شعار بونوتشي ورفاقه.. الدفاع خير وسيلة للهجوم وليس العكس!

05 نوفمبر 2016
+ الخط -


لم يعد مطلوبا من المدافع فقط حماية مرماه من استقبال الأهداف، ومع التطور الكبير في عالم التكتيك وظهور مجموعة جديدة من المدربين، أصبحت الشمولية هي الشغل الشاغل لمعظم الفرق الكبيرة في الدوريات الأوروبية، فالمهاجم بات تقييمه أكثر تعقيدا من مجرد تسجيل الأهداف، ليقوم نجوم مثل سرخيو أغويرو ورويرتو فيرمينو ولويس سواريز وكريم بنزيمة، وحتى دييغو كوستا بالضغط المتواصل على دفاعات الخصوم، بينما زادت قيمة المدافعين الممررين في الميركاتو، لدرجة الصراع الرهيب بين الكبار على بونوتشي نجم يوفنتوس، وارتفاع أسعار ستونز ورفاقه في بورصة الانتقالات مؤخرا.

الهروب من الضغط
في ألمانيا، هناك تقدير مضاعف لخطط 4-4-2 الضيقة، حيث تتحول في الحالة الدفاعية إلى 4-6-0 دون مهاجم، بينما تصبح مع الضغط أقرب إلى 4-2-2-2، وتعتبر هذه الطريقة مناسبة جدا للأندية التي تحاول خنق خصومها في نصف ملعبهم، وتحرمهم من قيمة التحضير من الخلف بأريحية، ويبرع بشدة في هذا المجال لايبزيغ ومن قبله غلادباخ في فترات سابقة.

تكمن أهمية المدافع المتحرك أمام المنافس الذي يلعب بضغط قوي، لذلك أثر رحيل هوميلز بالسلب على بروسيا دورتموند، واستفاد أنشيلوتي كثيرا من لاعبه الجديد، لأنه لا يمرر بشكل مميز فقط كزميله بواتينغ، أو يجيد الضربات الرأسية في الهواء، ولكن لأنه يهرب بسهولة من مصيدة الضغط، ويضرب خطوط الفريق الآخر بتمركزه دون الكرة في الفراغ المتاح، وكراته القطرية من جانب إلى آخر.

يتواجد هوميلز أثناء بناء الهجمة في أنصاف المسافات، بالتحديد المنطقة بين الظهيرين وقلبي الدفاع عموديا، بالإضافة إلى تحوله السريع إلى طرف الملعب ليصبح ظهيرا أيسر حقيقيا، يطلب الكرة ويصعد بها إلى منتصف الملعب، من أجل التمرير مباشرة إلى الجناح في وبين الخطوط، أو إلى الظهير المتقدم على الخط الجانبي، لتكون طريقة لعب فريقه أقرب إلى 2-5-3، حيث إن قلب الدفاع هو السبيل الأول للحصول على هجمة مباغتة وغير متوقعة.

الثلاثي الخلفي
عادت خطط 3-4-3 و 3-5-2 إلى الظهور مرة أخرى منذ مونديال 2014، ويستخدم أكثر من مدرب تكتيك ثلاثي الخلف من أجل ضمان بناء أسرع وهجوم أقوى، ولجأ غوارديولا إلى التعاقد مع ستونز بسبب هذا الخيار، لأن المدافع الجديد يساعد المدرب الكتالوني في التحول بسهولة من 4-1-4-1 إلى 3-2-4-1 في بعض المباريات، كما حدث أمام إيفرتون وساوثهامبتون بالدوري الإنكليزي.

يمتاز ستونز بالخفة والمهارة، ورغم عدم تفرده فيما يخص المهارات الدفاعية الأساسية كالرأسيات وقطع الكرات والعرقلة، إلا أنه ضروري في عمق ملعب السيتي، لأنه يلعب كقلب دفاع أخير وظهير أيمن عند الحاجة، لفتح الملعب عرضيا قدر المستطاع، وعلاج بعض نقاط ضعف فريقه فيما يتعلق بنقص الظهيرين داخل الملعب وخارجه.

بيكيه أيضا من أهم الأدلة على تطور مركز الدفاع، فالرقم 3 يصعد كثيرا بالكرة من الخلف إلى الأمام، ويتحرك باستمرار أمام مرماه عندما يملك فريقه الكرة، حتى يفتح خيارات تمرير إضافية، ويسمح لزميله الظهير بالصعود إلى الهجوم. كذلك كوسيلني مدافع آرسنال، الفرنسي الذي يصعد بالقرب من دائرة المنتصف، لكي يرمي الكرة مباشرة إلى أوزيل أو والكوت، عندما يلعب كوكيلين في الوسط كلاعب أقرب إلى الحاجز بين دفاع فريقه وهجومه.

الليبرو العصري
يلعب يوفنتوس بثلاثي دفاعي صريح في معظم مبارياته، كذلك المنتخب الأزوري رفقة كونتي في يورو 2016، وتأتي هذه الخطة لتناسب بشدة قدرات وإمكانات لاعبيه خصوصا بونوتشي، اللاعب الأقل من زميله كيليني في الرقابة الفردية، والأضعف في الالتحام والعنف المشروع من بارزالي، لكنه أفضل من الثنائي في بداية الهجمة والصعود لمساندة خط وسطه، لذلك هو أكثر مدافع إيطالي مطلوب في السوق العالمي.

ينتقل قلبا الدفاع يمينا ويسارا مكان الظهيرين، تتسع المساحة أمام بونوتشي في العمق، ومع تحرك لاعبي الوسط إلى الأمام، يتمحور دور المدافع في القيام بدور لاعب الوسط وصانع اللعب في آن واحد. وخلال فترة يوفنتوس كونتي، حينما يشتد الضغط على أندريا بيرلو، كان ليوناردو هو اللاعب الأساسي في إرسال الكرات الطولية إلى المهاجمين.

تكسر هذه النوعية من التمريرات خطوط المنافس، وتقتل الضغط سريعا، وتجعل اللعب أكثر حيوية، نتيجة قيام كافة الخطوط بالمهام الدفاعية والهجومية معا. ونتيجة لهذه الأسباب، أصر أنطونيو على أي مدافع قبل بداية مهمته مع تشيلسي، ورغم أن دافيد لويز أقل كثيرا من بونوتشي، إلا أنه يقوم بدور لاعب الوسط في بعض الأحيان، مع انشغال كانتي وماتيتش بمهام التغطية طولا وعرضا خلف نجوم الثلث الأخير، إنها قوانين جديدة علينا احترامها لفهم كل ما هو مختلف في هذه اللعبة.

المساهمون