"رواية الذاكرة وذاكرة الرواية.. دراسات في الكتابة الأدبية"، عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن داري "شهريار" في البصرة، و"روافد" في بيروت، للناقد والروائي المغربي صدّوق نور الدين (1955)، وفيه قراءة مجموعة من الروايات العربية، التي تمثّل نماذج أدبية ومدارس مختلفة.
الكتاب يأتي في سبعة فصول؛ وهي على الترتيب "الكتابة الروائية العربية بين ذاكرة الرواية ورواية الذاكرة"، و"الكتابة الأدبية بين عنف اللحظة وقوتها"، و"الرواية المغربية: التأسيس/ الامتداد/الترسيخ"، و"ربيع الرواية أم رواية الربيع العربي؟"، و"الكتابة والتأويل: أسئلة الكتابة بين يوسف إدريس ومحمد زفزاف"، و"الترتيب في الرواية العربية"، و"الرواية والتوظيف التخييلي للتاريخ".
لـ نور الدين عدة تجارب في قراءة ونقد السرد العربي، من بينها "حدود النص الأدبي: دراسة في التطبيق والإبداع"، و"إشكالية الخطاب الروائي العربي"، و"النص الأدبي، مظاهر وتجليات الصلة بالقديم".
وهو في كتابه الجديد هذا، يستكمل قراءاته التي تنبع من قناعة صاحب رواية "ترنيمة عشق مجنون" أن الإبداع متقدّم جداً عن وضعية النقد الأدبي عموماً، معتبراً أن الجهود المبذولة في المجال النقدي في عمقها تظل فردية وليست جماعية ولا تستند إلى منهجية مؤسسة. وبذلك فوضعية النقد جزء لا يتجزأ من وضعية الثقافة العربية، التي يعتبرها كما صرّح في إحدى مقابلاته تعاني من عدة تراجعات، سواء من حيث الوظائف أم من حيث المهام التي أنيطت بها في مرحلة من مراحل التاريخ العربي.
في مقدمة "رواية الذاكرة وذاكرة الرواية"، يناقش نور الدين أن "الكتابة لا تنحصر في الهوية الأدبية، إذ من الممكن توافر عناصرها لمن يأنس حدود الأدبي".
هنا، يعتبر أن كفاءة الأدب تتطلب "حيازة الميل النفسي الذاتي للتعبير، كما إلى القراءة والانفتاح على ثقافات العالم. فلا كتابة أدبية من دون قراءة أدبية وفلسفية في الجوهر والعمق".
ويضيف أن "الكتابة فعل جسدي ينبني على فاعلية الذهني في ممارسة عملية الوعي والإدراك. فما يتحقق إخضاعه للوعي والإدراك يثبت لغة، حيث يتعلق بالذاتي في صيغته المحض، ولئن كان كل ذاتي مفرد يحوي الجمعي ويقوله".
وينتهي نور الدين إلى أن "الكتابة الأدبية إعلان عن ذات، هوية، وعالم لم يكن وقد صار إلى الحضور. بيد أن ما يفعل الحضور، وعي وإدراك التلقي. وكأن العملية صراع تفاعل بين وعيين وإدراكين".