انطلقت في الجزائر، اليوم الإثنين، جولة ثانية من الحوار الليبي، بمشاركة أكثر من عشرين شخصية سياسية من قادة أحزاب ومستقلين، لبحث تشكيل حكومة وحدة وطنية، وسبل وقف العنف، بحسب ما ذكرت وكالة "الأناضول".
وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما: الحكومة المؤقتة، المنبثقة عن مجلس النواب الذي يعقد جلساته في مدينة طبرق، ومقرها مدينة البيضاء، وحكومة الإنقاذ، المنبثقة عن "المؤتمر الوطني العام"، ومقرها العاصمة طرابلس.
وترأس جلسة الافتتاح، نائب وزير الخارجية الجزائري المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية، عبد القادر مساهل، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، بحضور سفراء من دول جوار ليبيا.
وقال مساهل في كلمة له خلال افتتاح الاجتماع، المقرر أن ينتهي غداً الثلاثاء، إن "الجزائر تدعو كل الأشقاء إلى تغليب المصلحة العليا للشعب الليبي، وأن تكون في مستوى التضحيات الجسام التي قدمها بنات وأبناء ليبيا، وأن يوحدوا جهودهم ويخلصوا النية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية"، مضيفاً "أناشد الأشقاء في ليبيا وضع حد للاقتتال ووقف إطلاق النار، كما دعا إليه مجلس الأمن".
وتابع أن "عدو ليبيا هو الإرهاب وعدم الاستقرار والفوضى، وكل هذه المعضلات يستوجب التصدي لها بالوحدة".
من جهته، أكد ليون أن الجزائر "بذلت جهوداً حثيثة للوصول إلى عقد هذا الاجتماع.. ويجب علينا إرسال رسالة إلى الذين يتحاربون بأن يعطونا فرصة لإيجاد حل سياسي يتيح لجميع الليبيين العيش معاً"، مضيفاً "نحن هنا اليوم لإرسال رسالة قوية بأنه لا مزيد من القتل في ليبيا، وسنستمع لآراء المشاركين حول الوثائق، وسنناقش الأوضاع على الأرض".
ولم يكشف عن مضمون الوثائق التي تتم مناقشتها في اجتماع مغلق بدأ عقب كلمات الافتتاح.
وأعلنت البعثة الأممية في ليبيا، في بيان لها أمس الأحد، أن هذا الاجتماع على قدر كبير من الأهمية، حيث ستتاح خلاله الفرصة أمام قيادات الأحزاب السياسية والنشطاء لتحليل وإثراء الوثائق التي تتم مناقشتها.
وتوجت الجولة الأولى من الحوار، يوم 10 مارس/آذار الماضي، ببيان سمي "إعلان الجزائر"، جاء في شكل وثيقة من 11 نقطة تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والتمسك بحل سياسي للأزمة يبدأ بتشكيل حكومة توافقية من الكفاءات وترتيبات أمنية تضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاب التشكيلات المسلحة من كافة المدن الليبية ووضع جدول زمني لجمع السلاح.
وبموازة الحوار الليبي في الجزائر، تستضيف المغرب حواراً بين ممثلين عن "المؤتمر الوطني العام" ومجلس النواب، ضمن مساع إقليمية ودولية لإنهاء الأزمة التي تعصف بالبلد العربي الغني بالنفط.
اقرأ أيضاً: ليبيا: تشديد الإجراءات الأمنية بطرابلس بعد تزايد الهجمات