صحيفة "إنفورماسيون" الدنماركية: تذرع الإمارات بوقف الضم للتطبيع مع إسرائيل ليس الحقيقة

15 اغسطس 2020
الصحيفة: تطبيع الإمارات خرق لوحدة الموقف العربي(Getty)
+ الخط -

رأت صحيفة "إنفورماسيون" الدنماركية أن التطبيع الإماراتي مع دولة الاحتلال يعتبر خرقا للموقف العربي وللمبادرة العربية، والتذرع بوقف الضم "ليس الحقيقة"، متوقعة أن تكون البحرين وسلطنة عمان والرياض وغيرها على الطريق.

وتحدثت "إنفورماسيون" عن أن "اعتراف دولة الإمارات العربية المتحدة بإسرائيل، من خلال التطبيع وعلاقات دبلوماسية وتجارية، مقابل وقف ضم أجزاء من الضفة الغربية غير صحيح ".

ولفتت الصحيفة، في عددها اليوم السبت، إلى أن "المثير في اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل حاجته للفحص الكبير، فالطرفان اتفقا على التطبيع وتبادل سفراء وطرق جوية وعلاقات تجارية، وهو ما يسمونه: اتفاق سلام، على الرغم من أن البلدين لم يكونا قط في حالة حرب مع بعضهما البعض".

وأضافت أنه "من المنطقي الآن تأييد الرئيس (الأميركي) دونالد ترامب للخطوة، فقد ساعد بنفسه في التفاوض على الاتفاق، ومن المعروف أن الإمارات وإسرائيل عملتا لسنوات على تعزيز الاتصالات السرية، مع تبادل المعلومات الاستخباراتية، وبشكل أساسي حول إيران – البلد المجاور لدولة الإمارات العربية المتحدة – ويمكن اعتبار هذا الاتفاق الجديد بمثابة إضفاء الطابع الرسمي على التعاون".

وذكرت الصحيفة الدنماركية أن البيت الأبيض يتوقع خطوات أخرى من البحرين وعُمان للتطبيع مع إسرائيل، "فترامب عقد في البحرين نفسها ما سمي عرضا اقتصاديا للفلسطينيين للتخلي عن الحقوق السياسية الأساسية في سياق مبادرة السلام الأميركية (صفقة القرن)، التي عقدت لأجلها اجتماعات البحرين من دون تمثيل الفلسطينيين".

ورأت "إنفورماسيون" أنه مرة أخرى "يجرى الاتفاق الحالي (الإماراتي-الإسرائيلي) من دون أن يستشار الفلسطينيون، ويتذرع الإماراتيون بوقف ضم أجزاء من الضفة، وهو ما يقول عنه معظم المعلقون الإسرائيليون أنه أصلا لم يكن سيجري، سواء بالاتفاق مع الإمارات أو من دونه".

مرة أخرى "يجري الاتفاق الحالي (الإماراتي-الإسرائيلي) دون أن يستشار الفلسطينيون

 

وذكّرت الصحيفة بوضع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وأنه "لم يكن ليستطيع القيام بالضم رغم وعوده الانتخابية، حيث كان في الحسبان عدم خسارة السلام مع الأردن ومصر نتيجة الضم، وهو ما يتفق عليه الليكود وحزب أزرق-أبيض".

ولفتت إلى أن "الأردن ومن خلال الملك عبد الله الثاني هدد بأن الضم سيلغي اتفاق السلام من عام 1994 بين الطرفين. كما أنه، وباستثناء موقف ترامب، أبدى العالم كله رفضه خطط الضم الإسرائيلية منذ يناير/كانون الأول الماضي".

وتحدثت "إنفورماسيون" عن التذرع الإماراتي بالقول إنه "من الواضح أن الاتحاد الأوروبي هدد فعليا بفرض عقوبات على إسرائيل، وداخل إدارة ترامب كانت الخلافات واضحة على الضم، والمرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن، ومن خلال مستشاره للسياسات الخارجية نيكولاس بيرنز، عبر عن رفضه للضم واعتبر الخطوة الإسرائيلية إن تمت فستضر بعلاقة واشنطن وتل أبيب".

وأشارت الصحيفة بوضوح إلى أن "مشروع الضم أصلا ولد ميتا حين أعلنت الإمارات أنها بسببه تطبع مع إسرائيل".

خرق لوحدة الموقف العربي

إلى ذلك رأت الصحيفة الدنماركية، واسعة الاطلاع في الشؤون العربية، أن خطوة أبوظبي في التطبيع تحت حجة وقف الضم ولخدمة الفلسطينيين "هو في الحقيقة موقف يخرق تماما الموقف العربي ويخالف الشرط المسبق الذي وضعته المبادرة العربية عام 2002، والتي أطلقتها المملكة العربية السعودية في قمة بيروت، بوعود الاعتراف الدبلوماسي والسياسي والتجاري بشرط انسحاب إسرائيل إلى حدود يونيو 1967، أي بمعنى آخر إنهاء الاحتلال".

واستعرضت الصحيفة الردود الإسرائيلية على تلك المبادرة العربية "فآرئيل شارون قام بالرد على مبادرة قمة بيروت بمحاصرة مكاتب ياسر عرفات في رام الله، معيدا احتلال مدن الضفة بما فيها بيت لحم لأشهر عدة، ومنذ وقته والعرب، ومن ضمنهم مجلس التعاون، يكررون تمسكهم بالمبادرة العربية حتى حين اتفق الإسرائيليون والأميركيون على ضم غور وادي الأردن".

وأفادت "إنفورماسيون" بأن ما جرى "سيبدو كأنه تنازل إسرائيلي باتفاقها مع الإمارات، فيما تبقى المستوطنات غير القانونية ومناطق مصنفة سي في قبضة السيطرة العسكرية، فيما في الإعلام يظهر أن ترامب والإمارات أوقفا الضم، وجواب نتنياهو كان سريعا بأنه "تعليق مؤقت" للضم".

وأشارت أيضا إلى أنه بالنسبة لنتنياهو، الذي يعقد ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد تطبيعا معه، "تُعتبر الصفقة هدية له (لنتنياهو)، الذي يواجه تهما ومحاكمات بالفساد ووضع مأزوم بسبب تعامله مع جائحة كورونا، وهو الآن في حملة انتخابية رابعة سيقدم نفسه كرجل دولة كسر الحصار العربي من دون التخلي عن الاحتلال".

ونقلت "إنفورماسيون" موقف منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل والرئيس محمود عباس "حيث اتفقوا على اعتبار الاتفاق خيانة وطعنة في ظهر القضية الفلسطينية".

ولم تفوت الصحيفة التذكير بأن التذرع بالخوف من إيران للمضي بالتطبيع مع الاحتلال "سيضع سؤالا حول أصحاب المبادرة العربية من عام 2002 في الرياض، فهم لم يعلقوا، ولكن ليس أكيداً أنهم ضد الاتفاق، وخصوصا أن الحاكم الفعلي في الرياض محمد بن سلمان هو الحليف الأقرب لمحمد بن زايد، فالخوف من إيران وخلق صورة عدو جعل السعودية منذ 2018 تتقارب مع إسرائيل، وسمحت لطائرات إسرائيلية بالمرور عبر أجوائها، إلى جانب ما يرشح عن تعاون استخباراتي وبيع معدات تجسس عالية الدقة". ​