مع طلوع شمس الصباح في نيودلهي، يتدرب عناصر في وحدة خاصة من الشرطة لمواجهة المتحرشين جنسياً في عاصمة الهند، التي تشهد حوادث اغتصاب جماعي أصابت سمعة البلاد وحركتها السياحية باضرار كبيرة.
وعناصر هذه الوحدة من الشرطة، هنّ من النساء، يرتدين ثياب الكارتيه البيضاء اللون، ويتدربن على توجيه ضربات للمتحرشين بالنساء في شوارع نيودلهي.
تقول بهارتي وادهوا، قائدة الوحدة :"سنعلم الطالبات في المدارس والكليات، وسنذهب إلى المناطق السكنية، حيث يمكننا أن نجمع بين خمسين ومئة فتاة وسنقوم بتعليمهن. وبهذه الطريقة، سننشئ جيشاً من النساء ".
وقد باتت قضية الاعتداءات الجنسية في الهند قضية وطنية تتصدر الاخبار في هذا البلد منذ عامين، وجعلت البعض يطلقون على مدينة نيودلهي اسم "عاصمة الاغتضاب"، وهو ما دفع الشرطة الى التحرك وانشاء وحدة من النساء المتقنات لفنون القتال.
تقول الشرطية جيوتي تيواري:"عندما جئت إلى هنا، كنت خائفة، لم أكن أعرف كيف ستسير الأمور، أو كيف سأدرب الآخرين. الآن أشعر أنه اذا اقترب أي شخص مني، فيمكنني أن أضربه. أشعر بالثقة الآن. أشعر أنني إذا كنت أستطيع القيام بذلك، فحتى السيدة البالغة ستين عاماً يمكنها القيام بذلك أيضا".
ومن المقرر أن تجوب الشرطيات شوارع نيودلهي متخفيات بثياب مدنية، بغية الإيقاع بالمتحرشين، وسيتركز وجودهن في الشوارع المكتظة ومحطات المترو وأمام الجامعات، لحماية النساء وتزويدهن بالنصائح.
وقد سجلت شرطة نيودلهي 2069 حالة اغتصاب في العام 2014، مقابل 1571 حالة في العام 2013، اذ يرى البعض أن الارتفاع في عدد الحالات المسجلة يعود في جزء منه الى إقدام النساء اكثر فأكثر على التبليغ عما تعرضن له، رغم ما يفرضه المجتمع من قيود في هذا المجال.