"الحاجة أم الاختراع"، ربما كانت هذه الفكرة هي التي قادت الشاب العشريني اليمني، أحمد الحبيشي، إلى ابتكار السكن فوق شجرة بأحد شوارع العاصمة صنعاء، بعد أن حاصرته الظروف الاقتصادية الصعبة. بعيداً عن أعين الناس، قرر أحمد الهروب إلى إحدى الأشجار، وأنشأ عليها غرفته الصغيرة من الكراتين والخشب، بعد أن كان قد حاول نصب خيمة له في الشارع الذي كان يستأجر فيه حتى فترة قريبة محلاً تجارياً ويقيم فيه. ولكنه لم يعد يستطع دفع الإيجار، وهو ما تسبب في خروجه منه الشارع، والبحث عن مأوى جديد له. يبتسم أحمد، ويقول بأنه سعيد في غرفته الجديدة على الشجرة، وأصبح يرتبط بها كثيراً، حيث يحتفظ فيها بكل أدواته الخاصة، والأهم من ذلك أنه بعيد عن نظرات الناس، ولا يستطيع المارة في الشارع ملاحظته وهو في الداخل إلا عند تركيزهم. ولم يتردد أحمد في إضافة مصابيح الكهرباء إلى غرفته على الشجرة. وكما قام بفتح وتخصيص نوافذ للتهوية وترتيب المكان رغم بساطته. ولكن تواجه أحمد مشكلة الأمطار والبرد أحياناً، وأصوات السيارات المزعجة، وحاول ابتكار حلول على طريقته لذلك من خلال أغطية بلاستيكية للمكان وحمايته من البرد وتسرب المياه.
اقــرأ أيضاً
وعلى مقربة من الشجرة التي اتخذ منها أحمد مسكناً له توجد لعبة "الجيم" (soccer table) الخاصة به، والتي يعتمد عليها مصدر دخل يومي له ولعائلته. يقول أحمد في فيديو مصور تداوله ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن حتى طاولة لعبة الجيم في الواقع لا يملكها ويدفع إيجارها مقابل العمل بها. فكرة أحمد باللجوء إلى السكن والنوم على الشجرة، وكذلك بساطته، دفع الكثير من المغتربين اليمنيين إلى التعاطف معه وإبداء استعدادهم لمساعدته في إيجاد مكان مناسب ينتقل إليه ويستقر فيه على نفقتهم، وكذلك التكفل بشراء طاولة لعبة جيم خاصة به. ولاقت قصة أحمد تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أبدى بعضهم انبهاره بفكرة وإصرار الشاب أحمد، وهناك من ذهب للتعليق على الوضع الذي وصل إليه حال الشباب اليمني جراء الأزمة التي تعصف ببلادهم منذ أربعة أعوام.