لا أريد أن أبدو عميقاً
فهذا الشيء أصبح مثيراً للسخرية
وقد يَلقى الكثيرُ حتفهم داخلي
فقط لأنهم يحبّون المغامرة..
ولا أريد أن أطفو على السطح
لأنني أكره أن أظهرَ للجميع
فتلتقطني يدٌ
وترميني من جديد
لأنها كانت تستحقُّ شيئاً أفضل..
أو لأنها تعوّدت على أن تكون فارغة.
علّموني أيّها الانتهازيون
طريقة سهلة
لأُمسكَ العصا من النصف
والفكرة من النصف
والأمل من النصف
مع أنِّي لا أملكُ شيئاً...
حتى اليَد
والحيلة.
هذه اللحظة ضيّقة
تجعلني أشكّ في كلّ شيء جميل فعلتُه
تجعلُ قلبي يتقلص
ولا يتسعُ للأشياء التي كدّستُها فيه
هذه اللحظة بأربعة جدران
داخلها أتقدَّمُ في السنِّ عشرات الأعوام
ولم يخطر ببالي أن أراني هكذا
وحيداً...
بكاملِ أناقتي..
وتجاعيدي.
لا أجدُ نفسي مصدوماً
في أي مرَّةٍ
حتى وإن كانت الصدمة
بقوّة قطيعٍ كاملٍ من الأحصنة...
ليسَ لأني أتوقعُ أي شيءٍ
أكثر من العَرَّاف
وأقل من المتشائم في آخر روايةٍ قرأتُها...
ولكن لأني شبحٌ
بذهنٍ شاردٍ
يساعدني على البقاء مُختَصَراً
كنعيّ في جريدة.
"وبلا فخر"
أنا ممن منَحَتهم الحياةُ رتبة "غريب"
بعد أن ضعتُ في غابة
ووُجِدتُ في خُرافة
على هيئة ضفدع
ينتظرُ مُتشرّدةً تهربُ من المطر
وتجلس بجانبه
تحت شجرة ملعونة...
أنا عكس التوقّعات
والأغصان اليابسة
التي لا تشيرُ إلى أشياء نعرفها
أو إلى أعداء لا نعرفهم...
أنا الصفر الأول
في رقم مهول من الجياع،
والسؤال الذي لم يعد وجيهاً
بعد أن تعبت الإجابات من الانتظار.
* شاعر من اليمن