أبرزت الصحف الإسرائيلية في تغطيتها، اليوم الإثنين، لتداعيات وخلفيات عملية اغتيال الأسير اللبناني المحرر، سمير القنطار، ثلاثة محاور أساسية استعانت بها لتغطية العملية، الوجود الروسي في سورية، والنشاط الإيراني في سورية، وتوفر معلومات لإسرائيل عن نية القنطار بحسب مصادر غربية (حسب ادعاء الصحف الإسرائيلية)، تنفيذ عملية كبيرة، مع فتحها لملف العلاقة بين القنطار وكل من حزب الله والنظام السوري.
على صعيد الدور الروسي، أو عدم التحرك الروسي لمواجهة الغارة، أو اعتراض الصواريخ التي تم بواسطتها قصف المبنى الذي تواجد فيه القنطار، اعتبرت الصحف الإسرائيلية بشكل واضح لا لبس فيه، أن "الروس كانوا على علم بالعملية، أو على الأقل كان يفترض فيهم أن يعلموا، بفعل ما لهم من شبكات إنذار ورصد تكنولوجية عالية، وأيضا نصب بطاريات صواريخ إس 400، عن إطلاق الصواريخ". وبالتالي فإن عدم تحركهم يشير إلى أنهم كانوا على علم بهوية المبنى المستهدف.
عاموس هرئيل، في "هآرتس" رأى أن "سؤال ماذا عرف الروس عن عملية الاغتيال سيظل مطروحا بالتأكيد في إيران، وفي صفوف "حزب الله" إذ إنه على الرغم من أن الوجود الروسي في سورية، جاء بالأساس لحماية النظام وحلفائه في الحرب الدائرة في سورية، إلا أن نظام بوتين لا يخفي رفضه واشمئزازه من التطرف الإسلامي أيا كان نوعه".
كما اعتبر هرئيل أن "هذا يشكل عمليا رسالة غير سهلة سيكون من الصعب على النظام السوري أن يهضمها، خاصة وأنه على الرغم من أن التواجد السوري يقيد حركة الطيران الإسرائيلي الحربي في شمال وغربي سورية، إلا أنه لا يعترض النشاط الإسرائيلي في جنوب سورية، وحتى وإن كان ذلك مجاورا لدمشق".
وفي السياق الروسي نفسه كتب ألكس فيشمان "إن الوجود الروسي في سورية، يشكل أيضا عامل كبح يمكنه أن يفرض على حزب الله تخفيف حدة الرد. فتح مواجهة مع إسرائيل لا يخدم اليوم المصالح الروسية في سورية، وإذا كانت إسرائيل هي من اغتالت سمير القنطار فإن الروس وبفعل القدرات التكنولوجية التي يملكونها عرفوا عن العملية عند تنفيذها، والدليل على ذلك هو الصمت الذي تتلفع فيه موسكو، تماما مثلما سبق لها أن تجاهلت العمليات الثلاث المشابهة للقصف في سورية، والتي تم نسبها لإسرائيل".
ولعل أكثر ما يلفت النظر في التغطية الإسرائيلية هو حديث "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" وموقع "والاه" عن تدهور في العلاقات بين القنطار من جهة وقيادة حزب الله والنظام السوري من جهة ثانية، خاصة بعد اغتيال جهاد مغنية مطلع العام الحالي، وفشل سمير القنطار بحسب الصحف الإسرائيلية، ببناء شبكة خلايا تقوم بعمليات ناجحة خلف الحدود الإسرائيلية، مما أسفر عن إهمال الطرفين للقنطار، وتوجه الأخير لبناء علاقة متينة مع إيران والتنسيق مع فيلق القدس في الجولان، وتلقي الدعم المالي والعسكري من الحرس الثوري الإيراني".
ولا يقف الأمر عند هذا الحد بحسب الصحف الإسرائيلية، إذ زعمت "يديعوت أحرونوت" أن القنطار كان يشكل بالنسبة للنظام السوري ولحزب الله، مصدر قلق لتخوف الطرفين من قيامه بعمليات نوعية قد تورطهما في مواجهة مع إسرائيل، خاصة بعد أن شكل القنطار "لجان الدفاع القومية السورية" وبات يعمل كطرف مستقل في الجولان.
ومع التأسيس الإسرائيلي في كل من "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"، وموقع والاه ومواقع إسرائيلية أخرى للعلاقة الجديدة بين قنطار وبين الحرس الثوري الإيراني، يجد عاموس هرئيل سهولة في الانتقال للتحديد أن إيران عمليا ستكون الطرف الذي سيقرر هل سيكون رد على عملية اغتيال القنطار أم لا". مع إشارته هو وأليكس فيشمان (في يديعوت أحرونوت) وآفي سيسخاروف في والاه، ويوسي يهوشاواع (يديعوت أحرونوت) في أكثر من موقع إلى أن "سمير القنطار، ليس جهاد مغنية، وعلى الرغم القطيعة بينه وبين كل من النظام السوري وحزب الله" إلا أن الرمزية التي يحملها، هي التي قد تدفع حزب الله إلى القيام برد، وإن كان هذا الرد سيبقى محدودا لتفادي مجازفة رد إسرائيلي واسع النطاق".
وفي هذا السياق زعم رون بن يشاي، أن "إطلاق الصواريخ أمس باتجاه إسرائيل كان من فعل الجبهة الشعبية القيادة العامة، بقيادة أحمد جبريل، وليس من قبل حزب الله"، مشيرا إلى أن النظام السوري لم يجتهد في إبراز اتهام لإسرائيل بتنفيذ العملية.
اقرأ أيضا: جريمة اغتيال سمير القنطار برسم التنسيق الروسي ــ الإسرائيلي