شهرة فادحة

09 مايو 2015
خالد حافظ/ مصر
+ الخط -

حين تثار ضجة حول صوت غنائي جديد، تأتي النتائج مخيبة في الغالب. حتى بات واضحاً أن الضجة الصحافية والـ"سوشال ميديا" هي في المحصلة لعبة علاقات عامة أكثر من كونها متصلة بالصوت وتميزه.

ثم تأتي النعرات المناطقية والوطنية، وحتى الحزبية والفكرية، لتؤدّي دورها في مناصرة الصوت من دون اهتمام بالقيمة التي يضيفها.

تحت ضغط الآمال المعلقة عليه والمسارعة للكتابة والنشر عنه، يبدأ صاحب/ة الصوت بممارسة استعراضات النجوم إعلامياً، وتُحرق مراحل تطوره، ويُمتحن امتحانات سابقة لأوانها، ويخسر فرصته في التطور الطبيعي.

لدى كل منا أمثلة عديدة في ذهنه على هؤلاء، ومَن استعجل قطاف مواهبهم في مواسم الشهرة السهلة، وتحت ضغط برامج المواهب. ما نشهده اليوم هو صناعة مشاهير، ينتهي بهم الحال ممثلين في إعلانات تجارية أو مقاولي حفلات لصالح شركة أو نظام سياسي.

ومهم هنا التنبه إلى الثمن الذي يدفعه هؤلاء لمن صنعوهم؛ وإلا كيف نفسر هذا الاندفاع الجماعيّ لتمجيد نظام سياسيّ وإسناده بأكوام الأغنيات مع كل خضة يمر بها؟ هذا تسديد ديون لمنظومة جعلت من هؤلاء مشاهيرَ ورعتهم مالياً وفنياً.

المهم وسط كل هذا النشاز هو إدراك أن الصوت الجميل لا يظهر كل يوم، ولا بد من تجنّب إفساده عبر إدراك الفرق بين الشهرة والاحتراف. هذه مسؤولية أمام الجَمال كقيمة عليا في هذا العالم المتمادي في قبحه.
المساهمون