وارتفعت حصيلة شهداء العدوان في يومه الثامن عشر، إلى 883، إلى جانب 5700 جريح، بينهم حالات كثيرة في العناية المركزة.
فافتتح الاحتلال الإسرائيلي اليوم التاسع عشر لعدوانه على غزة، بمجزرة جديدة، في مدينة خانيونس جنوبي القطاع، قبيل ساعات فقط من دخول "هدنة إنسانية" لاثني عشر ساعة حيز التنفيذ توافقت عليها الفصائل بالقطاع، ووافقت عليها إسرائيل بطلب أممي.
واستهدفت المدفعية الإسرائيلية بعدة قذائف منزلاً لعائلة النجار، في مدينة خانيونس، كانت عدة أسر لجأت إليه بعد نزوحها من منطقة خزاعة التي تشهد تهجيراً جماعياً وعدواناً برياً، ما أدى لاستشهاد ثمانية على الأقل وإصابة 20 آخرين.
وقال مصدر طبي، إن المنزل استهدف بشكل مباشر بعدة قذائف، وكان يضم أكثر من 130 فرداً نزحوا من أماكن سكناهم الحدودية إليه.
وفي مدينة غزة، استشهد حسام عبد الغني ياسين (15 عاماً)، حفيد مؤسس "حماس" الشيخ الشهيد أحمد ياسين، والمواطن إسماعيل عبد القادرة الكجك، بعد أن قصف الطيران الحربي منزلاً لعائلة الكجك، وسط المدينة، ما أحدث أضراراً في المنازل المجاورة أيضاً.
وفي غارة أخرى على المدينة، استشهد السائق فضل العطاونة أثناء عودته من مجمع الشفاء الطبي لمنزله، حيث كان قبلها بربع ساعة نقل جرحى من إحدى الغارات في حيّ الشيخ رضوان إلى المجمع الطبي. واستشهد في الحيّ نفسه بقصف من طائرة استطلاع، إسلام ابرهيم ناجي (19 عامًا) ومحمد حسني السقا.
وفي المحافظة الوسطى، استشهد الشابان، محمد أحمد أبو وادية، وهاني عادل أبو حشيش. وقد تحول جثمان كلٍّ منهما إلى أشلاء بفعل القصف المدفعي، الذي استهدف منزلاً في قرية المصدر، جنوب مخيم المغازي. وقبل ذلك استشهد عبد المجيد العايدي في استهداف منزله بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة.
وانتشلت الطواقم الطبية، الشهيد محمد عبد الناصر أبو ليلة، من تحت أنقاض منزل عائلته، الذي دمره الطيران الحربي في حيّ الزيتون. وسبق أن أعلنت المصادر الطبية، استشهاد الشاب يوسف كمال الوصيفي في ذات المنزل.
وفي رفح، على الحدود مع مصر، استشهد ثلاثة فلسطينيين باستهداف دراجة نارية في منطقة عابدين شرقي المدينة، تزامناً مع استشهد ياسين الأسطل متأثراً بجراحه التي أصيب بها في القرارة شرقي خانيونس.
وعلى الشريط الحدودي مع مصر، استشهد شابان، أحدهما محمود أحمد حسونة، والثاني لم يتم التعرف عليه، في استهداف بالطيران الحربي للشريط الحدودي.
وفي السياق، علّقت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، العمل في مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال، شمالي مدينة غزة، بعد الدمار الكبير الذي لحق به نتيجة القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي في محيطه، والذي أدى إلى استشهاد أحد الأطفال المرضى أمس الخميس. وقالت الوزارة إن "الأضرار في المستشفى دفعت إلى تعذر تقديم الخدمات الطبية للأطفال فيه".
المقاومة تكمن للاحتلال في بيت حانون
في هذه الأثناء، أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس" عن قتل عشرة جنود إسرائيليين، في كمين شرق بلدة بيت حانون شمالي القطاع. ولم تعلن إسرائيل كعادتها خسائرها في الكمين، غير أن جيش الاحتلال اعترف بمقتل جنديين فقط، وقال في بيان صباح اليوم السبت: "قتل مساء أمس جنديان من قوات الدفاع الاسرائيلي في معارك في قطاع غزة"، مشيراً إلى أنّ حصيلة قتلاه من الجنود ارتفعت إلى 37.
وفي التفاصيل، ذكرت "القسام" أن "مجاهديها تمكنوا من استدراج قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 15 جندياً إلى كمين شرق بيت حانون، وفجروا بهم عدداً من عبوات الأفراد، وأطلقوا عليهم قذائف "آر بي جي"، ومن ثم اشتبك المقاومون مع الجنود على بعد أمتار وأجهزوا على عشرة منهم على الأقل".
كذلك، أعلنت كتائب القسام، إصابتها طائرة إسرائيلية من طراز "إف-15" فوق مدينة غزة. وذكرت أن "إحدى وحدات سلاح الدفاع الجوي تمكنت من استهداف طائرة حربية من نوع "إف-15" أثناء إغارتها على مدينة غزة". وأكدت أنه "تمت إصابتها إصابة مباشرة، مما أدى إلى اشتعال النار فيها".
وقصفت القسام مدينة تل أبيب بثلاثة صواريخ إم 75، كما استهدفت قاعدة زيكيم البحرية بأربع قذائف هاون 120، وقاعدة عزاتا بخمسة صواريخ غراد، والحشود شرق المنطقة الصناعية شمالي القطاع بخمس قذائف هاون 120.
وللمرة الأولى، منذ بدء العدوان، أعلنت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت المفاعل النووي "تسوراك" جنوبي مدينة تل أبيب بصاروخ براق 70 وميناء أسدود بصاروخ من طراز غراد. وقبل ذلك قصفت عسقلان بثلاثة صواريخ غراد ووادي سعد بخمسة صواريخ 107.