شكوك في جدوى رفع أسعار السجائر بالسعودية

16 نوفمبر 2015
خفض أعداد المدخنين يتطلب إجراءات جدية (العربي الجديد)
+ الخط -

طالب مختصون في مكافحة التدخين، الحكومات الخليجية باتخاذ خطوات أكثر جدية لمحاربة انتشار التدخين، خاصة بين صغار السن، معتبرين أن اتفاق زيادة الضرائب على التبغ لن يكون حلاً ناجحاً على المدى القصير في دول الخليج.

ورأى المختصون أنه على الرغم من مضاعفة أسعار منتجات التبغ ليصل في السعودية سعر علبة السجائر إلى خمسة دولارات بدلا من 2.5 دولار، فلا يزال السعر منخفضاً، ولكنهم شددوا على أنه قد يمنع من إدمان صغار السن للتدخين، لعجزهم عن توفير ثمنه.

وكانت السعودية أعلنت أنها اتفقت مع دول الخليج على تطبيق خطوات جادة لمحاربة انتشار التدخين، أهمها مضاعفة الضريبة عليه بنسبة 100 في المائة.

اقرأ أيضاً: الأسباب الحقيقيّة لعدم تراجع التدخين حول العالم

ويشدد الخبراء على أن هذه الخطوات لا تزال بطيئة، خاصة أن رفع الأسعار هي الخطوة الثالثة لمكافحة التدخين بعد مضاعفة الضريبة قبل 15 عاماً، ثم منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة، خاصة المطاعم والمطارات، قبل ثلاثة أعوام.

وحتى بعد الزيادة الأخيرة، لا تزال دول الخليج تحتل مرتبة متدنية في فرضها الرسوم الجمركية على التبغ ومشتقاته، ولم تتجاوز 22.2 في المائة بسعر لا يجاوز الخمسة دولارات بعد الزيادة، فيما تصل قيمة العبوة في إنجلترا أكثر من 13 دولاراً.

من جهتها، اتخذت السعودية بعض الخطوات الجانبية، فبدءا من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بدأ حظر رسمي لبيع وتداول السيجارة الإلكترونية والشيشة الإلكترونية أو ما يماثلها من أجهزة في الأسواق المحلية، بعد أن حذرت دراسات من وجود مخاطر صحية حقيقية تحيط باستخدامها.

ويؤكد مدير المركز السعودي لمكافحة التدخين، سامي اليوسف، أن القرار بزيادة الضرائب على التبغ ومشتقاته يعتبر مثالياً، ولكنه لا يزال قاصراً عن حل مشكلة التدخين المنتشرة في البلاد. ويقول لـ"العربي الجديد": "الخطوة جيدة، وقد تحدّ من انتشار التدخين لدى صغار السن وطلاب المدارس، ولكن لن يكون لها تأثير حقيقي على المدخنين الكبار، فما زال سعر السجائر هو الأقل عالميا". ويضيف "هناك أمور لا يفكر فيها المدخن، وهي أن التدخين ليس مدمراً لصحة المدخن فقط، بل تؤثر على الجميع، لأن التدخين يتسبب في ارتفاع المدفوعات المرتبطة بمخاطر التدخين، مثل التأمين الصحي والرعاية الصحية والأدوية".

اقرأ أيضاً: الصحة العالمية: رفع ضرائب التبغ يقلّل التدخين

ويؤكد اليوسف أن السعوديين ينفقون أكثر من ثلاثة مليارات ريال على التبغ سنويا "هو رقم كبير جدا".

من جانبه، كشف المدير التنفيذي للجمعية، محمد المعيوف، أنها ساعدت أكثر من تسعة آلاف فتاة سعودية على الإقلاع عن التدخين في عام 2014، بعد أن استفدن من حملات توعوية مكثفة، تم تنفيذها في سجن النساء، و86 مدرسة و6 جامعات، وأماكن متفرقة لتجمعاتهن.

وبحسب جمعية "نقاء"، تحتل السعودية المرتبة الرابعة عالمياً في استهلاك التبغ، ويموت فيها نحو 22 ألف مدخن سنويا في المملكة بسبب التدخين، بمعدل 62 فرداً يومياً.

وكانت دراسة قامت بها الجمعية السعودية لمكافحة التدخين أكدت أن 53 في المائة من الطلاب في المرحلتين الثانوية والمتوسطة مدخنون، أو سبق لهم أن جربوا التدخين. ويبلغ متوسط أعمار المدخنين في السعودية نحو 13.8 عاماً، وهو يعتبر الأكثر انخفاضا بين دول الخليج.

اقرأ أيضاً: التدخين السلبي يضر بصحة الأطفال النفسية والسلوكية
المساهمون