لن تجد مصطلحاً تطلقه عليهن إلا ما يلمسه ويشاهده المواطن المقدسي منهن وهنّ يغطين الأحداث في مدينته، ويتابعن أولاً بأول تطوراتها وتداعياتها لينقلنها إلى العالم الخارجي. إنها "كتيبة الإعلام المقدسية" المكونة من صحافيات مقدسيات يغطين، على مدار الساعة، ما يحدث في القدس المحتلة وما يمارس بحق أهلها ومواطنيها ومؤسساتها من إجراءات تهويد وقمع ومحاولات طمس لهوية المدينة المقدسة.
دورهنّ هذا في نقل الحدث ومتابعته جعلهن عرضة، على الدوام، للاستهداف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي لا تنفك عن مطاردتهن وعرقلة عملهن والاعتداء عليهن بالضرب والاعتقال، من دون أي اعتبار لطبيعة عملهن.
قائمة الصحافيات طويلة، لكن لكل واحدة منهن دور تؤديه، فمنهن المصورة الصحافية، ومنهن المراسلة التلفزيونية، أو مراسلة لمواقع إخبارية ووكالات أنباء محلية وعربية وأجنبية، ولا يقصّرن في أداء مهامهن.
تقول مراسلة "وكالة معاً" الإخبارية المحلية في القدس، ميسة أبوغزالة، لـ "العربي الجديد"، إن "دور الصحافية المقدسية مستمر وتغطيتها لا تتوقف عند حدث معين. لكن في الظروف والأحداث الصعبة والمهمة التي تمر بها مدينة القدس يزداد إصرار الصحافية والإعلامية (كما الصحافي والإعلامي) على نقل الخبر والصورة والحقائق الكاملة، من أجل كشف ممارسات الاحتلال والاعتداءات بحق أهالي المدينة".
تضيف أبوغزالة: "الاحتلال يتعمد استهداف الصحافيين بالضرب والدفع وإلقاء القنابل الصوتية باتجاههم خلال رصدهم وتوثيقهم للأحداث هذه الأيام في القدس، وهو ما حدث السبت الماضي، حين كنا نرصد الأحداث في شارع صلاح الدين، فتم استهداف مجموعة بقنبلة صوتية بصورة مباشرة أصابتني أنا وزميلي الصحافي محمد الصياد بشظايا في الأطراف السفلية".
وتردف "في حين تتعمد قوات الاحتلال إبعادنا عن منطقة الحدث لمنع رصد الانتهاكات التي تقوم بها خلال ذلك. وأخيراً وضعت السواتر الحديدية في منطقة باب العمود لتحديد نطاق تحرك الصحافيين، حيث يمنع تجاوز المنطقة المخصصة، ما يعني بعدهم عن منطقة الحدث نسبياً، الأمر الذي قد يؤدي إلى تعرضهم للضرب أو الدفع أو إجبارهم على الخروج من موقع الحدث، بحجة مخالفة مكان التصوير، بل إن الضابط المسؤول عن عملية القمع التي حدثت السبت الماضي، هدد مجموعة من الصحافيين والصحافيات بالاعتقال في حال سيرهم في الشارع وليس على قارعة الطريق".
أما الصحافية المستقلة، دارين جعبة، فتحدثت لـ "العربي الجديد"، عن دور "كتيبة الإعلام المقدسية، هذه قائلة "لعبت الصحافيات المقدسيات دوراً فعالاً في تغطية الأحداث المختلفة في القدس، كل واحدة منهن من موقعها".
وتشير جعبة إلى أن من المراسلات من تنقل الأخبار أولاً بأول لقنواتهن الإخبارية، ومنهن المنتجات اللواتي تنقلن الأخبار إلى منتدبي القنوات المختلفة العربية والأجنبية منها، ومنهن المصورات الصحافيات اللواتي تنقلن صورة الأحداث من مختلف نقاط التماس، ومن يستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا الدور الذي تلعبه الصحافيات المقدسيات، جعلهن عرضة للملاحقة والاستهداف، كما تقول جعبة: "غالباً ما يُستهدفن مباشرة من قبل قوات الاحتلال في القدس، فآلة القمع لا تستثني أحداً ولا تفرّق بين صحافي ومقاوم ولا بين ذكر وأنثى، وهو استهداف ليس بجديد ومن خلال ملاحظتنا لاستهداف الاحتلال لزميلاتنا في الميدان نجد أنهن يستهدفن بشكل مباشر في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى يكون موقع الحدث مدعاة لتعرّضهن للإصابة بشكل غير مباشر".
