صمت ما بعد ترشيح عون: جعجع يربك جميع الأطراف

20 يناير 2016
جعجع في استقبال عون (ألدو أيوب)
+ الخط -
يُفاخر أحد المسؤولين في حزب القوات اللبنانية، أن خطوة رئيس الحزب، سمير جعجع، بترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب، ميشال عون، لرئاسة الجمهوريّة أحرجت جميع القوى السياسيّة. يعتقد الرجل أن هذه الخطوة، وضعت حزب الله وإيران في وجه مرشحهما للرئاسة، أي عون. ففي حال انتخب الأخير رئيساً، فإن ذلك يعني القبول بجعجع كصانع الرؤساء في لبنان، وفي حال لم يُنتخب، فإن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الشرخ في العلاقة بين عون وحزب الله. كما يؤكّد هؤلاء، إن هناك ضغوطاً دوليّة، خصوصاً من الولايات المتحدة وفرنسا والسعوديّة والفاتيكان على مختلف القوى اللبنانيّة لانتخاب رئيس، بغض النظر عن اسمه، وحصر الصراع مع إيران في سورية واليمن.

الجزء الذي لا يختلف عليه أحد، هو أن خطوة جعجع أربكت معظم القوى السياسيّة. فعند سؤال "العربي الجديد" النائب في كتلة المستقبل، عمار حوري، عن الموضوع، جاء جوابه، إن فريقه السياسي لا يزال يدرس الأمر، وهو ما ترجم ببيان عن كتلة المستقبل، أعلنت فيه أن كلمة الفصل في موضوع الرئاسة تبقى لمجلس النواب. وهو التعليق عينه الذي قاله النائب في كتلة الوفاء النيابيّة (كتلة حزب الله البرلمانية)، علي فياض، الذي اعتبر، في اتصال بـ"العربي الجديد"، أنه من المبكر اتخاذ موقف مما جرى.

تكرر مصادر حزب الكتائب، كلام رئيس الحزب النائب، سامي الجميّل، عن أن انتخاب الرئيس لا يكون وفقاً للأشخاص بل للبرنامج الانتخابي، وتُشير هذه الأوساط إلى أن عون لم يتحوّل إلى وسطي، بل لا يزال مكوناً أساسياً في 8 آذار، وأبرز حليف لحزب الله. وقد أعلن المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب، وزير المالية، علي حسن خليل، أن فريقه السياسي لا يزال في طور دراسة المعطيات الجديدة في ملف رئاسة الجمهورية.

ولا يختلف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب، وليد جنبلاط، عن هذا السياق. لكنه كان أكثر ميلاً إلى إعلان استمراره في دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية. فقد أكّد جنبلاط لـ"العربي الجديد" أن "كلّ شيء قائم كما هو" وقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة اللقاء الديمقراطي ستجتمعان، يوم الخميس، وسيصدر عنهما موقف واضح في هذا الخصوص، "وأؤكّد أننا سنتعامل بإيجابية مع ترشيح عون". وفي الوقت عينه، أكّد جنبلاط أن معركة إيصال فرنجية إلى قصر بعبدا لم ولن تقف، وكشف لـ"العربي الجديد"، أنه تلقى اتصالاً، يوم أمس، من فرنجيّة أكّد فيها استمراره بالترشّح.


اقرأ أيضاً: لبنان... كرونولوجيا العداء التي أوصلت إلى ترشيح جعجع لعون

في ظلّ عدم الرغبة في التصريح، فإن أجواء حزب الله وتيار المستقبل تشي بما هو عكس ذلك. فيرى أحد المسؤولين في حزب الله أن ترشيح عون، يأتي في سياق تقريب عون من الرئاسة الأولى، ويصبّ في إطار مساعي حزب الله لإيصال عون. لكن هذا المسؤول يعتقد أن الأساس هو المسار التطبيقي، ومواقف القوى المختلفة من الرئيس، نبيه بري، إلى تيار المستقبل وفرنجية بنفسه، وهذا برأيه يحتاج لبعض الوقت ليظهر. وعند سؤاله عما إذا كان الحزب سيشارك في الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس، فضّل هذا المسؤول عدم الجواب "بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة".

لكن المهم في هذا الأمر، إقرار هذه المسؤول، أن لقاءات النائب، علي فياض، بنائب رئيس حزب القوات اللبنانيّة النائب، جورج عدوان، التي تأخذ من ملف قانون الانتخابات النيابيّة مبرراً بها، باتت تتجاوز موضوع قانون الانتخابات، "وهي فرصة للتداول في كافة المواضيع السياسيّة على الساحة اللبنانيّة"، لكنه يُضيف أن "اللقاءات في أروقة مجلس النواب مفتوحة مع جميع القوى منذ فترة". في المقابل، تنفي مصادر القوات اللبنانيّة أن تكون هذه اللقاءات تبحث أي قضايا تتجاوز موضوع قانون الانتخابات.

في الجهة المقابلة، يبدو المسؤولون في تيّار المستقبل وكأنهم تلقوا ضربة قاسية. المقربون من نادر الحريري، وهو مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، يؤكدون أن الأخير يُكرر، منذ الأمس، أن فريقه السياسي مستمر بترشيح فرنجيّة وأنه لن يسير بعون. ويُشير مسؤولون آخرون، إلى أن الظرف الإقليمي لا يسمح بانتخاب رئيس للجمهوريّة، في ظلّ الخلاف السعودي ــ الإيراني الحاد.


ويلفت أحد المسؤولين في تيار المستقبل، إلى أن جعجع كان أكثر جرأة من الحريري، عندما أعلن دعمه ترشيح عون بورقة واضحة وعلانية، وليس بالسرّ كما فعل الحريري، وأن الخيار الأفضل اليوم للمستقبل "في حال أراد التعامل مع المعطيات الجديد بذكاء، عليه الانتظار وعدم اتخاذ أي موقف، بانتظار موقف حزب الله الواضح والحاسم". ويؤكّد أن مرشّح تيار المستقبل، أي سليمان فرنجيّة، لا يزال المرشّح الأقوى، "والأهم اليوم هو هل سيشارك حزب الله وعون في جلسة انتخاب الرئيس أم سيستمر التعطيل".

اقرأ أيضاً: أصوات البرلمان اللبناني: 75 لفرنجية و47 لعون
المساهمون