزت إلى مسيرة العودة الكبرى. ففي هذه الزاوية، كانت رسمة للحشود من الفلسطينيين على طول الشريط الحدودي شرق قطاع غزة. بينما رسمت نهيل زيدية رجلاً كبيراً في السن يحمل مفتاحاً ثقيلاً على ظهره متكئًا على عُكازه، إذ تُجسد بحث اللاجئين عن حقهم في العودة لأراضيهم المحتلة.
وفي زاوية مختلفة، استندت رسومات فؤاد نظمي على اتفاقية جنيف الرابعة، فرسم شخصاً خلف القضبان وكتب عليها: "مادة 124 وثيقة جنيف الرابعة: لا يجوز بأي حال من الأحوال نقل المعتقلين إلى مؤسسات إصلاحية لقضاء عقوبة تأديبية فيها"، ساعياً في زاويته إلى إظهار مخالفة الاحتلال لكل القوانين والأعراف الدولية.

ورسم نظمي صورة لسجان إسرائيلي يُعطي الدواء لأحد الأسرى من خلف الشباك الحديدي، وكتب عليها: "مادة 91 وثيقة جنيف الرابعة: لا يجوز منع المعتقلين من عرض أنفسهم على السلطات الطبية للفحص". وعاد برسمة ناقشت المادة 124 من الوثيقة التي تنص على ضرورة استيفاء المباني التي تنفذ فيها العقوبات الشروط الصحية، والتي تغيب عن معاملة الأسرى الفلسطينيين.
وهناك صورةٌ أخرى لأسير يعتصر ألماً ويُحاول آخر التخفيف عنه من داخل السجن، كُتب عليها: "مادة 91 وثيقة جنيف الرابعة: تصرف السلطات الطبية لكل شخص معتقل بناء على طلبه شهادة رسمية يتبين فيها طبيعة مرضه أو إصابته ومدى العلاج والرعاية التي قدمت له"، في إشارة إلى الإهمال الطبي الممارس من الاحتلال ضد الأسرى.
المساهمون