لم يختر شاكر الله خان أن يكون مصلّحاً للدراجات وعربات "الركشة". الصدفة وحدها قادته إلى هذه المهنة، وبرع فيها على الرغم من شلله
قرّر شاكر الله خان، وهو شاب باكستاني، تحدّي الإعاقة. تعلّم مهنة إصلاح الدرّاجات وعربات "الركشة". في الوقت الحالي، يعمل طوال النهار لتأمين كل احتياجات عائلته. يقول بعض أصدقائه بأنه "قدوة"، هو الذي رفض الاستسلام لما ألمّ به، وقد أثبت أنه قادر على العمل. يرى أن صبره ومثابرته كانا السبب الحقيقي لتجاوز أزمته.
كان عمره ثلاث سنوات فقط حين أصيب بالشلل في رجليه. في ذلك الوقت، لم يعرف والده إمداد الله خان السبب الحقيقي لإصابة ابنه بالشلل. يقول إن الأطباء الذين عجزوا عن تشخيص حالته نصحوه بالسفر إلى الخارج. إلا أن الوضع المادي الصعب منعه حتى من الذهاب إلى العاصمة كراتشي، فكيف بالسفر إلى الخارج؟
يبكي الوالد حين يتحدّث عن إصابة ابنه بالشلل قبل 24 عاماً. يشير إليه بيد ترتجف، ويقول: "حين أصيب بالشلل، أخبرني الأطباء في بيشاور أنه لا يمكن علاجه هنا ولا بد من السفر إلى الخارج. في ذلك الوقت، شعرت ووالدته بأن حياتنا قد انتهت، ولم أكن أعرف أنه سيكون السبب الرئيسي في حبي للحياة، وهذا ما كنت أختبره معه يومياً".
في الصباح الباكر، وبعد تناول الفطور، يهرع الوالد إلى دكان ابنه. اعتاد أن يحضر له الفطور الذي تعده له والدته. يبقى معه لبعض الوقت إلى حين انتهائه من تناول فطوره، قبل البدء بمساعدته في عمله.
ولد خان (27 عاماً) في مدينة تيكسلا القريبة من مدينة راولبندي. لم يكن يشكو من أي مرض. فرحة والده ووالدته به لم تدم طويلاً، بعدما أصيب بالشلل في قدميه وهو في الثالثة من عمره فقط. بذلا كل ما في وسعهما لعلاجه إلا أن جهودهما باءت بالفشل. ولم يكن من خيار أمامهما غير التعايش مع هذا الواقع الجديد. يضايقه أنه لم يكن قادراً على معالجته في الخارج استجابة لنصائح الأطباء بسبب حالته المادية الصعبة، مشيراً إلى أنه كان يعمل مزارعاً في حقول الآخرين، وكان بالكاد قادراً على تأمين الطعام وغيرها من الاحتياجات الأساسية لأسرته. يقول: "رضيت بقضاء الله وقدره. في ذلك الوقت، فكّرت أن ابني قد يتحوّل إلى عبء، خصوصاً أنه يحتاج إلى رعاية خاصة بسبب وضعه الصحي. لكنني لم أكن أعرف أنه سيصبح قدوة لكثيرين".
من جهته، يقول خان إنه كان في السادسة من عمره حين ذهب إلى المدرسة. كان والداه يتناوبان على مرافقته في الصباح وعند الظهيرة. درس حتى الصف الخامس ابتدائي "بسبب الظروف الصعبة". بعدها، بدأ يتعلم مهنة إصلاح الدراجات النارية وعربات الركشة. وبعد سنوات عدة، ونتيجة إصراره وأستاذه، تعلّم المهنة، وبات قادراً على تعليم آخرين.
اقــرأ أيضاً
ما زال يذكر اليوم الأول الذي توجه فيه إلى العمل. يقول: "اصطحبني أحد زملائي إلى مصلّح الدراجات النارية وعربات الركشة في المدينة. للوهلة الأولى، رفض أن يعلّمني، ظناً منه أنني لن أكون قادراً على التعلم بسبب إصابتي بالشلل. لكن بعد إصراري، وافق على تعليمي".
