أولمبياد باريس يعتذر عن السخرية من العشاء الأخير

28 يوليو 2024
علم فرنسا من الدخان خلال حفل افتتاح أولمبياد باريس، 26 يوليو 2024 (كيفن سي. كوكس/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **اعتذار المنظمين وتوضيح النية**: اعتذر منظمو أولمبياد باريس 2024 للكاثوليك والجماعات المسيحية عن لوحة العشاء الأخير الساخرة، مؤكدين أن الهدف كان الاحتفال بالتسامح المجتمعي والتنوع.

- **ردود الفعل والانتقادات**: أثارت الفقرة الاستعراضية استياء الكنيسة الكاثوليكية واليمين الديني، حيث نددت الكنيسة بالاحتفال واعتبرته سخرية بالمسيحية، وأعرب مندوب أساقفة فرنسا عن قلقه من تأثير الجدل على الرياضيين.

- **تداعيات اقتصادية ودينية**: سحبت شركة "سي سباير" إعلاناتها من الأولمبياد، وأدان الأزهر مشاهد الإساءة للسيد المسيح، مما أثار غضباً عالمياً.

اعتذر منظمو أولمبياد باريس 2024، اليوم الأحد، للكاثوليك والجماعات المسيحية الأخرى الغاضبة من لوحة العشاء الأخير الساخرة خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية. وقالت المتحدثة باسم الأولمبياد آن ديكامب، في مؤتمر صحافي، إنه "لم تكن هناك نية لإظهار عدم الاحترام لأي مجموعة دينية"، وإن حفل الافتتاح "حاول الاحتفال بالتسامح المجتمعي".

وأثارت الفقرة الاستعراضية التي تحاكي المشهد التوراتي للسيد المسيح وحوارييه وهم يتناولون آخر وجبة قبل صلبهم. لكن فريق الافتتاح اختار استبدال الحاضرين في العشاء الأخير بمتحولين جنسياً، وهو ما أثار استياء الكنيسة الكاثوليكية واليمين الديني.

تنديد بالسخرية من العشاء الأخير

توضح وكالة رويترز أنه على الرغم من فخر فرنسا بتراثها الكاثوليكي الغني، إلا أنها تتمتع أيضاً بتقليد طويل من العلمانية ومعاداة رجال الدين. إذ إن التجديف ليس قانونياً فحسب، بل يعتبره الكثيرون أيضاً ركيزة أساسية لحرية التعبير. وبينما أشاد مؤيدو اللوحة بما وصفوه بـ"رسالتها المتمثلة في الشمول والتسامح"، فقد ندّدت الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا بالاحتفال لأنه "تضمن مشاهد السخرية والاستهزاء بالمسيحية" بحسبها.

وقال مندوب أساقفة فرنسا للألعاب المونسينيور إيمانويل غوبيليارد إن بعض الرياضيين الفرنسيين واجهوا صعوبة في النوم بسبب تداعيات الجدل. وقال رئيس الأساقفة في مالطا تشارلز سكيلون، المسؤول في المكتب العقائدي القوي في الفاتيكان، إنه اتصل بسفير فرنسا في مالطا للشكوى من هذه "الإهانة غير المبررة". وفي رسالة إلى السفير نُشرت عبر "إكس" كتب: "أود أن أُعرِب عن حزني وخيبة أملي الكبيرة إزاء الإهانة التي تعرّضنا لها نحن المسيحيين خلال حفل الافتتاح، عندما سخرت مجموعة من الفنانين المتحولين جنسياً من العشاء الأخير للسيد المسيح". 

وسحبت شركة الاتصالات الأميركية سي سباير جميع إعلاناتها من أولمبياد باريس 2024 بسبب المحاكاة الساخرة من العشاء الأخير. وغرّدت الشركة أمس السبت: "لقد صُدمنا من السخرية من العشاء الأخير خلال حفل افتتاح أولمبياد باريس"، "ستسحب سي سباير إعلاناتها من الألعاب الأولمبية". وأيّد حاكم ولاية ميسيسيبي تيت ريفز قرار "سي سباير" ونقلت عنه وكالة الأناضول قوله: "أنا فخور برؤية القطاع الخاص في ميسيسيبي يتقدم ويضع قدمه على الأرض. لن يسخر أحد من الله. لقد رسَمَت سي سباير خطاً سليماً ومناسباً".

من جانبه، أدان الأزهر، مساء اليوم الأحد، ما وصفه بـ"مشاهد الإساءة" للسيد المسيح في حفل الافتتاح مؤكداً أن "الإساءة إلى المسيح أو إلى أي نبي من إخوانه تطرّف وهمجية طائشة". وقال الأزهر في بيان إنه "يدين هذه المشاهد التي تصدرت افتتاح دورة الألعاب الأولمبية بباريس، وأثارت غضباً عالمياً واسعاً". وأوضح أن هذه المشاهد "تصور المسيح عليه السلام في صورة مُسيئة لشخصه الكريم، ولمقام النبوة الرفيع، وبأسلوب همجي طائشٍ، لا يحترم مشاعر المؤمنين بالأديان وبالأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة"، مؤكداً "رفضه الدائم كل محاولات المساس بأي نبي من أنبياء الله، فالأنبياء والرسل هم صفوة خلق الله، اجتباهم وفضَّلهم على سائر خلقه ليحملوا رسالة الخير للعالمين".

المنظمون يبرّرون

قال المدير الفني للحفل توماس جولي إن الهدف من اللوحة كان هو الاحتفال بالتنوع والإشادة بالولائم وفن الطهي الفرنسي. وأوضح لوكالة أسوشييتد برس بعد الحفل: "أمنيتي ألا أكون تخريبياً، ولا أن أسخر أو أصدم"، "الأهم من ذلك كله أنني أردتُ أن أبعث برسالة حب، رسالة اندماج وعدم الانقسام على الإطلاق".

من جانبها، قالت ديكامب خلال مؤتمر صحافي إنه "من الواضح أنه لم تكن هناك نية على الإطلاق لإظهار عدم الاحترام لأي مجموعة دينية. على العكس من ذلك، أعتقد (مع) توماس جولي أننا حاولنا بالفعل الاحتفال بالتسامح المجتمعي... بالنظر إلى نتائج استطلاعات الرأي التي شاركناها، نعتقد أن هذا الطموح قد تحقق. إذا شعر الناس بأي إساءة، فنحن بالطبع آسفون حقاً".

المساهمون