سياسيّون عراقيون يجنّدون صحافيين وناشطين لدعاياتهم الانتخابية

09 مارس 2018
(مهند فلاعة/Getty)
+ الخط -
مع بدء العد العكسي للانتخابات البرلمانية المقرر أن تجري بالعراق، في الثاني عشر من مايو/أيار المقبل، يتّبع سياسيّون عراقيّون سبلاً مختلفة لـ"الظفر بأصوات الناخبين". ومن بين هذه السبل، الاستعانة بصحافيين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، للترويج لدعاياتهم الانتخابية التي انطلقت باكراً.
وللبرامج التي يقدمها إعلاميون جمهور لا بأس به، بينما أصبحت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي يتابعها الآلاف محطّ أطماع المرشحين للانتخابات، الذين حرّكوا أحزابهم لاحتواء هؤلاء، وذلك بحسب الإعلامي العراقي، علاء اللامي، الذي أكد لـ"العربي الجديد" أنّ الأيام الأخيرة شهدت انطلاق برامج انتخابية تركّز على ما تصفه بـ"إنجازات السياسيين العراقيين"، متسائلاً عن "أي إنجاز يتحدثون والعراق عاد إلى الوراء عشرات السنين؟".
وأضاف اللامي "مديرو أخبار ومحررون في عدد من الصحف المحلية شملتهم أيضاً موجة الترويج لبعض المرشحين"، مبيناً أنّ هذا الأمر قد يكون عادياً خلال فترة الانتخابات، لكنه هذه المرة يختلف، لأنه شمل عدداً كبيراً من الإعلاميين.
وتابع "ليس الإعلاميون وحدهم هم المستهدفين، بل المحللون السياسيون والناشطون"، موضحاً أنّ محللاً أمنياً أطلق أخيراً منشورات مديحٍ لوزراء ومحافظين وسياسيين قال إنّهم يتمتّعون بـ"كاريزما القيادة"، على الرغم من إقالة أحد هؤلاء الوزراء، بسبب تهم فساد، وتقديم طلب برلماني آخر للاستجواب.
وهذا ما دفع أستاذ الإعلام في جامعة بغداد، حسن كاظم، إلى وصف بعض المؤسسات الإعلامية العراقية بـ "الدكاكين التي تبيع لمن يدفع أكثر"، موضحاً لـ "العربي الجديد" أنّ بعض البرامج التلفزيونية تحولت إلى منصات لعقد الصفقات.
وأضاف "بعض الإعلاميين تحوّلوا إلى تجار، وبعضهم الآخر انجرّ للترشح للانتخابات"، مبيناً أنّ المبالغ التي يتقاضاها بعض الإعلاميين ومديري القنوات خياليّة، لا سيما إذا ما تضمنت تسقيطاً لوزير أو برلماني أو جهة سياسية.
وتابع "في كلّ يوم نُصدَم بشيء جديد متعلق بالإعلام العراقي الذي بدأ يفقد بريقه منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، وفتح هذا المجال على مصراعيه أمام الجميع من دون قيود ولا رقابة"، محذرًا من تعرّض السلطة الرابعة في العراق إلى نكسةٍ كبيرة في ظلّ ما يحدث.
أما عضو اتحاد الصحافيين العراقيين، خالد الهاشمي، فعاب على إدارات المؤسسات الإعلامية التي تقبل بعمل صحافيين مأجورين، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أنّ "هذا الصمت ليس له إلا تفسير واحد، وهو تواطؤ هذه المؤسسات مع برامج بعض السياسيين".
وأشار إلى فقدان الثقة بكثير من الإعلاميين والخبراء والمحلّلين السياسيين الذين تحولوا فجأةً من خطاب الإشادة بالنصر على تنظيم "داعش" الإرهابي إلى الترويج العلني لأسماء مرشحين للانتخابات، مبيناً أنّ الخاسر الأكبر من ذلك هو سمعة المؤسسات الإعلاميّة العراقيّة، والأوساط الجماعيّة التي يدّعي كثير من المحللين انتماءهم إليها.
المساهمون