وأكدت الجعبة أن التضييق على الصحافيات، خلال الأحداث الحالية، كان واضحاً، رغم أنها لم تتعرض شخصياً للاعتداء، بينما تعرضت للاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي برصاصة مطاطية أصابت قدمها، خلال تغطيتها لمسيرة بيتا، قرب نابلس.
توضح دارين: "في ذلك الوقت كنت ألبس الخوذة الواقية والدرع الواقي، وكان من الواضح أنني صحافية، ولست من المشاركين في المظاهرة، ومع ذلك استُهدفت. وتعرضت إلى أكبر إهانة عندما طلب مني خلع سروالي وحمالة صدري، خلال تغطيتي لزيارة وفد أوروبي عالي المستوى في إحدى الوزارات الإسرائيلية التي بررت الأمر لاحقاً بأنه لم يتم التنسيق لدخولي مسبقاً".
وترى الجعبة ضرورة محاسبة الاحتلال على اعتداءاته وانتهاكاته بحق الصحافيين عموماً، وتلفت إلى أن "معظم الاعتداءات توثق بالصوت والصورة، وأحياناً بالصورة الثابتة، أي أن مثل هذه الاعتداءات غير مخفية ويمكن من خلالها التوجه إلى المنظمات الدولية التي ترعى شؤون الصحافيين حول العالم، منها (اللجنة الدولية لحماية الصحافيين)، من هنا يجب أن يتم محاسبة كل رجل أمن يسيء استخدام سلطته ضد الصحافيات في الميدان، ومطلوب من نقابة الصحافيين الفلسطينيين تدريب الصحافيات على كيفية التعامل مع الأحداث في الميدان".
بدورها، تصف المراسلة والمصورة الصحافية في صحيفة "الحياة الجديدة"، ديالا جويحان، أن الإعلامية المقدسية أثرت إيجابياً في نقل الصورة الحقيقية لأحداث الشارع المقدسي، وبات الميدان في أكثريته للصحافيات، مما عرّضهن للاعتداء بصورة مباشرة من قبل قوات الاحتلال.
جويحان تعرضت، أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، للاعتداء والاستهداف من قبل قوات الاحتلال، ومحاولة عرقلة عملها، إلى جانب ما تعرضت له زميلاتها الصحافيات أيضا، إلى أن تم استهدافها بغاز الفلفل، الأربعاء، في مدينة القدس.
حتى حين تكون المراسلة الصحافية في بث مباشر عبر القناة الفضائية تُهاجم، كما حصل مع العديد من الصحافيات المقدسيات، إضافة إلى الاعتداء المباشر على الصحافيات ودفعهن وتعمد اقتراب الفرق الخيالة صوبهن ودهسهن من أجل عرقلة عملهن.
تقول جويحان لـ "العربي الجديد" إن "هذه الاعتداءات بحق الصحافيات ليست جديدة، ولكن أصبحن أكثر استهدافاً، لكن ذلك لم ولن يمنعهن من أداء رسالتهن والقيام بمهامهن".
مراسلة قناة "الكوفية الفلسطينية"، نوال حجازي، والتي نالها من الضرب وإعاقة عملها ما نال زميلاتها، تؤكد لـ "العربي الجديد": "بالرغم من تصاعد وتيرة الإجراءات التعسفية بحق الصحافيين واحتجازهم داخل سواتر حديدية في منطقة باب العامود لمنعهم من توثيق ورصد جرائم الاحتلال وانتهاكاته، إلا أننا في القدس نواصل عملنا الصحافي بكل مهنية ومصداقية، لإيصال الرسالة للعالم أجمع، بيد أن الاحتلال يتعمد الاعتداء على الصحافيين، سواء بالضرب أو تكسير المعدات وحتى الاعتقال، ولكن العمل مستمر بشكل يومي، والصحافيات المقدسيات لهن دور كبير في تغطية الأحداث وتوثيقها منذ إعلان الإدارة الأميركية القدس عاصمة للاحتلال وحتى يومنا هذا، وفي جميع ما سبق من أحداث أيضاً. وفي رأيي أن هذا الاستهداف ليس بالجديد، فقد شهدنا غطرسة الاحتلال وهمجيته منذ الهبّة الجماهيرية التي انطلقت قبل أكثر من عامين، وصولاً إلى هبّة باب الأسباط واليوم في هبّة العاصمة".
الكاتب والمحلل الإعلامي والسياسي، راسم عبيدات، نشر على "فيسبوك"، قبل أيام، تعليقاً أشاد فيه بأداء الصحافيات المقدسيات في الميدان، وعدّد قائمة طويلة بأسمائهن، وقال "على جبهة أخرى هناك جيش من الإعلاميات يشارك في فضح وتعرية إجراءات الاحتلال القمعية والإذلالية بحق شعبنا وأهلنا في المدينة، ودائماً له بالمرصاد، يوثقن تعدياته وانتهاكاته، فهناك فتيات يمتشقن الكاميرا والمايك والاستاند والصورة والكلمة، لكي يوصلن الرسالة ويكشفن الحقيقة، فكما كانت سجاجيد الصلوات في هبة باب الأسباط، سلاحا مقاوماً، فكاميرات صحافياتنا المناضلات تسهم في فضح وتعرية الاحتلال".
