شهادات لـ"العربي الجديد" من إيطاليا: مدن أشباح وتصاعد الهلع

D8A6CEA0-1993-437F-8736-75AB58052F84
وليد التليلي
صحافي تونسي. مدير مكتب تونس لموقع وصحيفة "العربي الجديد".
11 مارس 2020
593EFAB2-5597-4C2C-BEDD-5C0E01F20142
+ الخط -

تحولت مدن إيطالية عدة إلى ما يشبه مدن الأشباح بعد اتساع رقعة الإصابة بفيروس كورونا، وارتفاع أعداد الوفيات، وخلت شوارع مدن سياحية شهيرة من السياح والمواطنين، في حين لا يعرف السكان على وجه التحديد إلى متى تستمر تلك الإجراءات المشددة لمكافحة انتشار الفيروس.

ونقل سكان عدة مدن إيطالية لـ"العربي الجديد"، صورة عن تصاعد الهلع عقب إعلان رئيس الوزراء، جوزيبي كونتي، الاثنين، إغلاق كافة أنحاء البلاد، وفرض العزل الطبي في جميع المدن والأقاليم، معلنًا حظرًا كاملًا لكافة الأنشطة والمناسبات، اعتبارًا من أمس الثلاثاء، داعيًا كافة المواطنين إلى البقاء في منازلهم.
ومن مدينة سيراقوسا بمقاطعة سيشيليا (جنوب)، نقل الناشط التونسي رمزي الهرابي لـ"العربي الجديد"، صور الشوارع التي خلت من مظاهر الحياة، رغم أن المدينة سياحية بامتياز، حيث توقفت الحركة في المقاهي والمطاعم، والمقرات الحكومية مثل مركز البريد. "يتم احترام التعليمات بدقة، ما يعكس تزايد حالة الخوف من انتقال العدوى رغم أن المدينة لم تشهد إصابات مثل مدن الشمال".
ومن العاصمة روما، أكدت التونسية هادية، والتي تعمل في مجال السياحة، لـ"العربي الجديد"، أن "المدينة خلت من سياحها قبل أسبوعين عندما انتشرت العدوى في شمال إيطاليا، واليوم، لا أثر لأي نشاط سياحي، خصوصا بعد إقرار الحظر على جميع المدن، فالجميع ملتزم بالبقاء في بيته احتراما لتعليمات الحكومة".
ومن روما أيضا، قال مدير المركز الثقافي والاجتماعي التونسي، فوزي مرابط، لـ"العربي الجديد"، إن "المخاوف تتزايد كون النسيج الديمغرافي يضم عددا كبيرا من المسنين، وهم معرضون أكثر من غيرهم لتداعيات المرض، وهناك خوف من ألا تتسع مراكز العناية المركزة لكل المصابين بالفيروس. القرار الأول بحجر مدن الشمال أدى إلى نزوح نحو الوسط والجنوب، وهو ما نقل العدوى".
وأوضح مرابط أنه "تم رفع مستوى التنسيق بين التمثيليات التونسية التي تديرها السفارة للإطمئنان على أوضاع الجالية في إيطاليا، وتشكيل خلية أزمة بالسفارة تشرف على التنسيق بين القنصليات بهدف ضمان التواصل مع التونسيين".
ودعت رابطة جمعيات التونسيين في إيطاليا، في بيان، إلى "إلغاء السفر إلى تونس خلال الفترة الحالية، كما أعلنت عن تعليق كافة الأنشطة، بما فيها تعليم اللغة العربية، حتى إشعار أخر.



ومن فيرونا، أكد التونسي الإيطالي هادي، لـ"العربي الجديد"، أن "الخوف تصاعد بعد إعلان الحظر العام. القرار يلزم سكان المدن بعدم مغادرتها إلى مدن أخرى، وهذا وضعني في موقف سيئ لوجود بقية أبنائي في ميلانو، وعدم تمكني من الاطمئنان عليهم، وهو ما قد يستمر إلى أجل غير معلوم".

وأضاف أن "التنقلات أصبحت محدودة، وفرضت مراكز التسوق دخول الزبائن بأعداد لا تتعدى الخمسة في كل مرة لتجنب الإزدحام، كما أن الذهاب إلى العمل يستوجب تصريحا يتضمن سير الشخص أو السيارة، والمناطق التي سيتوجه إليها، وتجوب سيارات الشرطة الشوارع لتطلب من المواطنين البقاء بالبيت عبر مكبرات الصوت، وتذكّر بإجراءات السلامة".

ومن مدينة مودينا، قال المقاول التونسي عمر، وهو مقيم في إيطاليا منذ سنوات، إن "الحركة في المدينة محدودة، والعمل في مجال البناء توقف قبل أيام بسبب المخاوف. الجميع ملتزمون بالبقاء في بيوتهم، وسط تساؤلات عن زمن الأزمة، وكيفية انتهائها، كما أن المستشفيات امتلأت بالمرضى، وهناك مخاوف من بلوغ أقسام الانعاش والعناية المركزة طاقتها القصوى، ما يدخل البلاد في أزمة أكبر".

ذات صلة

الصورة
غزة (محمد عبد/ فرانس برس)

مجتمع

ينذر تراكم النفايات في شوارع غزة بكارثة صحية وبيئية، وسط تحذيرات أممية من تفشي الأمراض والأوبئة بين السكان الذين يشكون عدم قدرة البلديات على التخلص منها.
الصورة
أطفال فلسطينيون جرحى في غزة (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

يمثّل غياب اللقاحات الدورية عن محافظَتي غزة وشمال غزة خطراً إضافياً يهدّد حياة الأطفال الفلسطينيين، إلى جانب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ نحو 98 يوماً.
الصورة
نازحون فلسطينيون في مخيم أونروا في خان يونس في غزة (مصطفى حسونة/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، بأنّها تشعر بقلق بالغ إزاء انتشار الأمراض في قطاع غزة، وذلك في اليوم الثاني والأربعين من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع وأهله.
الصورة
مهاجرون تونسيون في قارب هجرة سرية (أليساندرا بينيديتي/ Getty)

مجتمع

لم يمكث التونسي عبد الحميد البكاري (63 عاما) سوى أسبوع واحد عقب وصوله إلى إيطاليا في هجرة سرية عبر البحر المتوسط،