صف دراسي جديد في بغداد يديره معلمون وطلاب من المتظاهرين

بغداد

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
18 ديسمبر 2019
0F1EC0EC-B74C-4E22-A27B-4805ECB50D21
+ الخط -



بعد خيمة البصرة لمحو الأمية، ومدرسة المتظاهرين للدروس المجانية في الناصرية، تحوَّل محل تجاري في نفق أسفل ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، إلى صف دراسي أقامه المتظاهرون بوسائل بسيطة لتعليم الشبان الراغبين في تعلم القراءة والكتابة أو تلقي دروس خصوصية مجانية في اللغة الإنكليزية والرياضيات واللغة العربية والفيزياء الكيمياء.

الصف الذي انتقل من خيمة تأخذ طرف ساحة التحرير إلى أسفل الساحة حيث النفق المغلق منذ الغزو الأميركي للعراق، عمد المتظاهرون إلى تنظيفه وإنارته، وبدا أمس الثلاثاء، مثل خلية نحل، فما إن تدخل مجموعة شبان من المتظاهرين إلا وتخرج أخرى، وأغلب الدروس في تعلّم القراءة والكتابة.

ويقول عمار خالد، وهو أحد المتظاهرين والمعلمين في الصف، إنّ "الكثير من المتظاهرين لم يسعفهم حظهم في تعلم القراءة والكتابة، بسبب الاحتلال وما رافقه، وهم يشعرون بجوع للتعلم، وقد وفرت لهم ساحة التحرير فرصة إشباعه".

ويضيف خالد لـ"العربي الجديد"، أن "دورات التعليم هذه مبادرة منهم، وفي الوقت نفسه محاولة للتعرف إلى أشخاص جدد لا تربطك معهم إلا قضية وطن منهوب".

ويقول الناشط محمد كريم لـ"العربي الجديد": "نحن المعلمين والمهتمين بالدراسة الأكاديمية وبالتعليم بصورة عامة، ركزنا أولاً على موضوع محو الأمية للفئة التي لم تتح لها الفرصة للدراسة لأي سبب كان، ليأخذوا حقهم في التعليم. أما الفئة الأخرى، فهم الطلاب الأكاديميون، وخصوصاً طلاب المرحلة المنتهية، السادس إعدادي، لما لها من أهمية في تحديد مصير الطالب".

وأضاف: "بدأت الفكرة من يوم 25 نوفمبر/ تشرين الثاني، وبعد أيام باشرنا العمل من خلال محاضرات في الخيام قبل أن ننظف النفق ونستغل هذا المحل كصفّ خاص للتعليم، والطلاب المضربون عن الدوام صار حضورهم مستمراً في مدرسة التحرير من خلال جدول دراسي ومنهج ثابت، واعتمدنا على إمكاناتنا الذاتية من خلال دعم المتظاهرين. لم يكن هدفنا أن يمتنع الطالب عن الدراسة، بل قضيتنا كانت مصلحة الوطن، وحرصنا على مستقبل الطلاب".

فرصة سانحة لتعليم الطلاب (العربي الجديد) 

 

وأعرب ثائر لعيبي عن إعجابه بمبادرة "مدرسة التحرير" التي يُعَد أحد المساهمين فيها، وأوضح لـ"العربي الجديد" أنّ "مدرسة التحرير هي عملية اندماج بين الطالب والمدرس، وبصراحة وجدت فيها وطني وبيتي، بعد أن رفعت مع إخوتي المتظاهرين شعار أن لا عودة إلا بعد أخذ حقوقنا كاملة".

وقال محمد علي، وهو أحد المستفيدين من هذه المدرسة لـ"العربي الجديد": "تركت الدراسة من الخامس الابتدائي، وحين شاركت في التظاهرات وجدت ضالتي في التعليم المجاني ومن خلال المتظاهرين أنفسهم، وهذه فرصة لم أكن أحلم بها".

ويشاطره في الرأي الطالب راضي حميد، قائلاً لـ"العربي الجديد": "لقد وجدت ضالتي في هذه المدرسة. فبعد نزولنا إلى ساحة التحرير مطالبين بحقوقنا، أضربت عن الدوام وأنا في السادس الإعدادي الفرع الأدبي، والآن أتلقى تعليمي من خلال مدرسة التحرير".

 

ذات صلة

الصورة
الحرب حرمت طلاب غزة من امتحانات الثانوية العامة ودمرت العديد من المدارس، 20 يونيو 2024 (الأناضول)

مجتمع

بدأ نحو 50 ألف طالب وطالبة، اختبارات الثانوية العامة بمحافظات الضفة الغربية والمدارس الفلسطينية في الخارج، بينما حرمت الحرب طلاب غزة من الاختبارات
الصورة
اعتصام طلاب جامعة ساسكس تضامناً مع غزة - بريطانيا - 13 مايو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أقام عشرات من طلاب جامعة ساسكس البريطانية مخيّماً واعتصاماً مفتوحاً فيها، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة عليه.
الصورة
طلاب من جامعات تونس في حراك تضامني مع غزة - 29 إبريل 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

انطلق حراك طلاب تونس التضامني مع غزة والداعم للانتفاضة الطالبية في جامعات العالم، ولا سيّما في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، وذلك من العاصمة ومدن أخرى.
الصورة
مطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة (حسن مراد/ Getty)

مجتمع

يسعى أساتذة في تونس إلى تعويض غياب العملية التعليمية الجامعية بالنسبة للطلاب الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، من خلال مبادرة تعليمية عبر منصات خاصة.