"موسمٌ موفق"، هو أفضل ما يمكن إطلاقه على أوّل موسم لماسيميليانو أليغري مع يوفنتوس. موفّق بكل المقاييس ولعدة أسباب.
حافظ على اللقب، الذي يفوز به يوفنتوس للمرة الرابعة على التوالي، فاز بكأس إيطاليا، وأضاف النجمة الفضية على قميص اليوفي، وصل للمباراة النهائية من دوري الأبطال وخرج مرفوع الرأس أمام برشلونة الإسباني، وختمها بكأس السوبر الإيطالية بفوزه على لاتسيو في شنغهاي. موسم رائع وبداية ممتازة.
كمدرّب، لم يكن من السهل تقييم أليغري مع يوفنتوس حتى نهاية الموسم، أو على الأقل ليس بالشكل الكافي. إذ لم يكن لأليغري الفضل الوحيد في تفوّق يوفنتوس المطلق. فالموسم الماضي شهد تراجعاً وتساقطاً للأندية الإيطالية محلياً لم يسبق له مثيل، بعد أن كان روما ونابولي ولاتسيو من الأسماء المرشحة بقوة لمزاحمة يوفنتوس على اللقب ومنعه من تحقيق لقبه الرابع توالياً، لم يعرف أحد كيف ولماذا تهاوت جميع الأندية وفقدت سيطرتها على الدوري، إضافة إلى غياب ميلان وإنتر التام عن الشاشة... ما سمح ليوفنتوس البقاء وحيداً في الساحة، مما جعل الفريق البديل لليوفي قادراً على تحقيق أفضل النتائج داخل إيطاليا، دون مبالغة.
لا أحد بالطبع ينكر على أليغري ما حقّقه مع اليوفي، فهو تميّز عن سلفه "أنطونيو كونتى" بالمرونة التكتيكية التي احتاجها الفريق في أوقات كثيرة، خاصة أوروبياً. لكن سلفه "أنطونيو كونتى" كان قد سلّمه فريقاً كاملاً قوياً متماسكاً، كان قد سلّمه فرقة "محاربين" أكثر منها لاعبين.. الأمر الذي كان واضحاً في العديد من المباريات التي فقد خلالها أليغري التحكّم في "زمام الأمور"، لتأتي الحلول الفردية من "الجنود" التي كان قد أسّسها كونتى أفضل تأسيس، تارة، وتارة أخرى بعودة أليغري إلى خطة 3-5-2، خطة أنطونيو كونتى الشهيرة. أي أن أليغري لم يتمكّن من الخروج من عباءة كونتى طيلة الموسم.
هذا الموسم، مع رحيل عدد من أهم "مفاتيح" يوفنتوس السحرية (آندريا بيرلو - أرتورو فيدال - كارلوس تيفيز)، ومع استقدام لاعبين جدد على الكالتشو كلّه وليس فقط يوفنتوس (الأمر الذي يُعدّ تحدياً بحدّ ذاته لأي مدرّب)، ومع انتدابات الأندية الأخرى وتقوية صفوفها بأسماء قوية، سيكون الاختبار الحقيقي والكافي لتقييم ماسيميليانو أليغري بشكلٍ عادل.
طيلة الموسم الماضي، كانت المقارنة الدائمة بين ماسيميليانو أليغري وأنطونيو كونتى، وأسلوب أنطونيو كونتى وغرينتا أنطونيو كونتى، هذا الموسم، الأمور تغيّرت، وستكون المقارنة مع شخص آخر، هذه المرة، ستصبح المقارنة مع ماسيميليانو أليغري، فقط.