صدر عالميا

11 نوفمبر 2015
+ الخط -

إسلاموفوبيا: نحن، والآخرون، والخوف

(برشلونة: إيكاريّا، 2015)

يبدأ المؤلف سانتياغو ألبا ريكو الكتاب بالحديث عن دور الاستعمار، مستعيناً بالمفكر إدوارد سعيد، للتّذكير بكيفيّة إعادة خلق صورة الآخر، بما يعنيه من عمليّة انتقائيّة كحذف ملامح بارزة في المجتمعات: مثل التسامح، التعاون. ثمّ تضخيم ظواهر أقلويّة كالتطرف والعنف.
ويحلل الكاتب التعميمات الكامنة وراء الخطاب الغربي، فبرأيه، يُعتبر الأوروبيون أنفسهم مختلفين، بينما يُنظر إلى المسلمين كجسم متجانس وغير قابل للتجزئة أو التفرقة. كذلك يتحدث الكاتب عن الثورات العربيّة، إذ يعتبر أنّها نجحت في كسر الجمود، وإعادة صوت الشعوب، لكن الثورة المضادة عاودت الهجوم، متمثّلة في الثلاثي الأزلي في المنطقة خلال العقود الأخيرة: الإمبرياليّة، الديكتاتوريّة، التطرف.
كما يحذر ريكو من الحرب الأهليّة التي يتم الإعداد لها في أوروبا ضد المواطنين الأوروبيّين المسلمين. فكما اتفق معادو الساميّة، والحركة الصهيونية، على أنّ اليهوديّة هي دين عرقي، تتفق الإسلاموفوبيا اليوم على أنّ الإسلام هو دين عرقي أيضا. وكما استفادت الحركة الصهيونيّة من العنصريّة الأوروبيّة (المسيحية ولو بوجه علماني) لتحشد وتبرر فاشيتها ضد الفلسطينيين، تستفيد اليوم الجهادية من العنصرية الأوروبية لتبرّر أفعالها. ويختم الكاتب، بأن واجبنا الآن هو الدفاع عن يهود اليوم، أي المسلمين، من الهولوكوست القادم.

عالم أحادي البعد
(باريس: داريو باتيستيلا، 2015)

يحلل داريو باتيستيلا، أستاذ العلاقات الدولية في معهد الدراسات السياسية ببوردو (فرنسا)، النظام العالمي بعد عقدين من نهاية الحرب الباردة، قائلاً إنه نظام أحادي البعد: فيه تفوق مادي للولايات المتحدة، وهيمنة معيارية لليبرالية الدولية على الحوكمة العالمية. فالنظام القائم سلمي إستراتيجياً لأنه مكون من نظام دولي أحادي القطبية من حيث القوة، وإيديولوجياً لأنه مكون من مجتمع دولي موحد من حيث الشرعية. الكتاب محاولة جادة ومعمقة من حيث التحليل لمعرفة حالة النظام العالمي بعد عقدين من انتهاء الحرب الباردة بفحص ونقد مختلف المشاهد والتنبؤات السابقة بشأن تطور النظام العالمي لتحديد ملامحه الحالية ورصد تطوراته المحتملة. يبين باتيستيلا في فصله الأول أن البنية الأحادية المعاصرة مستقرة ومرشحة للاستمرار لغياب أي تهديد كبير لوجودها. وفي الفصل الثاني يحلل استقرارها العائد إلى كونها تشكل نظام هيمنة تم تذويته كما هو من طرف القوى الثانوية. وفي الفصل الثالث يهتم بالتراتيبية المادية لما بعد الحرب الباردة في مجال الشرعية السياسية وكيف تتجلى في انتصار الديمقراطية الليبرالية للسوق، وفي مجال الحروب بمحاولات إعادة تأهيل الحروب الوقائية كحرب عادلة جديدة. وفي الفصل الأخير يحلل كيف تعمل مجموعة الديمقراطيات الليبرالية وأميركا على المحافظة على هذه المعايير بمراقبة الدول الفاشلة ومعاقبة الدول المارقة، على حد تعبيره.

الدولة الاسلامية: مليشيا داعش، القاعدة، والكتائب الألمانية
(ميونيخ: سي ها بيك، 2015)


يراقب العالم بارتباك وبشيء من الذهول ظهور مليشيا متطرفة، استطاعت السيطرة على مناطق واسعة جداً من سورية والعراق تعادل تقريباً مساحة بريطانيا. وما يثير الذهول أكثر هو قدرة هذا التنظيم على توظيف وضم المسلمين بشكل مستمر ليس فقط من الدول العربية بل أيضا من الدول الأوروبية الغنية. حيث أصبح انضمام الأوروبيين لهذا التنظيم ظاهرة لا يمكن تجاهلها. فحسب التقارير الصادرة عن الاستخبارات الألمانية، هناك أكثر من 700 ألماني التحقوا بهذا التنظيم حتى الآن. الخبير الألماني بالحركات الجهادية يبهام تيه سايد، تناول هذه الظاهرة بشيء من التفصيل، ويحاول أن يحلل أسبابها ويقف على المخاطر الناجمة عنها الآن، أو التي قد تظهر مستقبلا، نتيجة لانضمام الأوروبيين إلى تنظيم داعش أو نتيجة لعودتهم أو عودة بعضهم إلى بلدانهم الاصلية. كذلك قدم كتابه شرحا مبسطا حول نشأة تنظيم داعش وعلاقته المتقلبة بالقاعدة. تنبع أهمية الكتاب من أن كاتبه موظف لدى دائرة حماية الدستور في هامبورغ، حيث بقي يبحث منذ سنوات في الحركات السلفية الجانحة للعنف. إلا أن بعض المسلمات والفرضيات الواردة في الكتاب تبقى مثار جدل ونقاش واسع ليس فقط في الوسط الألماني، بل أيضا بين خبراء الإرهاب في الشرق الأوسط.

المساهمون