صفقات السيسي العسكرية.. تسليح أم ترويج؟

08 أكتوبر 2015
هولاند يلمع صورة السيسي مقابل صفقة رافال (أرشيف/Getty)
+ الخط -


على مدار الأشهر التسعة الماضية، أبرم السيسي صفقات متسارعة ومتتالية لشراء أعداد هائلة من المقاتلات العسكرية، من المؤكد أنها تفوق قدرات مصر المالية، خاصة إذا لاحظنا أن التقديرات الرسمية بشأن عجز الموازنة تكتسي، مع كل طلعة شمس، بحلة جديدة من السواد.
 
الصفقة الأولى أبرمها السيسي مع فرنسا، في فبراير/شباط الماضي لشراء 24 طائرة "رافال" بقيمة 5.7 مليارات دولار، لتكون مصر هي أول دول تشتري "رافال" بعد أن عجزت باريس على مدى ثلاثة عقود عن بيع ولو طائرة واحدة من هذا النوع.

بعيدا عن الأهداف السياسية من وراء تلك الصفقة، وبعيدا أيضا عن جدوى هذه الطائرة عسكريا، خاصة أن دول مثل البرازيل والمغرب والهند رفضت بالفعل شراء "رافال" رغم المفاوضات المضنية التي أجرتها باريس معها لهذا الغرض، فإن ركيزة أهم لا تزال في بطن السيسي، وهي التمويل، إذ لم يفصح الجنرال عن مصادر تمويل هذه الصفقة التي تعادل نحو 85% من ميزانية الجيش كاملة خلال العام الجاري.

الصفقة الثانية، كشفت عنها وكالة "تاس للأنباء" الروسية مطلع مارس/آذار الماضي، بين مصر وموسكو، لشراء 12 مقاتلة من الجيل الرابع من مقاتلة السيادة الجوية الحديثة "سو 30 كا" وهي طائرة من سلالة مقاتلات "سوخوى" الشهيرة. ولم تذكر الوكالة قيمة الصفقة، لكن تقارير روسية متخصصة قدرتها بقيم تتراوح بين 450 إلى 600 مليون دولار.
 
وفي يوليو/تموز الماضي، ذكرت صحيفة "فيدوموستي" الروسية المعنية بأنشطة الأعمال، أن مصر أبرمت صفقة لشراء 46 طائرة روسية مقاتلة من طراز "ميغ- 29" بقيمة تصل إلى ملياري دولار، تلك كانت الصفقة الثالثة التي وقعتها مصر هذا العام.

أما الصفقة الرابعة كما ذكر موقع "روسيا اليوم"، فتتعلق بشراء مصر سفينتي "ميسترال" التي صنّعتهما فرنسا خصيصا لروسيا، لكن التزام باريس بالعقوبات المفروضة على موسكو، حال دون وفاء الأولى بتوريد تلك السفن.

وقد وقعت باريس في مأزق بسبب تصنيع هاتين السفينتين الحربيتين، لأنهما صُنعتا وفق معايير روسية بحتة، وبهدف حمل طائرات روسية فقط. ما هدد بخسائر تتجاوز 1.2 مليار دولار لفرنسا، غير أن إقدام مصر على تلك الصفقة حوّل الخسائر إلى أرباح.
 
الصفقة الخامسة، كشفت عنها وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس"، والتي قالت إن مصر وروسيا وقعتا اتفاقا على تزويد القاهرة بـ 50 طائرة هليكوبتر من طراز "كي إيه 52- إليجاتور"، من دون ذكر قيمة الصفقة.


اقرأ أيضاً: احتياطي مصر الأجنبي يتآكل ومخاوف على الجنيه

المساهمون