شكوانيات المثقف

07 مارس 2015
نذير تنبولي / مصر
+ الخط -

تكاد الحالة الشكوانية المتواصلة التي يطلقها مثقفون عرب من إهمال الدولة لهم، وندبهم المستمر لما آلت اليه أوضاع الثقافة في بلدانهم، أن تأخذ صورة الجماهير الغاضبة أسفل شرفة ماري أنطوانيت وهي تقول جملتها الشهيرة للمطالبين بالخبز: فليأكلوا غاتوه Gateaux.

لم يأكل المثقفون الكعك، ولم يحصلوا على الخبز، إذ إنه، وفي موضع ما من مواضع الصراع الكثيرة بين السلطة والمثقف، يختلط الأمر على الجميع فيما إذا كانت المطالبات، إياها، ناتجة من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية لشريحة المشتغلين في الكتابة والفنون، أم هي محاولة للإمساك بزمام الثقافة من قبل أصحابها كما يزعم هؤلاء. لا إجابة جاهزة على ذلك كله ولا نهاية في ما يبدو لخطاب الشكوى.

في المقابل، لا يكاد يخلو بيان حكومي أو حتّى تصريح لشركة خاصة "تلتزم ببرامج المسؤولية الاجتماعية"، من وعودات بـ"النهوض بالحالة الثقافية".

وعود تتحاشى الخوض في التفاصيل وتبقى رهينة الجمل المستهلكة التي لا تتجاوز مفردات "السعي والنهوض والتفعيل" وما إلى ذلك من مفردات حقبة الستينيات والسبعينيات، شعارات تنثر في الهواء وغالباً ما تذهب أدراج الموازنات الهامشية (العُشرية) وتنهار بعد إصدار أول نشرة تعريفية لما ينوي هؤلاء "النهوض" به.

المساهمون