صحافة مصممة للهواتف الذكية في فرنسا قريباً

06 مايو 2014
لوموند ومطبوعات أخرى تستعد لصحافة خاصة بالهواتف الذكية (Getty)
+ الخط -

يقترب عدد الفرنسيين الذين "يسبحون" في الإنترنت، عبر هواتفهم المحمولة، من نصف سكان البلاد. وعدد الذين يرتادون المواقع الإخبارية يقترب من 10 ملايين زائر شهرياً. غير أن جميع الموبايلات تقدّم الصحافة الكلاسيكية وفق النظام نفسه، ولكن الأمور بدأت تتغير الآن.

تشرح إيزابيل، رئيسة موقع "لوموند التفاعلي"، الأمر، بالقول: "إن الطريقة التي نقرأ فيها هاتفا محمولاً ليست هي الطريقة ذاتها التي نتعامل فيها مع حاسوب مكتبي، إذ الشاشة صغيرة جدا، كما أن لحظات الاستشارة والقراءة ليست ذاتها... إذ لا يتوقف القارئ عند الأشياء نفسها".

ومن هنا الحاجة الماسّة إلى البحث عن عناوين مختلفة في الهواتف الذكية، تكون أقصر، ولكن يجب أيضا توفير نوع من التدريج والتراتبية في نقل المعلومة الخاصة، خصوصا وأن عدد الناشرين الذين يرغبون في تطوير مواعيد جديدة أو منتجات تحريرية، من أجل الهواتف المحمولة، حصريا، في تزايُد كبير.

وقد بدأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية هذه الطريق في بداية شهر أبريل/نيسان، بصيغتها "نيويورك تايمز ناو"، ومن خلال تطبيق أيفون يمنح إمكانية قراءة مختارات من المقالات المنشورة في صحيفة "نيويورك تايمز"، إضافة إلى موجز قصير من أحداث الساعة مرتين كل يوم، في بداية ونهاية النهار، مقابل 8 دولارات، شهريا.

وتبرر جيل أبرامسون، مديرة الصحيفة، هذا الابتكار بكون العديد من القراء لا يملكون الوقت الكافي لقراءة كل ما يمكن لجريدة ورقية أن تقدمه. ومن هنا، جاءت هذه الفكرة في تقديم هذا العرض "المُخفَّف" الذي يتيحُ لمستخدم الموبايل أن يقرأ مقالات تتجاوز العشرَ الممنوحةَ كل شهر للمشترك في الإنترنت، وأيضاً بثمن أرخص من ثمن الاشتراك الشهري الكامل الذي يصل إلى 35 دولارا.

وبما أننا نعيش عصر العولمة، وبما أن الفرنسيين يُقلّدون كل ما يأتي من الولايات المتحدة، خصوصا إذا كان هذا الشيء المستورد يُدِرّ ذهبا، تفكر صحيفة "لوموند" الفرنسية في، تقديم عروض موبايل، في الأسابيع المقبلة، تتراوح ما بين المجاني والمدفوع الثمن.

وترى إيزابيل أنري، مديرة "لوموند التفاعلي"، أنه بالإمكان التوجه إلى البحث عن مشتركين جدد عن طريق الهاتف المحمول، "ولكن نيتنا لا تتوجه نحو إغلاق طريق العَرض الرقمي غير المجاني في مجموعه أمامَهم".

وترى أن ثمة فرقا بين "لوموند" و"نيويورك تايمز"، وهو أن صحيفة "لوموند" لا تجد مشاكل في العثور على مشتركين رقميين جدد، ومن هنا لا يجب تهديد الاشتراكات العامة بِعُروض مُخففة في قطاع الموبايل.

توجه صحفي فرنسي

وليست "لوموند" وحدها في هذا المسعى لاجتذاب قرّاء جدد، فحتى صحيفة "ليزيكو" (الاقتصادية) تقتحم هذا المجال، ويشرح فرانسيس موريل رئيس مجموعتها الأمر: "لقد أتاح الإنترنت لصحيفة (ليزيكو) أن يوسع من أهدافه، ومع الموبايل سنوسعها أكثر. ولكن الأمر يتطلب كتابةً خاصّةً ومُعالَجَةً مختلفةً للمعلومة، إذ لا يمكن أن نتحدث إلى المشتركين في الموبايل بطريقة التحدث إلى الآخرين نفسها."

وبما أن مجال التطور لا يتوقف، وبما أن الموبايل ليس فقط ميديا تدفق وانسياب، فإن الصحافة الأسبوعية يمكنها أيضا أن تأخذ مكانها. وقد كانت مجلة "لوبوان" الأسبوعية رائدة في إطلاق طبعة لمجلتها الورقية متكيفة مع الأيفون، بواسطة تطبيق لوبوان HD. وهكذا يتم اقتراح كل عدد من المجلة بثمن 2,69 يورو للنسخة أو باشتراك شهري (7,99 يورو). وفي هذا العرض يجد المشترك عن طريق الموبايل مجموع مقالات المجلة في تصميم مُعدٍّ خصّيصا للقراءة على شاشة هاتف محمول ذكي، مع فيديوهات وصُوَر وخرائط.

والمتعة ليست غائبة في هذا الانفتاح على عوَالِم الهواتف الذكية وجُمهورها. وهو ما يشرحه إتيان جيرنيل، مدير مجلة "لوبوان"، بعمق: " لقد أشاع ناشرو الصحافة، في العالم الرقمي، بعض التنميطات، ومنها أن مستخدمي الإنترنيت لا يقرأون المقالات الطويلة ويكتفون بالمادة الخام. لكننا، نحن أصحاب الصحافة الأسبوعية، نعيش في عالَمٍ من المتعة ونريد أن نتيح لقُرّائنا أن يعثروا على هذه المتعة في هواتفهم الذكية ".

وبالطبع لا تغيب عن ذهنه وأذهان زملائه، "متعة" ناشري الإعلانات، أيضا.

 

 

 

المساهمون