مع إقرار المحكمة الدستورية الأوكرانية قانونية قرار الرئيس الجديد، فولوديمير زيلينسكي، حلّ الرادا العليا (البرلمان الأوكراني)، يبدأ العد التنازلي لإجراء الانتخابات التشريعية المبكرة في 21 يوليو/تموز المقبل، وسط تصدر أجندات شعبوية الحملة الانتخابية من دون برنامج واضح لأغلب الأحزاب. ويُشكّل الاستحقاق البرلماني أهمية قصوى لزيلينسكي، الذي لن يتمكن من انتهاج سياساته وتشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء، إلا في حال نجاح حزبه "خادم الشعب"، في ظل نظام الحكم المختلط (برلماني - رئاسي) المعمول به في أوكرانيا. ويواجه "خادم الشعب" في حملته الانتخابية مجموعة من الأحزاب المعارضة له، وأبرزها "التضامن الأوروبي" بزعامة الرئيس السابق، بترو بوروشينكو، و"باتكيفشينا" ("الوطن") بزعامة رئيسة الوزراء السابقة، المرشحة الخاسرة في الانتخابات الرئاسية في مارس/آذار الماضي، يوليا تيموشينكو، وحزب "غولوس" (الصوت) بزعامة المطرب سفياتوسلاف فاكارتشوك، و"المنصة المعارضة - من أجل الحياة" بقيادة السياسيين الموالين لروسيا يوري بويكو وفيكتور مدفيدتشوك.
في هذا الإطار، رأى الباحث الأكاديمي الأوكراني، إيغور سيميفولوس، أن "أغلبية تلك الأحزاب تلتف حول شعارات شعبوية عامة من دون أجندة واضحة"، معتبراً أن "تقديم موعد الانتخابات من أكتوبر/تشرين الأول إلى يوليو/تموز يشكل لعبة غير نزيهة وتحدياً كبيراً لمؤسسات الدولة الأوكرانية". وأضاف سيميفولوس، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنه "بإقرارها بمشروعية قرار زيلينسكي، تفقد المحكمة الدستورية صفة الحكم، بينما كان مثل هذا الدور ضرورياً في ظل وجود رئيس عديم الخبرة السياسية على رأس السلطة". وحول دوافع زيلينسكي لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، قال: "راهن زيلينسكي على اعتلاء موجة الفرحة بفوزه حتى تساعد حزبه في الفوز أيضاً، لتشكيل برلمان الحزب الواحد".
وعن تقديراته لفرص الأحزاب المتنافسة، رأى سيميفولوس أن "حزب "خادم الشعب هو الأوفر حظاً، وقد يحصل على نحو 40 في المائة من الأصوات، بينما قد ينال كل حزب من منافسيه الرئيسيين في حدود 10 في المائة، متجاوزاً بذلك عتبة الـ5 في المائة المطلوبة لدخول البرلمان".
اقــرأ أيضاً
وفي ما يتعلق بأجندات منافسي حزب زيلينسكي، أشار إلى أن "لا أجندة واضحة سوى لمدفيدتشوك الموالي لروسيا والقومي والمحافظ بوروشينكو. أما باقي الأحزاب، فتلتف حول شعارات شعبوية ودعم كل ما هو جيد ورفض كل ما هو سيئ، وتروج لأزمة الطبقة السياسية وضرورة صعود وجوه جديدة. وقد يتمكن حتى حزب غولوس بوجود شخصية براقة مثل فاكارتشوك من دخول البرلمان من دون تقديم أي برنامج انتخابي من أساسه".
وبحسب آخر استطلاع للرأي أجرته مجموعة "ريتينغ" (التقييم)، فإن "خادم الشعب" يحظى بدعم 47.1 في المائة ممن ينوون التصويت وقد حسموا خيارهم، ويليه كل من "المنصة المعارضة - من أجل الحياة" (11.1 في المائة) و"غولوس" (8.1 في المائة) و"باتكيفشينا" (7.3 في المائة) و"التضامن الأوروبي" (5 في المائة) فقط، مما يعكس تشبع الناخبين الأوكرانيين من أجندة معاداة روسيا والتقارب مع الغرب أثناء سنوات حكم بوروشينكو. أما باقي الأحزاب، فلن تتمكن وفق الاستطلاع ذاته، من تجاوز عتبة الـ5 في المائة. وستجري الانتخابات التشريعية بنظام مختلط، إذ سيتم انتخاب نصف النواب (أي 225 نائباً) بالقائمة النسبية، بالإضافة إلى العدد نفسه بالدوائر الفردية.
