شعر للتذكير بمعاناة الفلسطينيين

17 مارس 2015
في مخيمات لبنان أمور أخرى غير الحرب (العربي الجديد)
+ الخط -
ما زالت ليال صديق طالبة في صف الباكالوريا في مدرسة "بيسان" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. لم تمنَعها الواجبات المدرسية من الانتساب إلى "نادي بنات فلسطين" في مخيم عين الحلوة، في صيدا (جنوب لبنان). تقول إنها اختارت الالتحاق بنادي الشعر "لأنه يجعلني قادرة على التعبير، وخصوصاً عن المعاناة التي نعيشها كفلسطينيين". تريد للناس أن يعرفوا عنهم وعن هويتهم. أيضاً، تُريد أن تثبت أن الفلسطيني يتمتع بالموهبة، وهو قادر على تطوير نفسه، على الرغم من معاناته. تضيف: "في مخيمات لبنان أمور أخرى غير الحرب".

من جهتها، تقول أمل بيرومي، وهي طالبة فلسطينية في الصف السابع الأساسي، انتسبت أيضاً إلى نادي الشعر، إنها أرادت تعلّم كيفية إلقاء الشعر. هذا ليس كل شيء. توضح أنه يعنيها أيضاً "تغيير نظرة الآخرين عن الشعب الفلسطيني. يعتقد كثيرون أنه فاشل، ولا يستطيع القيام بأية شيء. لكن شبابنا يتمتعون بمواهب كثيرة، كما أننا نملك القدرة على التعبير عمّا في داخلنا". من خلال الشعر، يهمّ بيرومي أيضاً الحديث عن فلسطين، مشيرة إلى "أننا لن نترك قضيتنا ولن نحيد عنها حتى نهزم العدو الإسرائيلي".

أما منسّقة النادي، سارة بيطار، فتقول إن المشروع يضم نحو خمسين فتاة من مخيم عين الحلوة، لافتة إلى وجود أندية مختلفة، على غرار المسرح والكومبيوتر وتعليم اللغة الإنجليزية وغيرها. تتابع أنه في نادي الشعر، "تدربت الفتيات مع الشاعر محمد كروم على إلقاء الشعر، بهدف صقل مواهبهن والتعرّف على الشعراء الفلسطينيين". تشرح أنه "اختيرت قصائد عدة للشاعر محمود درويش، وسميح القاسم، ومحمد كروم". تضيف: "بما أن الإعلام يشوّه صورة الشعب الفلسطيني، ويشير إلى أن المخيمات هي بؤر إرهابية، ولا يكترث للتذكير بالصورة الثقافية والحضارية للشعب الفلسطيني على الرغم من معاناته المستمرة دائماً، نحاول والفتيات التركيز على النواحي الإيجابية من خلال الشعر، علماً أنه يجعل الناس يشعرون بمدى انتمائهم للقضية الفلسطينية. من خلال الشعر، نستطيع إلقاء الضوء على المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وحزنه وسعادته"، مضيفة أن "للشعر وقعه الخاص، ويمكن من خلاله الحديث عن القضية الفلسطينية".

وتوضح بيطار أن "الهدف من ذلك هو إيصال رسالة مفادها أننا شعب يصر على متابعة طريق التحرير حتى العودة إلى فلسطين"، لافتة إلى أن "العالم يستجيب أكثر للقضية من خلال الشعر".
المساهمون