شمال قبرص تهدد بتعطيل التنقيب المنفرد عن الغاز قبالة الجزيرة

17 مارس 2018
القبارصة الأتراك طالبوا بالتشاور معهم حول عمليات التنقيب(Getty)
+ الخط -


أكدت سلطات شمال قبرص عزمها على منع قيام السلطات القبرصية المعترف بها دولياً، من القيام بأي أعمال للتنقيب عن الغاز قبالة شواطئ الجزيرة، ما لم يتم إشراك القبارصة الأتراك بهذه الأعمال.

وقال وزير خارجية "جمهورية شمال قبرص التركية"، غير المعترف بها دوليا إلا من قبل تركيا، قدرت أوزرصاي في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" إننا "لن نسمح بأن يقوم القبارصة اليونانيون أو الشركات (الدولية) بأعمال بشكل أحادي باسمنا".


وأضاف أوزرصاي أنه "في حال لم تؤخذ رغبات القبارصة الأتراك في الاعتبار لن يكون هناك مجال للقيام بأي نشاط اقتصادي، وكما لاحظتم فإن التنقيب لم يحصل في شباط/فبراير"، في إشارة إلى منع السفينة المستأجرة من قبل شركة إيني الإيطالية من الاقتراب من مكان تنقيب.

كما اعتبر أن "الظروف الحالية تبدو وكأنها فرصة" لتحقيق خطوات إيجابية، مضيفا أن الشركات النفطية أو الدول التي تقف وراءها يمكن أن "تنقل الرسالة" إلى القبارصة اليونانيين، لإفهامهم أنه لا بد من النقاش مع القبارصة الأتراك.

وحسب أوزرصاي فإن القبارصة الأتراك في حال فشل هذا الأمر، ينوون القيام بأنفسهم بأعمال استكشاف وتنقيب قبالة شواطئ الجزيرة.

كانت البحرية التركية قد منعت سفينة لشركة إيني الإيطالية في فبراير/شباط الماضي من القيام بأعمال تنقيب قبالة شواطئ قبرص، ما أجبرها على الانسحاب من المنطقة.

وكانت جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي وقعت خلال السنوات القليلة الماضية عقود تنقيب عن الغاز مع شركات دولية عملاقة مثل الإيطالية "إيني" والفرنسية "توتال" والأميركية "اكسون موبيل"، إلا أن تركيا تطالب بتعليق كل أعمال التنقيب التي تقوم بها السلطات القبرصية، بانتظار التوصل إلى حل في الجزيرة المقسمة، وأكد القبارصة الأتراك في هذا الإطار أنه لا بد من التشاور معهم بما يتعلق بأي عمليات تنقيب عن غاز او نفط.

ووصلت إلى قبرص مؤخرا سفينتان مستأجرتان من شركة "اكسون موبيل"، استعدادا لأخذ عينات أولية تمهد لأعمال تنقيب يفترض أن تقوم بها الشركة الأميركية العملاقة قبالة قبرص هذا العام.

ونقل مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية ويس ميتشل للرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس أمس الجمعة دعم واشنطن لـ"حق" جمهورية قبرص في "استغلال مواردها الطبيعية"، كما أكد ميتشل للقائد القبرصي التركي مصطفى اكينجي، الذي التقاه بعد ذلك أن الولايات المتحدة ترغب أيضا في استئناف محادثات إعادة توحيد الدولة الجزيرة المقسمة.

ووعد الرئيس القبرصي بعد إعادة انتخابه في فبراير/شباط الماضي بمواصلة المفاوضات مع القبارصة الأتراك، إلا أن اناستاسيادس بات يؤكد بعد حادثة السفينة التابعة لشركة إيني أن المفاوضات لا يمكن أن تتواصل إلا بعد أن تكون تركيا قد احترمت "الحقوق السيادية" للبلاد حول استخراج مصادر الطاقة.


(فرانس برس، العربي الجديد)