صباح الجزائري.. حبيسة نجومية "باب الحارة"

على الرغم من أن الممثلة السورية، صباح الجزائري، قدمت خلال مشوارها الفني الممتد منذ العام 1973 وحتى اليوم، عشرات الأعمال الدرامية والمسرحية والسينمائية التي رسختها نجمة من نجوم الصف الأول، إلا أن دورها في مسلسل البيئة الشامية "باب الحارة" وخصوصاً أول جزئين منه، أظهرها كنجمة جماهيرية، بحيث صارت حبيسة نجاح هذا المسلسل.

صباح الجزائري، التي تحتفي، اليوم، بعيد ميلادها الحادي والستين، هي الأخت الصغرى للفنانة سامية الجزائري التي اشتهرت بأدوارها الكوميدية. ينظر لصباح الجزائري على أنها من رائدات الفن في سورية، نسبة للأعمال التي قدمتها كمسلسلات "عائد إلى حيفا" و"نزار قباني" و"أنا القدس" و"رسائل الحب والحرب"، كما كان لها مساهمة في سلسلة مسلسل "مرايا" الكوميدي التراجيدي مع الفنان ياسر العظمة.

التأثير الجماهيري الكبير لمسلسل "باب الحارة" نقل صباح الجزائري التي تقوم بدور "سعاد أم عصام زوجة الفنان عباس النوري" ومن مثل في معها في المسلسل الشامي، لفضاء إبداعي مختلف، فالنجاح غير المتوقع الذي صاحب عرض المسلسل، خصوصاً بأجزائه الأُول، وضع الجزائري تحت ضغط رغبة الجمهور بأن تستمر في تقديم العمل، الذي ما زال يحظى بمتابعة كبيرة، حتى وإن خفت إيقاعه الدرامي. لكن صباح لم تؤثر في ذاكرة الجمهور في أعمالها الأخرى بنفس درجة التأثير الذي قدمته في "باب الحارة"، وهي نفسها المشكلة التي عانى منها كل من قدم دوراً في هذا المسلسل.

يتذكر الجمهور، جيداً، مساهمات صباح الجزائري في المسرح، إذ اقترن حضورها في ثلاثة أعمال قدمتها ضمن ثنائية "محمد الماغوط - دريد لحام"، فظهرت في "ضيعة تشرين وغربة وكاسك يا وطن" وهي أعمال حفرت مكاناً في ذاكرة الجمهور العربي لقوة طرحها الفكري والاجتماعي والتنويري.

الفنانة قليلة الظهور الإعلامي، كان دور الأم في الدراما لصيقاً لمعظم أدوارها، وحتى في السينما كانت تقدم دور الأم الرؤم التي تحتوي أبناءها، ويبدو أن ولعها الدرامي كأم انعكس على بناتها رشا وترف، فشاركت الأولى في الجزأين السادس والسابع من "باب الحارة" فيما سجلت الثانية حضوراً مع الفنانة أمل عرفة في مسلسل الكوميدي "دنيا" في جزئه الثاني.