اقــرأ أيضاً
قائمة الصحافيات طويلة، لكن لكل واحدة منهن دور تؤديه، فمنهن المصورة الصحافية، ومنهن المراسلة التلفزيونية، أو مراسلة لمواقع إخبارية ووكالات أنباء محلية وعربية وأجنبية، ولا يقصّرن في أداء مهامهن.
تقول مراسلة "وكالة معاً" الإخبارية المحلية في القدس، ميسة أبوغزالة، لـ "العربي الجديد"، إن "دور الصحافية المقدسية مستمر وتغطيتها لا تتوقف عند حدث معين. لكن في الظروف والأحداث الصعبة والمهمة التي تمر بها مدينة القدس يزداد إصرار الصحافية والإعلامية (كما الصحافي والإعلامي) على نقل الخبر والصورة والحقائق الكاملة، من أجل كشف ممارسات الاحتلال والاعتداءات بحق أهالي المدينة".
تضيف أبوغزالة: "الاحتلال يتعمد استهداف الصحافيين بالضرب والدفع وإلقاء القنابل الصوتية باتجاههم خلال رصدهم وتوثيقهم للأحداث هذه الأيام في القدس، وهو ما حدث السبت الماضي، حين كنا نرصد الأحداث في شارع صلاح الدين، فتم استهداف مجموعة بقنبلة صوتية بصورة مباشرة أصابتني أنا وزميلي الصحافي محمد الصياد بشظايا في الأطراف السفلية".
وتردف "في حين تتعمد قوات الاحتلال إبعادنا عن منطقة الحدث لمنع رصد الانتهاكات التي تقوم بها خلال ذلك. وأخيراً وضعت السواتر الحديدية في منطقة باب العمود لتحديد نطاق تحرك الصحافيين، حيث يمنع تجاوز المنطقة المخصصة، ما يعني بعدهم عن منطقة الحدث نسبياً، الأمر الذي قد يؤدي إلى تعرضهم للضرب أو الدفع أو إجبارهم على الخروج من موقع الحدث، بحجة مخالفة مكان التصوير، بل إن الضابط المسؤول عن عملية القمع التي حدثت السبت الماضي، هدد مجموعة من الصحافيين والصحافيات بالاعتقال في حال سيرهم في الشارع وليس على قارعة الطريق".
أما الصحافية المستقلة، دارين جعبة، فتحدثت لـ "العربي الجديد"، عن دور "كتيبة الإعلام المقدسية، هذه قائلة "لعبت الصحافيات المقدسيات دوراً فعالاً في تغطية الأحداث المختلفة في القدس، كل واحدة منهن من موقعها".
وتشير جعبة إلى أن من المراسلات من تنقل الأخبار أولاً بأول لقنواتهن الإخبارية، ومنهن المنتجات اللواتي تنقلن الأخبار إلى منتدبي القنوات المختلفة العربية والأجنبية منها، ومنهن المصورات الصحافيات اللواتي تنقلن صورة الأحداث من مختلف نقاط التماس، ومن يستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا الدور الذي تلعبه الصحافيات المقدسيات، جعلهن عرضة للملاحقة والاستهداف، كما تقول جعبة: "غالباً ما يُستهدفن مباشرة من قبل قوات الاحتلال في القدس، فآلة القمع لا تستثني أحداً ولا تفرّق بين صحافي ومقاوم ولا بين ذكر وأنثى، وهو استهداف ليس بجديد ومن خلال ملاحظتنا لاستهداف الاحتلال لزميلاتنا في الميدان نجد أنهن يستهدفن بشكل مباشر في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى يكون موقع الحدث مدعاة لتعرّضهن للإصابة بشكل غير مباشر".
وأكدت الجعبة أن التضييق على الصحافيات، خلال الأحداث الحالية، كان واضحاً، رغم أنها لم تتعرض شخصياً للاعتداء، بينما تعرضت للاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي برصاصة مطاطية أصابت قدمها، خلال تغطيتها لمسيرة بيتا، قرب نابلس.