وسبق لزيلينسكي أن أعلن أثناء مراسم تنصيبه في 20 مايو/أيار الماضي عن قراره حلّ الرادا العليا بحجة انقسام الائتلاف الحاكم قبل ذلك بأيام، ووقع في اليوم التالي على مرسوم يقضي بذلك. إلا أن النواب طعنوا في هذا القرار أمام المحكمة الدستورية، مستندين في ذلك إلى أنه لا يجوز حلّ الرادا في ظل بقاء أقل من ستة أشهر على انتهاء فترة صلاحيات التشكيلة الحالية. ومع ذلك، قبلت المحكمة في نهاية المطاف بقرار زيلينسكي ومفادها أن الائتلاف الحاكم لم يعد، في الواقع، قائماً منذ عام 2016، معتبرة أن حل الخلاف الدستوري عن طريق إجراءات انتخابات مبكرة يلبي أحكام الدستور. ومنذ فوزه بفارق كبير على بوروشينكو بجولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية في إبريل/نيسان الماضي، وجه زيلينسكي انتقادات متكررة إلى الرادا العليا، محمّلاً إياها المسؤولية عن عدم الوفاء بوعودها. وفي حديث سابق لـ"العربي الجديد"، اعتبر المحلّل السياسي المتخصص في الشأن الأوكراني، ألكسندر تشالينكو، أن "تقديم موعد الانتخابات إلى الصيف يزيد من فرص زيلينسكي في إنجاح حزبه قبل بدء موسم الخريف وما يترتب عليه من زيادة تعريفات الصيانة المنزلية في الشتاء البارد من أجل التدفئة. الأمر الذي يثير استياء السكان".
وعن تقديراته لفرص الأحزاب المتنافسة، رأى سيميفولوس أن "حزب "خادم الشعب هو الأوفر حظاً، وقد يحصل على نحو 40 في المائة من الأصوات، بينما قد ينال كل حزب من منافسيه الرئيسيين في حدود 10 في المائة، متجاوزاً بذلك عتبة الـ5 في المائة المطلوبة لدخول البرلمان".
وفي ما يتعلق بأجندات منافسي حزب زيلينسكي، أشار إلى أن "لا أجندة واضحة سوى لمدفيدتشوك الموالي لروسيا والقومي والمحافظ بوروشينكو. أما باقي الأحزاب، فتلتف حول شعارات شعبوية ودعم كل ما هو جيد ورفض كل ما هو سيئ، وتروج لأزمة الطبقة السياسية وضرورة صعود وجوه جديدة. وقد يتمكن حتى حزب غولوس بوجود شخصية براقة مثل فاكارتشوك من دخول البرلمان من دون تقديم أي برنامج انتخابي من أساسه".
وسبق لزيلينسكي أن أعلن أثناء مراسم تنصيبه في 20 مايو/أيار الماضي عن قراره حلّ الرادا العليا بحجة انقسام الائتلاف الحاكم قبل ذلك بأيام، ووقع في اليوم التالي على مرسوم يقضي بذلك. إلا أن النواب طعنوا في هذا القرار أمام المحكمة الدستورية، مستندين في ذلك إلى أنه لا يجوز حلّ الرادا في ظل بقاء أقل من ستة أشهر على انتهاء فترة صلاحيات التشكيلة الحالية. ومع ذلك، قبلت المحكمة في نهاية المطاف بقرار زيلينسكي ومفادها أن الائتلاف الحاكم لم يعد، في الواقع، قائماً منذ عام 2016، معتبرة أن حل الخلاف الدستوري عن طريق إجراءات انتخابات مبكرة يلبي أحكام الدستور. ومنذ فوزه بفارق كبير على بوروشينكو بجولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية في إبريل/نيسان الماضي، وجه زيلينسكي انتقادات متكررة إلى الرادا العليا، محمّلاً إياها المسؤولية عن عدم الوفاء بوعودها. وفي حديث سابق لـ"العربي الجديد"، اعتبر المحلّل السياسي المتخصص في الشأن الأوكراني، ألكسندر تشالينكو، أن "تقديم موعد الانتخابات إلى الصيف يزيد من فرص زيلينسكي في إنجاح حزبه قبل بدء موسم الخريف وما يترتب عليه من زيادة تعريفات الصيانة المنزلية في الشتاء البارد من أجل التدفئة. الأمر الذي يثير استياء السكان".