شبح "الحرب التجارية العالمية" خيّم على اجتماعات "مجموعة العشرين"

21 مارس 2018
اجتماعات مجموعة العشرين اختتمت أعمالها أمس (فرانس برس)
+ الخط -
قال وزير المالية الألماني، أولاف شولز، للصحافيين العائدين معه من بوينس أيرس، إن المخاوف من حرب تجارية عالمية هيمنت على اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين، هذا الأسبوع.

وأضاف شولز، وفقا لوكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، أن غالبية كبيرة من المشاركين عبّروا عن القلق من مزيد من التصعيد في أعقاب إعلان الولايات المتحدة عن رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، وأكدوا أهمية مواصلة التحذير من "النزعات الحمائية"، مشيرا إلى أنه أجرى مناقشات مع مسؤولين أميركيين و"ذلك علامة على الأقل على بعض التقدم".

من جهته، تحدث وزير الاقتصاد الألماني، بيتر التماير، بلهجة متفائلة بعد اجتماعات مع مسؤولين أميركيين، من بينهم وزير التجارة ويلبور روس، والممثل التجاري روبرت لايتهايزر.

وكتب التماير على "تويتر": "في طريق العودة من واشنطن، مناقشات جيدة مع روس ولايتهايزر وأعضاء في مجلس الشيوخ وشركات. الاتفاق ممكن إذا كنا نريد ذلك".

كان وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، قد أكد، أمس الثلاثاء، بعد انتهاء الاجتماعات أن أوضاع التجارة غير العادلة ووفرة إنتاج الصلب هما السببان الأساسيان للتوترات الدولية بشأن التجارة. وقال لومير "هذا الاجتماع لمجموعة العشرين كان مفيدا فعلا، لأنه ساعدنا في فهم الصعوبات التي تواجهها كل دولة، وساعدنا في اتخاذ مسار.. خطوة في الاتجاه الصحيح"، مضيفا أن مجموعة العشرين اعترفت بمشكلة الطاقة الإنتاجية الفائضة في الصلب، ومضى قائلا "أوضاع التجارة غير العادلة هي أيضا سبب أساسي لما نواجهه من صعوبات".

وقال الوزير الفرنسي إن من المهم للغاية تفادي أي خيار أحادي قد يعرّض النمو للخطر، مثل إجراءات الحماية التجارية.

وكان وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشن، قد أعلن، في ختام اجتماع لوزراء مالية دول مجموعة العشرين، والذي انعقد يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، في بوينس أيرس، أن بلاده لا تخشى حربا تجارية، مع تأكيدها أنها لا تسعى إليها.

وقال منوتشن، في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه نحو 15 وزير مالية "علينا أن نكون جاهزين للتدخل للدفاع عن قيام تبادل حر متوازن لما فيه مصلحة الولايات المتحدة". وأضاف الوزير الأميركي، وفقا لوكالة "فرانس برس"، أن الحرب التجارية "ليست هدفا لنا إلا أننا لا نخشاها"، مستعيدا بذلك كلمات سبق أن استخدمها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

وتابع منوتشن "المسألة ليست عبارة عن نزعة حمائية، بل تبادل حر يكون متوازنا"، كما دعا الصين إلى فتح أسواقها أمام الشركات الأميركية. وأكد منوتشن أنه أجرى محادثات "إيجابية" في بوينس أيرس، ولم يكشف ما إذا كانت هناك دول أخرى غير كندا والمكسيك ستعفى من الرسوم على الصلب والألمنيوم، كما يطالب الأوروبيون. وختم قائلا إن "المحادثات قائمة وننتظر الرئيس ليتخذ قراره سريعا".

ومن المنتظر أن يبدأ العمل الجمعة بفرض رسوم بقيمة 25% على واردات الصلب، و10% على واردات الألمنيوم، في الوقت الذي قالت فيه المفوضية الأوروبية إنه إذا لم يتم إعفاء الاتحاد الأوروبي من الرسوم، فإنها ستفرض رسوما جمركية انتقامية بنسبة 25% على مجموعة واسعة من المنتجات الأميركية.

على الصعيد ذاته، قالت جمعية الصلب الأوروبية (يوروفير)، أمس الثلاثاء، إن واردات الصلب إلى الاتحاد الأوروبي ارتفعت، قبل سريان الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المعادن، ودعت زعماء الاتحاد إلى اتخاذ إجراءات لحماية الوظائف.

وقال أكسيل إجريت، مدير عام يوروفير، وفقا لـ"رويترز"، إننا "نشهد بالفعل تأثيرات إعلان ترامب. في الشهرين الأولين من هذا العام قفزت الواردات بنسبة 12% عن المستويات التاريخية المرتفعة المسجلة في 2016-2017". ويستورد الاتحاد الأوروبي حوالي 40 مليون طن من الصلب كل عام.

وتقدر يوروفير أن ما يصل إلى 13 مليون طن من الصلب الذي كان سيذهب إلى الولايات المتحدة قد يعاد توجيهه بسبب الرسوم الجمركية التي أمر بها ترامب، وتقول إن معظمه قد يتجه إلى أسواق الاتحاد الأوروبي. وتريد جمعية الصلب من الاتحاد الأوروبي أن يفرض إجراءات "وقائية" لتقييد واردات منتجات الصلب التي تشملها الرسوم الجمركية الأميركية إلى مستويات الأعوام القليلة الماضية.

ويعمل حوالي 320 ألف شخص بشكل مباشر في قطاع الصلب بالاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ملايين آخرين يعملون بشكل غير مباشر.

(العربي الجديد)

المساهمون