غزة: صحيفة "الرسالة" توقف نسختها الورقية بعد 22 عاماً وتتحول للإعلام الرقمي

14 مارس 2019
صحافي يتابع العدد الأخير من "الرسالة"(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
توقفت النسخة الورقية من صحيفة "الرسالة" التي تصدر نصف أسبوعياً في قطاع غزة، اليوم الخميس، بسبب الأزمة المالية التي تعصف بالمؤسسة التابعة لحركة "حماس" منذ عدة أشهر، إذ كتبت الصحيفة في إصدارها الورقي الأخير "جفت الصحف".

وأصدرت المطبوعة الفلسطينية 1678 عدداً، وثقت بها مراحل فاصلة في الحياة الفلسطينية، فتتبعت جرائم الاحتلال، وشهدت انتفاضة الأقصى، وواكبت الانسحاب الإسرائيلي من غزة، ورصدت فوز حماس في الانتخابات التشريعية، ونقلت آثار الحصار، وكانت حاضرة بين دخان ثلاث حروب على القطاع، وفق رسالة الوداع التي نشرتها على الصفحة الأولى من العدد الأخير، اليوم.

وقال مدير عام مؤسسة الرسالة للإعلام الصحافي رامي خريس لـ "العربي الجديد" إن الصحيفة أصدرت الخميس العدد الأخير من النسخة الورقية للصحيفة التي انطلقت قبل 22 عاماً حيث ستتوجه نحو العمل عبر المنصات الإلكترونية والرقمية المختلفة.

وأوضح خريس أن السبب الرئيس والمباشر لتوقف الصحيفة هي الضائقة المالية الكبيرة التي انعكست على الصحيفة خصوصاً أنها تتزامن مع تردي الوضع الاقتصادي في القطاع نتيجة للحصار وتراجع المبيعات والإعلانات.

وأكد الصحافي الفلسطيني أن الرسالة ستواصل عملها من خلال منصات الإعلامي الرقمي كالموقع الإلكتروني وإذاعتها الإلكترونية وقناة "يوتيوب"، بالإضافة إلى منصات مواقع التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن هذا التوجه كان حاضراً منذ مدة.


والطباعة الورقية للصحف والمجلات في غزة مكلفة جداً، وزادت التكلفة مع تشديد الحصار الإسرائيلي على غزة، إذ ارتفعت تكلفة الطباعة إلى جانب عدم توفر ورق الصحف لفترات طويلة بالإضافة للأزمات المالية التي تعصف بالمؤسسات، وفقاً لخريس.

ويقدر عدد العاملين في الصحيفة التي انطلقت عام 1997 بنحو 32 موظفاً، حيث انخفضت أعداد الموظفين طوال السنوات الماضية وتراجعت نتيجة للظروف والأزمات المالية التي عصفت بها وانعكست عليها وعلى غيرها من المؤسسات العاملة بغزة.

ونوّه خريس إلى أن الصحافة الورقية والمطبوعة تواجه العديد من التحديات في ظل حالة التطور التكنولوجي والرقمي وهو ما يزيد من الأعباء، الأمر الذي يجعلها مطالبة بمواكبة هذا التطور من أجل الاستمرار في تقديم رسالتها.

وتعرضت صحيفة "الرسالة" التي انطلقت في فبراير/ شباط 1997 إلى الإغلاق ومنع الطباعة والنشر في الضفة الغربية والقدس المحتلة بالإضافة إلى إغلاق السلطة مكاتبها وقصف الاحتلال الإسرائيلي المقر التابع لها، مرتين في الأعوام السابقة.

وتعصف الأزمات المالية بالعديد من المؤسسات الإعلامية الفلسطينية خصوصاً تلك المحسوبة والمقربة من حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي. إذ أغلقت قبل شهرٍ قناة "القدس" الفضائية إلى جانب الأزمة التي عصفت بقناة "الأقصى" التابعة لحركة حماس والتي هددتها قبل عدة أشهر بالتوقف، فيما لا يتقاضى موظفو باقي المؤسسات رواتبهم بشكلٍ منتظم.

المساهمون