شخصيات إسرائيلية تقود حملة تحسين صورة سلفاكير في الغرب

03 ديسمبر 2016
سلفاكير والسفيرة الأميركية للأمم المتحدة سامنتا باور (بولين شول/الأناضول)
+ الخط -
باشرت مجموعة من الإسرائيليين، من ضمنهم دبلوماسيون وإعلامي وجنرال، التخطيط لحملة دعائية لتحسين صورة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، في الغرب، تحديداً في الولايات المتحدة، للتصدي لتداعيات الاتهامات التي توجهها المنظمات الدولية لحكومته، بارتكاب جرائم حرب وعمليات اغتصاب في الحرب ضد قوات نائبه السابق رياك مشار.

في هذا السياق، كشف تحقيق لقناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، يوم الجمعة، عن أن "المجموعة التي تطلق على نفسها (غلوبال سرفيس)، مرتبطة بأنشطة استشارية مع حكومة جنوب السودان". وأشار التحقيق إلى أن "المجموعة تضمّ كلا من القائد الأسبق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي الجنرال يسرائيل زيف، وممثل إسرائيل السابق في الأمم المتحدة رون برسور، والقنصل الإسرائيلي السابق في لوس أنجلوس ألون بنكاس، والمعلق السياسي السابق في قناة التلفزة العاشرة، الذي ترك العمل في القناة بعد اتهامه بعمليات اغتصاب، الصحافي عمانوئيل روزين.

وأشارت القناة إلى أن "أعضاء المجموعة عقدوا لقاءات عدة في أحد المطاعم في تل أبيب، للتباحث حول طابع الاستراتيجيات الدعائية، التي يتوجب تطبيقها من أجل ضمان تحسين صورة سلفاكير وتبرئته من المسؤولية الشخصية عن ارتكاب جرائم حرب، وإصدار الأوامر بتنفيذ عمليات اغتصاب".

وعرضت القناة بعض ما جاء في محاضر اللقاءات التي جمعت أعضاء المجموعة، ورصدت طابع الاقتراحات التي قدموها من أجل تحقيق الهدف. وحسب التحقيق فقد اقترح برسور أن "يتوجه سلفاكير إلى نيويورك، وأن يلقي خطاباً أمام الأمم المتحدة، يعترف فيه بارتكاب بعض جرائم الاغتصاب، على أن يعزو ذلك إلى سلوك فردي لبعض القادة والجنود". وأوصى برسور أيضاً بأن "يشير سلفاكير في خطابه إلى أن تنفيذ عمليات الاغتصاب يُعدّ تقليداً قبلياً، ينفذه الجنود والضباط بسبب طابع ثقافتهم المجتمعية، وليس نتاج تلقيهم تعليمات من قيادتهم السياسية".

ونقل التحقيق عن برسور قوله: "إنني أعرف الرأي العام الأميركي وأعرف ما يؤثر على توجهات الأميركيين، فبمجرد أن يعترف سلفاكير بارتكاب بعض هذه الجرائم، سيكتسب مصداقية وستبدأ الصورة السلبية عنه بالذوبان في الغرب". كما ادّعى بأنه "وافق على العمل مع حكومة جنوب السودان من أجل تعزيز مكانتها لمواجهة الإسلام الأصولي"، مشيراً إلى أن "مصلحة إسرائيل تقتضي أن يتم تعزيز العلاقة مع حكومة جوبا".



وذكر التحقيق أيضاً أن "الجنرال زيف اقترح أن يصطحب سلفاكير معه إلى نيويورك إحدى ضحايا الاغتصاب، التي يُفترض أن تقول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنها تثق بأن ما تعرضت له ليس نتاج التعليمات التي أصدرها سلفاكير، بل بسبب سلوك القيادات الميدانية".

بدوره، اقترح الصحافي روزين أن "يُحمّل سلفاكير رئيس هيئة أركانه، المسؤولية عن إصدار التعليمات بارتكاب عمليات الاغتصاب، وأن يتعهد بإلقاء القبض عليه وعلى 50 ضابطاً آخر، من أجل محاسبتهم على سلوكهم الإجرامي". وتعهّد روزين بأن "يستغل علاقاته مع وسائل الإعلام الأميركية، سيما مع قنوات التلفزة الرائدة هناك في تنظيم لقاءات مع سلفاكير". وادّعى روزين وزيف بأن "طابع أنشطتهما في جنوب السودان تتمحور حول الدفع بمشاريع زراعية في البلاد".

من ناحيته، أكد بنكاس، في مقابلة مع القناة، صحة ما ورد في التحقيق وأن المجموعة خططت لتبييض صورة كير. وأضاف أنه "توجه إلى جنوب السودان، والتقى سلفاكير، وعرض عليه التوجه للأمم المتحدة"، مشيراً إلى أنه "انسحب من المجموعة بعدما تردد الرئيس في الرد على مقترحه ومقترحات زملائه". إلا أن بنكاس دحض ادعاءات برسور وزيف وروزين، حول وجود أهداف غير "الهدف الرئيس للمجموعة، المتمحور حول تحسين صورة سلفاكير فقط".

كما كشف التحقيق بعض التقديرات الشخصية التي أطلقها بعض أعضاء المجموعة على سلفاكير نفسه، إذ وصفه زيف في إحدى الاجتماعات بأنه "موغل في الجبن". وخلص التحقيق إلى أن اقتراحات أعضاء المجموعة التي حصلت على أموال كبيرة من حكومة جوبا لم تطبّق بفعل تردّد سلفاكير.

مع العلم أن لجنة برلمانية إسرائيلية ومنظمات حقوقية دولية، قد اتهمت الحكومة الإسرائيلية بتزويد جيش جنوب السودان بسلاح وتقنيات عسكرية. وفي هذا الصدد، قالت عضو الكنيست تمار زيندبيرغ من حركة "ميريتس"، إن "السلاح الذي تزوّده إسرائيل لجنوب السودان يستخدم في تنفيذ عمليات الاغتصاب الجماعي التي يرتكبها جيش سلفاكير". كما نقلت صحيفة "هآرتس" أخيراً عن زيندبيرغ قولها إن "إسرائيل تبرر إمداد جنوب السودان بالسلاح رغم انتهاكها حقوق الإنسان، بالخدمات الأمنية التي تقدمها جوبا لها، لا سيما في مجال مراقبة عمليات تهريب السلاح إلى حماس وحزب الله التي تتم عبر السودان".


المساهمون