صندوق بقيمة 1.4 مليار دولار لإغاثة المتضررين من حرائق أستراليا

06 يناير 2020
EB032CCA-BB8C-458E-8955-3556B5FBE91A
+ الخط -
انتشر عسكريون من جنود الاحتياط في مناطق دمّرتها الحرائق الهائلة في ثلاث ولايات أسترالية، الاثنين، بعد نهاية أسبوع مروعة، في وقت تعهدت الحكومة بتخصيص 1.4 مليار دولار على مدى سنتين لجهود الإغاثة والتعويض عن الخسائر الناجمة عن الأزمة المستمرة منذ أشهر.

وحوّلت حرائق غابات كارثية مساحات شاسعة من الأراضي إلى بؤر متفحمة ودمرت مساحة توازي مساحة جزيرة إيرلندا، وفق أرقام رسمية. فيما حذرت السلطات من أن الكارثة يمكن أن تستمر أسابيع أو أشهرا. وتعهد رئيس الوزراء سكوت موريسون الذي تعرضت حكومته للانتقاد لبطء استجابته للطوارئ، بتخصيص ملياري دولار أسترالي (1.4 مليار دولار أميركي) من أموال دافعي الضرائب لإنشاء صندوق وطني للإنقاذ.

وقال موريسون إن "الطريق طويل أمامنا، وسنكون إلى جانب هذه المجتمعات في كل خطوة من الطريق عندما يقومون بإعادة البناء". واستفاد رجال الإطفاء الذين انضمت إليهم فرق جديدة من الولايات المتحدة وكندا، من تساقط المطر وانخفاض درجات الحرارة لمكافحة حرائق خارجة عن السيطرة، قبل ارتفاع جديد في الحرارة تتوقعه الأرصاد، في وقت لاحق هذا الأسبوع.

وفي أكبر تعبئة من نوعها لجنود الاحتياط، تم نشر فرق عسكرية في مناطق شرق أستراليا لمساعدة أجهزة الطوارئ على مسح الأضرار وإعادة التيار الكهربائي وإيصال إمدادات الطعام والمياه والوقود إلى مجتمعات معزولة.

وللمرة الأولى في تاريخ أستراليا، قامت الحكومة أيضا بنشر فريق المساعدة الطبية الذي ترسله عادة إلى دول أخرى للمساعدة في مرحلة ما بعد الكوارث، من أجل إغاثة الأشخاص الذين تم إجلاؤهم.

وقالت رئيسة حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، غلاديس بيريجيكليان، الاثنين: "لا مجال للتقاعس، خاصة أن لدينا أكثر من 130 حريقا لا تزال مشتعلة في أنحاء الولاية".

وأتت الحرائق على قرابة خمسة ملايين هكتار من الأراضي (50 ألف كلم مربع) في أنحاء نيو ساوث ويلز، وأكثر من 1.2 مليون هكتار في ولاية فكتوريا منذ سبتمبر/أيلول، وفق مسؤولين. ويوازي إجمالي المساحات المدمرة الذي يبلغ قرابة 8 ملايين هكتار، مساحة جزيرة إيرلندا أو ولاية كارولاينا الجنوبية الأميركية.


وقضى 24 شخصا في الحرائق حتى الآن، فيما دُمر أكثر من 1800 منزل. واعتبر شخصان في عداد المفقودين في نيو ساوث ويلز، الولاية الأكثر اكتظاظا في أستراليا. في ولاية فكتوريا، أعلن رئيس الحكومة دانيال أندروز إنشاء وكالة لمساعدة البلدات المدمرة في أعقاب الحرائق، موضحا أنها ستكون هيئة دائمة، إذ يتوقع أن تصبح الحرائق العنيفة اعتيادية.

وقال أندروز للصحافيين: "يجب أن نكون صادقين إزاء حقيقة أننا سنشهد المزيد والمزيد من الحرائق، والمزيد والمزيد من الدمار مع حلول كل موسم حرائق.. هذا هو الوضع الطبيعي الجديد".


وقال رئيس صندوق الإغاثة، الذي تم إنشاؤه حديثا في ولاية فكتوريا، بات ماكنامارا، إن موسم الحرائق هذا الصيف كان "كارثة زاحفة". وأضاف، في تصريحات لشبكة "إيه بي سي" العامة "لم نصل بعد إلى ما يمكن اعتباره ذروة موسم الحرائق".

وفي بلدة إيدن المعروفة بمناظرها الخلابة جنوب شرق الولاية، قالت هولي سبنس إنها أمضت أكثر من 12 ساعة تحمي مزرعة عائلتها، السبت، بعد أقل من أسبوع على إنقاذها ليلة رأس السنة.

