لا تختلف شوارع بيروت الضيقة عن مقاهي القاهرة الشعبية خلال عيد الأضحى، زحمة موسم الحج ومتابعة أخبار الحجّاج ورائحة المعمول وصوت "الستّ"، الذي يحضر في البيوت كلّها. لا أذكر أبداً عيد أضحى مرّ من شارعنا من دون أغنية "القلب يعشق كلّ جميل".
فأم كلثوم انطلقت أساساً من الإنشاد الديني، وقدّمت باقة من أجمل الأغنيات الدينية مثل "نهج البردة" في 1946 و"إلى عرفات الله" في 1951، و"لغيرك ما مددت يداً" في 1955، و"حديث الروح" في 1967، و"الثلاثية المقدسة" في 1972 وغيرها.
ولكن، ما يميز "القلب يعشق كل جميل" هي لغة بيرم التونسي التخاطبية مع الله. أخرج بيرم أم كلثوم من القالب المعتاد لها في الأناشيد الدينية والقصائد المطولة، وأخذها إلى منحى مختلف تماما، وطبعاً من دون إغفال العمل العبقري الذي قام به رياض السنباطي في اللازمة الموسيقية، وتواكب موسيقى السنباطي حتى اليوم مواسم الحج في القنوات الفضائية.
كسر بيرم في قصيدته "الأصول" المعتادة للابتهال إلى الله في الأناشيد الدينية، وأعطى أبعاداً أخرى لرحلة الحج إلى "مكة وجبال النور"، ويصف طباع الله بـ "يلي هويتو اليوم، دايم وصالو دوم"، وأكثر من ذلك فـ "فيها طرب و سرور وفيها نور على نور وكاس محبة".
غنّت أم كلثوم رائعتها تلك في 1971، لكن الكلمات وُضعت في عام 1946. لحنها زكريا أحمد في البدء، ثم سجلها بصوته، وبقيت أم كلثوم تحتفظ بحقها في غنائها حتى مطلع السبعينيات. لا شكّ أنّ التغيير في اللحن على يد السنباطي، وتبدل المزاج الموسيقي للـ "سميعة" من اعتبارات الست. كانت ثومة قد تألقت خلال تلك الفترة مع الموسيقار محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي، وراعى السنباطي ذاك الأمر جيداً، فالإيقاع السريع الطربي في مطلع الأغنية مع القفلة المميزة التي أجادت فيها أم كلثوم كان "ضربة معلم" من السنباطي.
لا يمر موسم حجّ في القاهرة أو بيروت أو غيرهما من العواصم العربية من دون صوت "ثومة". تكرست تلك الأغنية تماماً كأغنية "رمضان جانا" لعبد المطلب في الأول من كل رمضان. المباشرة في الخطاب والصورة التي رسمها بيرم جعل من الحج أمنية كلّ عاشق ومحب، وكأنه تمرد على الفرض الديني بحبه هذا، وجعل الطاعة أسلوب عشق، فبدت جبال النور في مكة وأسراب الحمام كأنها باقة من الجمال تهدى لخالقها. "القلب يعشق كل جميل" أغنية عن الحج أفضل من ألف خطبة"، هكذا وصف الحاج أحمد أغنيته المفضلة في أحد مقاهي بيروت.
فأم كلثوم انطلقت أساساً من الإنشاد الديني، وقدّمت باقة من أجمل الأغنيات الدينية مثل "نهج البردة" في 1946 و"إلى عرفات الله" في 1951، و"لغيرك ما مددت يداً" في 1955، و"حديث الروح" في 1967، و"الثلاثية المقدسة" في 1972 وغيرها.
ولكن، ما يميز "القلب يعشق كل جميل" هي لغة بيرم التونسي التخاطبية مع الله. أخرج بيرم أم كلثوم من القالب المعتاد لها في الأناشيد الدينية والقصائد المطولة، وأخذها إلى منحى مختلف تماما، وطبعاً من دون إغفال العمل العبقري الذي قام به رياض السنباطي في اللازمة الموسيقية، وتواكب موسيقى السنباطي حتى اليوم مواسم الحج في القنوات الفضائية.
كسر بيرم في قصيدته "الأصول" المعتادة للابتهال إلى الله في الأناشيد الدينية، وأعطى أبعاداً أخرى لرحلة الحج إلى "مكة وجبال النور"، ويصف طباع الله بـ "يلي هويتو اليوم، دايم وصالو دوم"، وأكثر من ذلك فـ "فيها طرب و سرور وفيها نور على نور وكاس محبة".
غنّت أم كلثوم رائعتها تلك في 1971، لكن الكلمات وُضعت في عام 1946. لحنها زكريا أحمد في البدء، ثم سجلها بصوته، وبقيت أم كلثوم تحتفظ بحقها في غنائها حتى مطلع السبعينيات. لا شكّ أنّ التغيير في اللحن على يد السنباطي، وتبدل المزاج الموسيقي للـ "سميعة" من اعتبارات الست. كانت ثومة قد تألقت خلال تلك الفترة مع الموسيقار محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي، وراعى السنباطي ذاك الأمر جيداً، فالإيقاع السريع الطربي في مطلع الأغنية مع القفلة المميزة التي أجادت فيها أم كلثوم كان "ضربة معلم" من السنباطي.
لا يمر موسم حجّ في القاهرة أو بيروت أو غيرهما من العواصم العربية من دون صوت "ثومة". تكرست تلك الأغنية تماماً كأغنية "رمضان جانا" لعبد المطلب في الأول من كل رمضان. المباشرة في الخطاب والصورة التي رسمها بيرم جعل من الحج أمنية كلّ عاشق ومحب، وكأنه تمرد على الفرض الديني بحبه هذا، وجعل الطاعة أسلوب عشق، فبدت جبال النور في مكة وأسراب الحمام كأنها باقة من الجمال تهدى لخالقها. "القلب يعشق كل جميل" أغنية عن الحج أفضل من ألف خطبة"، هكذا وصف الحاج أحمد أغنيته المفضلة في أحد مقاهي بيروت.