بعد أزمة الصحافة المكتوبة في لبنان، وتلويح عدد من أعرق الصحف المحلية بوقف صدورها ورقياً، ها هي أزمة جديدة تطلّ برأسها لكن هذه المرة، في الإعلام التلفزيوني، بعدما أبلغ رئيس مجلس قناة MTV ميشال المرّ، باقي القنوات المحلية أن التعاون اللوجستي والتقني المستمر، منذ عام، بين كل القنوات المحلية لمواجهة الأزمة المالية، قد انتهى. أما السبب، فهو تقريران لكل من LBCI و"الجديد" عن شبكة الإنترنت غير الشرعي في لبنان.
فما إن كشف وزير الاتصالات اللبناني، بطرس حرب، منذ أيام، عن "فضيحة شبكات الإنترنت غير الشرعي"، إذ أعلن أنّ معلومات اللبنانيين قد تكون مباحة لجهات مجهولة من جهة ونافذة من جهة أخرى، حتى دارت حرب إعلامية بكل معنى الكلمة بين قنوات "ال بي سي آي" و"الجديد" من جهة و"أم تي في" من جهة أخرى.
بدأ الإشكال، بعد أن اتهمت كل من قناتي الـ "ال بي سي آي" و"الجديد"، رئيس مجلس إدارة "أم تي في"، ميشال المر ووالده غابرييل المر، بامتلاك محطة إنترنت غير شرعية في مركز التزلج في الزعرور، فبثت LBCI تقريراً بعنوان "إنترنت الزعرور... مسلحون وتهديد".
وذكر التقرير أن "أكثر من 20 مسلحاً تابعين لميشال المر هجموا على فريق أوجيرو، أثناء حملتهم بمكافحة الإنترنت غير الشرعية في مركز التزلج بالزعرور، وأفرغوا سيارات أوجيرو من المضبوطات وأخفوا الكابلات، وبعد تدخل أحد الضباط في القوى الأمنية وإثر اتصالات عدة، تسلم فريق أوجيرو المضبوطات مجدداً من دون الكابلات المتعلقة بالمحطة، ولم يبلغ فريق أجيرو الضابط بذلك بسبب التهديد الذي تعرض له".
أما قناة "الجديد"، فاستقبلت رئيس هيئة "أوجيرو" عبد المنعم يوسف، الذي قال، إنّ شركة "Virtual-ISP" التي فككت شبكتها في منطقة عيون السيمان، يقوم بإدارتها كل من هاغوب تكايان وهيثم علوش ورينو سماحة، لتعود وتبث تقريراً تؤكد فيه أن شركة "Virtual-ISP" مملوكة من النائب السابق، إميل إميل، لحود ورئيس مجلس إدارة الـ"أم تي في" ميشال المر والمحامي نصري لحود.
بدورها ردت قناة MTV أمس على المحطتين في تقرير خلال نشرتها، نافيةً ما يتم تداوله عن امتلاك رئيس مجلس إدارتها محطة للإنترنت غير الشرعي، متهمةً عبد المنعم يوسف باستخدام الإعلام لإخفاء فشله وفضائحه في قطاع الإنترنت، واتهمته بالتواطؤ مع محطتي LBCI والجديد لفبركة فضيحة من نسج الخيال.
كما تحدثت عن انتحال موظفي أوجيرو صفة أمنية للدخول إلى الزعرور. وقالت القناة إنّ شركة الإنترنت في الزعرور تدعى 121، وهي مرخصة من وزارة الاتصالات ومدرجة في كل مواقع الوزراة بالاسم والعنوان.
واعتبرت القناة أن المحطتين التلفزيونيتين لديهما "حسد مما بلغته الـ"أم تي في" من منافسة أثبتتها الأرقام". وهددت المحطة برفع دعوى قضائية ضد "ال بي سي آي" و"الجديد" لإثبات "كذبهما" في حال لم تعتذر القناتان لميشال المر في النشرات الإخبارية.
والجدير ذكره أن قناة MTV شنّت في 12 آذار/مارس الماضي، خلال نشرتها المسائية، هجوماً على عبدالمنعم واصفة إياه بـ"الرجل غير المسؤول" الذي كان في السجن فترة طويلة ويعتقد أن بإمكانه العبث بالممتلكات الخاصة. وأفادت في الخبر أن مجموعة من شركة "أوجيرو" تسللت إلى "هنغار" يقع على مركز الزعرور وخلعوا باب غرفة التابلوهات ورموا خارج الغرفة بطاريات "التلي سياج".
بدورها، ردت أوجيرو في بيان صحافي، مؤكدة أن "دخول الزعرور جاء ضمن حملة مكافحة المحطات الدولية غير الشرعية وبموافقة المراجع القضائية وبمواكبة الأجهزة الأمنية وتعرضنا لتهديد مسلح"، وأن "التجريح والأسلوب المتشنج الذي واكب ما نشرته محطة MTV يشي وكأنه هجوم استباقي، يهدف إلى التهويل والترهيب بما يطرح تساؤلات عدة عن الدوافع الكامنة وراءه".
اقرأ أيضاً: تطبيقات التعارف: كسر للتقاليد أم ضعف في الشخصية؟