وقالت المرأة، البالغة 28 عاما، لوكالة "فرانس برس": "لا نريد أن نواجه هذا مرة ثالثة". من ناحيتها، قالت فيونا كينيلي (50 عاما) التي غادرت مع 24 من أفراد عائلتها إلى نزل قرب إيدن، إنها تشعر بالارتياح لتحسّن الظروف الجوية، ما منحهم استراحة. وقالت لوكالة "فرانس برس": "جيد أن نرى ضوء النهار في وقته مجددا"، مضيفة أن السماء كانت تصبح سوداء اللون في فترات بعد الظهر.

من جهتها، تطوعت مجموعة من مسلمي أستراليا لدعم رجال الإطفاء الذين يكافحون حرائق الغابات في ولاية فكتوريا.

وأفادت صحيفة "ديلي ميل أستراليا"، الاثنين، بأن المتطوعين، وهم أعضاء في الجمعية الإسلامية في ضاحية نيوبورت شمالي سيدني، قاموا بإعداد وجبات لرجال الإطفاء المنهَكين.

ونقلت الصحيفة عن متطوع يُدعى لقمان الكردي: "كم أسعدني أن أمنح رجال الإطفاء المنهكين بعض الطعام، أو أن أدعو لهم كوسيلة لإبداء الدعم لهم". وأضاف أن مجموعته "شعرت بأنها ملزمة بالمساعدة، بعدما رأت ما يحدث في البلاد". وقال: "نشاهد حرائق الغابات في أستراليا، وشعرنا بأننا بحاجة إلى فعل شيء ما".

وتجاوزت آثار حرائق الغابات المناطق المتضررة. فقد لفّ الدخان الكثيف ملبورن، ثاني أكبر المدن الأسترالية والعاصمة كانبيرا. وأغلق عدد من الدوائر الحكومية في كانبيرا، فيما اعتبرت نوعية الهواء فيها الأسوأ في العالم، وفق مرصد مستقل على الإنترنت يرصد نوعية الهواء. وتسببت الكارثة في غضب شعبي متزايد تجاه موريسون.

وصدرت دعوات إلى التظاهر، الجمعة، لمطالبة حكومته بتسريع جهودها في التصدي للتغيّر المناخي الذي يقول الخبراء إنه أجج الحرائق. وفي لوس أنجليس، قال النجم الهوليوودي راسل كرو إنه عاد إلى وطنه لمكافحة الحرائق، مؤكدا أن الكارثة "سببها تغيّر المناخ". وقال في رسالة قرأتها الممثلة جنيفر أنيستون: "يجب أن نتصرف بناء على العلم، ودفع قوانا العاملة العالمية في اتجاه الطاقة المتجددة، واحترام كوكبنا، لكونه مكانا فريدا ومذهلا. بهذه الطريقة يكون لنا جميعا مستقبل".

بدورها، أشادت الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت بالإطفائيين المتطوعين الذين يشاركون في جهود مكافحة النيران. وأضافت "عندما يواجه بلد ما كارثة مناخية، نواجه جميعا كارثة مناخية. نحن معا في المحنة".

(فرانس برس، الأناضول)

ذات صلة

الصورة
عشرات الحرائق المستعرة في شرق الجزائر (فضيل عبد الرحيم/ الأناضول)

مجتمع

تتحدث السلطات الجزائرية عن طابع جنائي لعشرات الحرائق المستعرة، في حين يتواصل النقاش حول غياب خطط استباقية للوقاية، وقدرات السيطرة المبكرة على الحرائق، خاصة أنها تتكرر منذ عام 2018.
الصورة
استشهد عسكريون خلال مهمات إخماد حرائق الجزائر (العربي الجديد)

مجتمع

أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أنّ 34 شخصاً لقيوا مصرعهم في حرائق ضخمة نشبت في غابات بمناطق متفرقة شرقي الجزائر، من بينهم 10 عسكريين، فيما أُجليت مئات العائلات من مجمعات سكنية وصلت إليها النيران.
الصورة

مجتمع

أعلنت الحكومة المغربية، الجمعة، رصد 290 مليون درهم (نحو 29 مليون دولار) لدعم سكان القرى المتضررة من الحرائق التي طاولت 5 محافظات شمالي البلاد.
الصورة

مجتمع

قالت وكالة الطوارئ والكوارث التركية، السبت، إنّ عدد قتلى الفيضانات والانهيارات الطينية الشديدة في الساحل التركي ارتفع إلى 57 شخصاً على الأقل، من بينهم 48 قُتلوا في قسطمونو، و8 في سينوب، و1 في بارطن، نافية أن المئات لا يزالون في عداد المفقودين.
المساهمون