توضح دارين: "في ذلك الوقت كنت ألبس الخوذة الواقية والدرع الواقي، وكان من الواضح أنني صحافية، ولست من المشاركين في المظاهرة، ومع ذلك استُهدفت. وتعرضت إلى أكبر إهانة عندما طلب مني خلع سروالي وحمالة صدري، خلال تغطيتي لزيارة وفد أوروبي عالي المستوى في إحدى الوزارات الإسرائيلية التي بررت الأمر لاحقاً بأنه لم يتم التنسيق لدخولي مسبقاً".
وترى الجعبة ضرورة محاسبة الاحتلال على اعتداءاته وانتهاكاته بحق الصحافيين عموماً، وتلفت إلى أن "معظم الاعتداءات توثق بالصوت والصورة، وأحياناً بالصورة الثابتة، أي أن مثل هذه الاعتداءات غير مخفية ويمكن من خلالها التوجه إلى المنظمات الدولية التي ترعى شؤون الصحافيين حول العالم، منها (اللجنة الدولية لحماية الصحافيين)، من هنا يجب أن يتم محاسبة كل رجل أمن يسيء استخدام سلطته ضد الصحافيات في الميدان، ومطلوب من نقابة الصحافيين الفلسطينيين تدريب الصحافيات على كيفية التعامل مع الأحداث في الميدان".
بدورها، تصف المراسلة والمصورة الصحافية في صحيفة "الحياة الجديدة"، ديالا جويحان، أن الإعلامية المقدسية أثرت إيجابياً في نقل الصورة الحقيقية لأحداث الشارع المقدسي، وبات الميدان في أكثريته للصحافيات، مما عرّضهن للاعتداء بصورة مباشرة من قبل قوات الاحتلال.
جويحان تعرضت، أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، للاعتداء والاستهداف من قبل قوات الاحتلال، ومحاولة عرقلة عملها، إلى جانب ما تعرضت له زميلاتها الصحافيات أيضا، إلى أن تم استهدافها بغاز الفلفل، الأربعاء، في مدينة القدس.
حتى حين تكون المراسلة الصحافية في بث مباشر عبر القناة الفضائية تُهاجم، كما حصل مع العديد من الصحافيات المقدسيات، إضافة إلى الاعتداء المباشر على الصحافيات ودفعهن وتعمد اقتراب الفرق الخيالة صوبهن ودهسهن من أجل عرقلة عملهن.
تقول جويحان لـ "العربي الجديد" إن "هذه الاعتداءات بحق الصحافيات ليست جديدة، ولكن أصبحن أكثر استهدافاً، لكن ذلك لم ولن يمنعهن من أداء رسالتهن والقيام بمهامهن".
مراسلة قناة "الكوفية الفلسطينية"، نوال حجازي، والتي نالها من الضرب وإعاقة عملها ما نال زميلاتها، تؤكد لـ "العربي الجديد": "بالرغم من تصاعد وتيرة الإجراءات التعسفية بحق الصحافيين واحتجازهم داخل سواتر حديدية في منطقة باب العامود لمنعهم من توثيق ورصد جرائم الاحتلال وانتهاكاته، إلا أننا في القدس نواصل عملنا الصحافي بكل مهنية ومصداقية، لإيصال الرسالة للعالم أجمع، بيد أن الاحتلال يتعمد الاعتداء على الصحافيين، سواء بالضرب أو تكسير المعدات وحتى الاعتقال، ولكن العمل مستمر بشكل يومي، والصحافيات المقدسيات لهن دور كبير في تغطية الأحداث وتوثيقها منذ إعلان الإدارة الأميركية القدس عاصمة للاحتلال وحتى يومنا هذا، وفي جميع ما سبق من أحداث أيضاً. وفي رأيي أن هذا الاستهداف ليس بالجديد، فقد شهدنا غطرسة الاحتلال وهمجيته منذ الهبّة الجماهيرية التي انطلقت قبل أكثر من عامين، وصولاً إلى هبّة باب الأسباط واليوم في هبّة العاصمة".
الكاتب والمحلل الإعلامي والسياسي، راسم عبيدات، نشر على "فيسبوك"، قبل أيام، تعليقاً أشاد فيه بأداء الصحافيات المقدسيات في الميدان، وعدّد قائمة طويلة بأسمائهن، وقال "على جبهة أخرى هناك جيش من الإعلاميات يشارك في فضح وتعرية إجراءات الاحتلال القمعية والإذلالية بحق شعبنا وأهلنا في المدينة، ودائماً له بالمرصاد، يوثقن تعدياته وانتهاكاته، فهناك فتيات يمتشقن الكاميرا والمايك والاستاند والصورة والكلمة، لكي يوصلن الرسالة ويكشفن الحقيقة، فكما كانت سجاجيد الصلوات في هبة باب الأسباط، سلاحا مقاوماً، فكاميرات صحافياتنا المناضلات تسهم في فضح وتعرية الاحتلال".