بعد أيام، لاحظ الأستاذ أن تلميذه في غاية الذكاء، وأنه يتعلّم بسرعة. على مدى أعوام عدة، عمل في المكان نفسه في مقابل راتب زهيد لا يكفي لسد احتياجات المنزل، في وقت لم يعد والده قادراً على الاستمرار في عمله. لذلك، فضل ترك العمل وفتح محلّه الخاص.
في بادئ الأمر، واجه صعوبات كثيرة. إلا أن عدداً من رفاقه ساعدوه على تجاوز هذه المرحلة الصعبة. وصار معظم أبناء وشباب قريته يأتون إليه بالدراجات النارية وعربات الركشة لإصلاحها بهدف مساعدة الشباب. يقول: "في البداية، كان والدي يساعدني في نقل الأغراض من مكان إلى آخر، بالإضافة إلى فتح وإغلاق الدكان. في وقت لاحق، وبعدما صار لدي الكثير من العمل، بدأ بعض تلاميذي يساعدونني في مقابل حصولهم على رواتب. وبدا الأمر جيداً بالنسبة للجميع". هكذا، صار وضعه المعيشي أفضل، وصار كثيرون من شباب القرية يعملون معه، علماً أن معظمهم فقراء.
يقول إن حياته لم تكن سهلة على الاطلاق، وذلك بسبب إصابته بالشلل من جهة، بالإضافة إلى فقر أسرته من جهة أخرى. وفي الوقت الحالي، يسعى إلى مساعدة الفقراء من أبناء قريته، بالإضافة إلى آخرين يعانون من مشاكل صحية. برأيه، "ليس هناك أفضل من أن يكونوا قادرين على تعلم مهنة".
وعن سبب اختياره لهذه المهنة، يشير إلى أنها الصدفة "لم يكن لدي أي رغبة في تعلّم هذه المهنة أو غيرها"، موضحاً أنها كانت المهنة الوحيدة المتاحة. لذلك، قرر استغلال هذه الفرصة، وهذا ما فعله. يحب دائماَ أن يشكر والده وزملاءه وكل من ساعده في هذا المجال. يضيف أنه يسعى إلى تأمين راحة والديه، من دون أن ينسى الفقراء والمعوقين في قريته.
اقــرأ أيضاً
قرّر شاكر الله خان، وهو شاب باكستاني، تحدّي الإعاقة. تعلّم مهنة إصلاح الدرّاجات وعربات "الركشة". في الوقت الحالي، يعمل طوال النهار لتأمين كل احتياجات عائلته. يقول بعض أصدقائه بأنه "قدوة"، هو الذي رفض الاستسلام لما ألمّ به، وقد أثبت أنه قادر على العمل. يرى أن صبره ومثابرته كانا السبب الحقيقي لتجاوز أزمته.
كان عمره ثلاث سنوات فقط حين أصيب بالشلل في رجليه. في ذلك الوقت، لم يعرف والده إمداد الله خان السبب الحقيقي لإصابة ابنه بالشلل. يقول إن الأطباء الذين عجزوا عن تشخيص حالته نصحوه بالسفر إلى الخارج. إلا أن الوضع المادي الصعب منعه حتى من الذهاب إلى العاصمة كراتشي، فكيف بالسفر إلى الخارج؟
يبكي الوالد حين يتحدّث عن إصابة ابنه بالشلل قبل 24 عاماً. يشير إليه بيد ترتجف، ويقول: "حين أصيب بالشلل، أخبرني الأطباء في بيشاور أنه لا يمكن علاجه هنا ولا بد من السفر إلى الخارج. في ذلك الوقت، شعرت ووالدته بأن حياتنا قد انتهت، ولم أكن أعرف أنه سيكون السبب الرئيسي في حبي للحياة، وهذا ما كنت أختبره معه يومياً".
في الصباح الباكر، وبعد تناول الفطور، يهرع الوالد إلى دكان ابنه. اعتاد أن يحضر له الفطور الذي تعده له والدته. يبقى معه لبعض الوقت إلى حين انتهائه من تناول فطوره، قبل البدء بمساعدته في عمله.
