صحافي فلسطيني: مُنعت من دخول مصر... وهذا جزء من ظاهرة خطيرة

22 ديسمبر 2019
وصف كتاب ما حصل في المطار (فيسبوك)
+ الخط -
كشف الصحافي الفلسطيني، داود كُتّاب، عن منعه من دخول الأراضي المصرية وترحيله على متن الطائرة التي قدِم عليها من دون إبداء أسباب. ومن جهتها التزمت السلطات المصرية الصمت تجاه إعلان كُتّاب، ولم تقدم أي تفسيرات لذلك الإجراء.

ويعمل كُتّاب أستاذاً في قسم الصحافة في جامعة برنستون الأميركية ومديراً عاماً لشبكة الإعلام المجتمعي، وهو أيضا كاتب في موقع المونيتر.

وتحت عنوان "مُنعت من دخول مصر: إنها جزء من ظاهرة خطيرة" كتب الصحافي الفلسطيني مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قال فيه إن رحلته إلى القاهرة "كانت روتينية بالنسبة لي".

وأضاف "لقد زرت مصر العديد من المرات، في فترة حكم مبارك وخلال احتجاجات الربيع العربي، وفي الفترة القصيرة لحكم الرئيس محمد مرسي، وعدة مرات خلال الحكم العسكري للرئيس عبد الفتاح السيسي. ولكن هذه المرة، كان الأمر مختلفاً".

وأشار كتاب إلى أنه وصل إلى مطار القاهرة الدولي في 12 ديسمبر/كانون الأول، حيث كان مدعواً لحضور مؤتمر تم تنظيمه من مؤسسة إنجيلية أميركية بالتعاون مع شركاء في مصر. وذكرت الدعوة أن اللقاء يجري تحت رعاية رئاسة الطائفة الإنجيلية في مصر، وأن هدف ورشة العمل التعامل بشفافية للمؤسسات المسيحية، وهو موضوع "غير خلافي ولا يتعلق بالسياسة المصرية" كما قال كتاب.

وروى الصحافي الفلسطيني في مقاله ما جرى معه في مطار القاهرة وقال "كما جرى في كل زيارة سابقة قدمت جواز سفري للمسؤول، وبعد نظرة سريعة قام بختم الموافقة، غير أنه بعد ثوانٍ، وبعد أن أعاد النظر على الشاشة أمامه، تراجع وشطب ختم الدخول وطلب مني الانتظار. وبعد عشر ساعات أُبلِغتُ بأنه تقرر عدم السماح لي بدخول مصر، وتم ترحيلي في نفس الطائرة التي أتيت بها في اليوم السابق".

وقال كتاب إن "مصر تحت إدارة الحاكم العسكري السيسي لم تعد نفس الدولة التي زرتها العديد من المرات. لقد وثّق معهد الصحافة الدولي ومقره فيينا والذي أنا نائب رئيسه أن 61 صحافياً لا يزالون يقبعون في السجون المصرية".

وقال المعهد إنه في الثلاثة أشهر الماضية تم سجْن أكبر عدد من الصحافيين منذ وصول السيسي للحكم عام 2014. ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي تم اعتقال وسجن 25 صحافياً، مما يجعل مصر إحدى أكبر ثلاث دول تعتقل صحافيين وعاملين في الإعلام عالمياً خلال عام 2019".

وأشار كتاب إلى أن مصر "تعتبر من أقوى الحلفاء للولايات المتحدة في المنطقة، أما الحليف الآخر، وهي السعودية، فهي متهمة بقتل الكاتب الصحافي في "واشنطن بوست"، جمال خاشقجي، بشكل بشع". وقال إنّ "صمت إدارة ترامب تجاه هذه الأعمال غير الديمقراطية يخلق شعوراً كبيراً بالإرهاب الفكري يردع كل من يرغب بممارسة حرية التعبير أو يدافع عن حقوق الشعوب في مصر والمنطقة".

وأضاف "إن الديمقراطية تموت بصمت في كافة أنحاء العالم عندما لا يتم احترام حرية الصحافة، وعندما يتم التهاون مع من ينتهك هذا الحق. إن استمرار الإفلات من العقاب يعطي للدكتاتوريين القدرة على تكميم أفواه من يعارضهم، ويُبقي شعوبهم في الظلمة فيما يمارسون انتهاكاتهم بدون رقيب أو حسيب".

وأخيراً قال كتاب إنه "بعد عشر ساعات من الانتظار سُمح لي بالعودة إلى الأردن حيث أعمل في مؤسسة غير ربحية تدعم الإعلام المجتمعي المحلي. ورغم أنني أشعر بالأمان وأعمل بحرية في الأردن فإن هناك آخرين في أنحاء العالم يعانون من حدود إدارية ومعيقات أمنية وعقوبات فعلية".

واختتم مقاله بالقول "لقد حان الوقت لإنهاء سياسات الإفلات من العقاب لكل من يقوم بتقييد الحريات واعتقال وقتل الصحافيين بسبب عملهم المهني ليس إلّا. إن الصحافة ليست جريمة، ويجب ألّا يتم التغاضي عن أي إدارة تعطي للديكتاتوريين الحرية في اقتراف مخالفات لحقوق الإنسان والحد من حرية الصحافة".

المساهمون