برنامج الأغذية العالمي قلق إزاء قدرة لبنان على توفير حاجاته الغذائية

08 أكتوبر 2024
الزراعة تشكل العصب الاقتصادي للقرى الحدودية جنوبيّ لبنان، 23 نوفمبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه لبنان تحديات كبيرة في تأمين احتياجاته الغذائية بسبب تصاعد الأعمال القتالية، حيث تضررت آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية وارتفعت أسعار الخضار بشكل ملحوظ نتيجة استخدام الفوسفور الأبيض من قبل القوات الإسرائيلية.

- يشكل القطاع الزراعي جزءاً مهماً من الاقتصاد اللبناني، حيث يمثل حوالي 8% من الناتج المحلي الإجمالي، وتعرضت آلاف الهكتارات للتدمير، مما أثر على الإنتاج الزراعي والحيواني.

- أطلقت وزارة الزراعة اللبنانية وبرنامج الأغذية العالمي جهوداً لتأمين الأمن الغذائي، لكن الوضع الإنساني يظل صعباً مع استمرار العدوان الإسرائيلي ونزوح أكثر من مليون شخص.

عبّر مسؤول في برنامج الأغذية العالمي اليوم الثلاثاء، عن القلق إزاء قدرة لبنان على توفير حاجاته الغذائية، وقال إن آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية في جنوب البلاد قد احترقت أو هُجرت وسط تصاعد الأعمال القتالية.

وقال ماثيو هولينجورث، مدير برنامج الأغذية العالمي في لبنان، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، وفقاً لوكالة رويترز: "من ناحية الزراعة وإنتاج الغذاء، هناك قلق غير عادي بشأن قدرة لبنان على الاستمرار في إطعام نفسه"، مضيفاً أنّ المحاصيل لن تُحصَد، وسيصيب العفن الإنتاج في الحقول. وفي المؤتمر الصحافي نفسه، حذر المسؤول في منظمة الصحة العالمية في بيروت إيان كلارك من وجود خطر أكبر بكثير يتمثل بتفشي الأمراض بين السكان النازحين في لبنان. 

ويمثل القطاع الزراعي نحو 8% من الناتج المحلي الإجمالي، بينما شكّلت الزراعة العصب الاقتصادي للقرى الحدودية اللبنانية، ويُعدّ سهلا مرجعيون والوزاني الأكثر شهرة، إذ يرفدان السوق المحلية بحوالى 30% من حاجته. كذلك تشكل الزراعة مصدر دخل لحوالى 70% من سكان الجنوب. لكن منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، توقف المزارعون في الجنوب عن الذهاب إلى حقولهم، ولحقت بهم خسائر فادحة، وأدى عدم طرح المحاصيل الجنوبية في الأسواق الداخلية إلى رفع أسعار الخضار بشكل لافت.

ودمرت غارات الجيش الإسرائيلي آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، فيما نفقت الآلاف من رؤوس الماشية، بينها أغنام وماعز وأبقار، بحسب بيانات رسمية. كذلك تستخدم قوات الاحتلال قنابل الفوسفور الأبيض ضد المواقع المدنية والبيئية في لبنان. ويحمل الفوسفور الأبيض آثاراً مدمّرة على المناطق الزراعية المستهدفة، حيث يؤدي إلى اشتعال الحرائق في المحاصيل وتدمير المواسم، إضافة إلى تلويث التربة، ما يجعلها غير صالحة للزراعة لفترة قد تطول بحسب مستوى ودرجة التعرض والتلوث، وهو ما يستدعي معالجة معقدة ومكلفة ويمكن للمخالفات السامة في التربة أن تؤثر بنموّ المحاصيل.

والثلاثاء الماضي، ترأس وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال، عباس الحاج حسن، اجتماعاً موسعاً ضمّ رئيس النقابة اللبنانية للدواجن، وليم بطرس، أمين سرّ نقابة مستوردي المواشي الحيّة، ماجد عيد، عضو نقابة مستوردي ومصدري الخضار والفاكهة، علي فاضل، وممثلي أسواق البيع بالجملة للخضار والفاكهة، إيلي معلوف، وجيه العموري، وجوزيف دكاش، بالإضافة إلى أعضاء خلية الأزمة في وزارة الزراعة. وأكد الحاج حسن في الاجتماع، أن الوزارة تضع الأمن الغذائي في صلب أولوياتها، وتسعى لضمان استمرارية توافر السلع الأساسية في ظل الظروف الأمنية الراهنة.

واستعرض بطرس وضع قطاع الدواجن، مشيراً إلى أن الإنتاج المحلي يكفي حاجات السوق، لكن الأسعار لا تزال دون الكلفة التشغيلية، موضحاً أن إنتاج الجنوب يمثل نحو 15% من مجمل الإنتاج الوطني. وقدم مطالب تشمل تسهيل استقبال المسالخ للدجاج في الشويفات واستخدام مطار بيروت لاستيراد صيصان الأمهات. من جهته، طمأن عيد إلى وجود مخزون من الأبقار يكفي لمدّة تراوح بين شهرين وثلاثة أشهر، مع نقل الأبقار من الجنوب إلى أماكن آمنة، حسب الإمكانات. أما فاضل، فأكّد أنّ الكميات المتوافرة من الخضار والفاكهة كافية لتلبية حاجات السوق، مشيراً إلى وجود نحو 60 ألف طن من البطاطا المخزّنة، رغم بعض التحديات التي تواجه القطاع نتيجة نقص العمالة وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق.

وأطلق برنامج الأغذية العالمي نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، عملية طارئة لتقديم المساعدات الغذائية إلى ما يصل إلى مليون شخص متضرر من التصعيد الأخير للصراع في لبنان. ويوزع البرنامج حصصاً غذائية جاهزة للأكل وخبزاً ووجبات ساخنة وطروداً غذائية على الأسر في الملاجئ في جميع أنحاء البلاد.

ويتعرّض لبنان لعدوان إسرائيلي منذ أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، لكن في الأيام الأخيرة زاد الكيان من وتيرة القصف الجوي والمدفعي بشكل غير مسبوق، ووسّع نطاق استهدافاته لتمتد إلى العاصمة بيروت، ما أدى إلى مقتل وإصابة الآلاف من اللبنانيين، فضلاً عن إجبار أكثر من مليون شخص على النزوح من منازلهم.

وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت سابقاً ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان، إلى 2083 شهيداً و9869 مصاباً. وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء، إنّ الوضع في لبنان يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وشدّد على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف أمام البرلمان الأوروبي أنّ حوالى 20% من اللبنانيين أُجبروا على النزوح، وفقاً للأرقام.

المساهمون