ولد خان (27 عاماً) في مدينة تيكسلا القريبة من مدينة راولبندي. لم يكن يشكو من أي مرض. فرحة والده ووالدته به لم تدم طويلاً، بعدما أصيب بالشلل في قدميه وهو في الثالثة من عمره فقط. بذلا كل ما في وسعهما لعلاجه إلا أن جهودهما باءت بالفشل. ولم يكن من خيار أمامهما غير التعايش مع هذا الواقع الجديد. يضايقه أنه لم يكن قادراً على معالجته في الخارج استجابة لنصائح الأطباء بسبب حالته المادية الصعبة، مشيراً إلى أنه كان يعمل مزارعاً في حقول الآخرين، وكان بالكاد قادراً على تأمين الطعام وغيرها من الاحتياجات الأساسية لأسرته. يقول: "رضيت بقضاء الله وقدره. في ذلك الوقت، فكّرت أن ابني قد يتحوّل إلى عبء، خصوصاً أنه يحتاج إلى رعاية خاصة بسبب وضعه الصحي. لكنني لم أكن أعرف أنه سيصبح قدوة لكثيرين".
من جهته، يقول خان إنه كان في السادسة من عمره حين ذهب إلى المدرسة. كان والداه يتناوبان على مرافقته في الصباح وعند الظهيرة. درس حتى الصف الخامس ابتدائي "بسبب الظروف الصعبة". بعدها، بدأ يتعلم مهنة إصلاح الدراجات النارية وعربات الركشة. وبعد سنوات عدة، ونتيجة إصراره وأستاذه، تعلّم المهنة، وبات قادراً على تعليم آخرين.
ما زال يذكر اليوم الأول الذي توجه فيه إلى العمل. يقول: "اصطحبني أحد زملائي إلى مصلّح الدراجات النارية وعربات الركشة في المدينة. للوهلة الأولى، رفض أن يعلّمني، ظناً منه أنني لن أكون قادراً على التعلم بسبب إصابتي بالشلل. لكن بعد إصراري، وافق على تعليمي".
بعد أيام، لاحظ الأستاذ أن تلميذه في غاية الذكاء، وأنه يتعلّم بسرعة. على مدى أعوام عدة، عمل في المكان نفسه في مقابل راتب زهيد لا يكفي لسد احتياجات المنزل، في وقت لم يعد والده قادراً على الاستمرار في عمله. لذلك، فضل ترك العمل وفتح محلّه الخاص.
في بادئ الأمر، واجه صعوبات كثيرة. إلا أن عدداً من رفاقه ساعدوه على تجاوز هذه المرحلة الصعبة. وصار معظم أبناء وشباب قريته يأتون إليه بالدراجات النارية وعربات الركشة لإصلاحها بهدف مساعدة الشباب. يقول: "في البداية، كان والدي يساعدني في نقل الأغراض من مكان إلى آخر، بالإضافة إلى فتح وإغلاق الدكان. في وقت لاحق، وبعدما صار لدي الكثير من العمل، بدأ بعض تلاميذي يساعدونني في مقابل حصولهم على رواتب. وبدا الأمر جيداً بالنسبة للجميع". هكذا، صار وضعه المعيشي أفضل، وصار كثيرون من شباب القرية يعملون معه، علماً أن معظمهم فقراء.
يقول إن حياته لم تكن سهلة على الاطلاق، وذلك بسبب إصابته بالشلل من جهة، بالإضافة إلى فقر أسرته من جهة أخرى. وفي الوقت الحالي، يسعى إلى مساعدة الفقراء من أبناء قريته، بالإضافة إلى آخرين يعانون من مشاكل صحية. برأيه، "ليس هناك أفضل من أن يكونوا قادرين على تعلم مهنة".
وعن سبب اختياره لهذه المهنة، يشير إلى أنها الصدفة "لم يكن لدي أي رغبة في تعلّم هذه المهنة أو غيرها"، موضحاً أنها كانت المهنة الوحيدة المتاحة. لذلك، قرر استغلال هذه الفرصة، وهذا ما فعله. يحب دائماَ أن يشكر والده وزملاءه وكل من ساعده في هذا المجال. يضيف أنه يسعى إلى تأمين راحة والديه، من دون أن ينسى الفقراء والمعوقين في قريته.