(باريس: برنارد جيوفانانغلي ناشر، 2015)
السلطة السوداء
(برلين: دار آنشتلات، 2015)
مؤلف هذا الكتاب هو كريستوف رويترز، الذي يعد من أبرز الصحافيين الألمان العاملين في العالمين العربي والإسلامي، إذ قام بتغطية أغلب الحروب في هذه المناطق خلال الخمس والعشرين سنة الماضية في كل من أفغانستان، الشيشان، البوسنة والعراق، حيث عمل لصالح مجلة "شتيرن" وصحيفة "دي تسايت" ويعمل منذ 2011 لصالح مجلة "دير شبيغل". يؤكد كريستوف أن ما رآه في سورية من دمار وألم لم يره حتى في غروزني أو في سراييفو. ما يميز هذا الكتاب عن سواه هو أن الكاتب زار سورية ثماني عشرة مرة في السنوات الماضية، وزار أغلب المدن المحررة بنفسه وقابل أهلها وسجل انطباعاته. كما أنه قابل العديد من أعضاء "جبهة النصرة" وبعض المنشقين عن تنظيم "داعش"، الأمر الذي وفر له كما هائلا من التفاصيل والقصص والحكايات التي وجدت طريقها للظهور في هذا الكتاب. لا يسعى الكاتب هنا لتقديم تحليلات ونظريات لتفسير سلوكيات تنظيم داعش ليعمل على إثباتها، بل على العكس، ينطلق المؤلف من وصف قصص ومشاهد وأحداث أرخت للعديد من الخطوات العملية والتكتيكات التي قام بها التنظيم على المستوى المحلي اليومي في سورية منذ ظهوره في 2013 وحتى صدور الكتاب، كي يتمكن الكاتب أو القارئ من تحليل إستراتيجية التنظيم فيما بعد.
الدولة الإسلامية: جيوستراتيجية الفوضى
(مدريد: لوس ليبروس دي لا كاتراتا، 2015)
يبحث الكاتب خابيّير مارتين حول ماهيّة الدولة الإسلاميّة. وينتقد أفكاراً تقرّب بشكل أو بآخر بين فكر الدولة الإسلامية والفكر القاعدي. كما يحاول أن يقوم برسم خريطة تمثّل الولاءات التي تكسبها داعش في المنطقة والعالم. لا يقتصر الكتاب على تفكيك بنية الدولة الإسلاميّة، ومصادرها التمويليّة، إنما يحلل المؤلف المسرح الجيوسياسي بلاعبيه الجدد أيضا، ويتحدث عن فشل الربيع العربي، وإخفاق الغرب وسياساته، والصراع بين إيران والسعودية وإسرائيل. يتحدث الكاتب عن خلافين جوهريّين بين الدولة الإسلاميّة والقاعدة، الأول: أن الدولة الإسلاميّة، حركة عراقيّة في الأساس، نشأت كرد فعل على مشاكل في السياق العراقيّ، بينما تشكّل القاعدة فكرة واستراتيجية عالمية للقتال تضم جنسيات مختلفة. أما الخلاف الثاني: فيتضمن في الرغبة الواضحة لدى الدولة الإسلاميّة في البقاء، وإدارة المناطق التي تسيطر عليها وفرض نفسها في المناطق السنيّة من العراق وسورية، بينما لا وجود للقاعدة على أرض محددة، فهي لا همّ لها إلا نشر عقيدة الجهاد في العالم. ويعتبر مارتين أن امتلاك الدولة الإسلاميّة قبولا شعبيّا في بعض الأوساط السنيّة، انعكاس لمحاولاتها في التصدي للمشاكل التي تعاني منها المناطق السنيّة خلال العقد الأخير، أيّ منذ سقوط صدام حسين، من تهميش، وفقر، وتمييز، وفوضى.