وتعمّدت الشرطة إرسال جثمان الشهيد إلى قرية عرعرة النقب في الجنوب، بدلا من عرعرة في منطقة المثلث شمالًا، وفق ذوي الشهيد، في محاولة لتأخير التشييع ومنع المشاركة الحاشدة فيه.
الجنازة الحاشدة، التي جاءت بدعوة من لجنة المتابعة ومجلس عرعرة، أفضت إلى مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية التي احتشدت بقوات كبيرة، واعتدت على المتظاهرين بشراسة وأطلقت غازا مسيلا للدموع ومياها عادمة وفرق الخيالة، كما اعتدت عليهم بالهراوات، واعتقلت 11 من المتظاهرين.
وطاولت اعتداءات قوات الشرطة والوحدات الخاصة عددًا من أعضاء الكنيست ورؤساء السلطات المحلية وقيادة لجنة المتابعة.
وكانت والدة الشهيد برفقة ابنها في المستشفى لتلقي العلاج، وتبين من التفاصيل، بعد إفادات من والد الشهيد، مصطفى يونس، لوسائل الإعلام في الداخل، أن ابنه كان قد توجه، صباح أمس، إلى المستشفى في "تل هشومير"، جنوبي تل أبيب، لتلقي العلاج، بسبب إصابته بمرض الصرع، وأثناء مغادرته المستشفى تشاجر مع إسرائيلي في المكان صرخ في وجهه لعدم وضعه كمامة، وبعد الشجار، توجه مع والدته للسيارة، ولكن بعد خروجهما من المستشفى قام حراس الأمن باعتراضه على مدخل المستشفى وأنزلوه من السيارة ثم أطلقوا النار عليه.
وجاء في بيان لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل: "بدعوة من لجنة المتابعة ومجلس عرعرة وعارة المحلي تظاهر اليوم الخميس المئات عند مدخل قرية عرعرة احتجاجا على جريمة قتل الشاب مصطفى يونس".
وأضاف البيان: "كانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية قد دعت في اجتماعها الطارئ الذي عقدته قبل المظاهرة في مجلس عارة وعرعرة، ردا على جريمة اغتيال الشاب مصطفى يونس في مستشفى تل هشومير أمس الأربعاء، إلى مظاهرة قطرية حاشدة قبالة المستشفى ذاته في منطقة تل أبيب، يوم الأحد القريب، على أن تنشر تفاصيل المظاهرة قطريا".
وكانت لجنة المتابعة قد عقدت اجتماعا طارئا في مجلس عارة وعرعرة، بمشاركة رئيس مجلس عارة وعرعرة، رئيس اللجنة القطرية للرؤساء مضر يونس، ضم جميع مركبات لجنة المتابعة والنواب والناشطين والهيئات الأهلية، للتداول في شكل رد الفعل على جريمة إعدام الشاب يونس، التي تضاف إلى سلسلة جرائم قتل الشبان العرب المتزايدة منذ هبة القدس والأقصى العام 2000.
وافتتح الجلسة، رئيس المجلس المضيف، مضر يونس، الذي أكد على "حالة الغضب العام، على هذه الجريمة، واعدام الشاب يونس بدم بارد، رغم أنه كان مطروحا على الأرض ولا يشكل أي خطر، كذريعة لهذه الجريمة البشعة".
وقال رئيس المتابعة محمد بركة، إن "أصبع المؤسسة الحاكمة خفيف على الزناد ضد العرب، وعلى مدى السنين، نرى مثل هذه الجرائم تتوالى، وهذه ليست عنصرية عابرة، أو خللا ما في الحكم، بل هذا تطبيق لجوهر الصهيونية".
ودعت لجنة المتابعة إلى مظاهرة قطرية يوم الأحد القادم قبالة مستشفى "تل هشومير" الذي أعدم أمامه الشهيد مصطفى يونس أمس.