تتعاظم أهمية تطبيق "تيليغرام" في إيران، حيث يلجأ إليه المستخدمون الذين يعانون من الحجب والرقابة على الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الأكثر انتشاراً، كـ"فيسبوك" و"تويتر". ويستخدم الإيرانيون تطبيق التراسل لمشاركة المعلومات والوصول إليها. لكنّ المستخدمين الذين يبلغ عددهم حوالى 20 مليوناً في البلاد، وبينهم من يلجأون إلى التطبيق لكتابة تقاريرهم والتواصل مع المصادر، قد يكونون تحت خطر كبير متعلق بتسوية للبيانات.
والتطبيق الذي أنشأه أخوان روسيان عام 2013، يصف نفسه على أنه آمن ويضمن الخصوصية كبديل لتطبيق "واتساب". لكنّ "واتساب" يضمن التشفير من النهاية إلى النهاية لجميع الرسائل بين المُرسِل والمرسَل إليه، في إجراء قام به مؤخراً، باستخدام نظام "سيغنال" الذي يصفه خبراء بأنه آمن جداً. ويبقى "تيليغرام" محطّ انتقادات، إذ إنّ الخبراء يرون أن معايير الخصوصيّة فيه غير مطبّقة بنسبة عالية.
وفي تقرير للجنة الدولية لحماية الصحافيين، يقول المدون الإيراني، الذي يقطن في الولايات المتحدة الأميركيّة، "فاهيد أونلاين" Vahid Online إنّ "مواقع التواصل في إيران كانت لتحوي على نفس نسب المستخدمين كالدول الأخرى إن كانت مفتوحة للمواطنين. لكن الإيرانيين فضّلوا (فيسبوك) و(تويتر)". و"فاهيد" يملك أكثر من 44 ألف متابع على حسابه على "تيليغرام"، حيث ينشر أهم الأخبار والتعليقات عليها، والتي غالباً ما تكون تغريدات أو منشورات من "فيسبوك" المحجوبة عن الإيرانيين.
ولعب "تيليغرام" دوراً فعالاً في المساهمة بنشر الأخبار لجمهور كبير عبر المجموعات في إيران. ويشير "فاهيد أونلاين" إلى أنّ هناك فئة من الإيرانيين التي لم تقتنِ حاسوباً، وليس لديها بريد إلكتروني لكنّها دخلت إلى عالم "تيليغرام". ويضيف: "كثير من فيديوهات (يوتيوب) المحجوبة نُشرت على (تيليغرام) وشاهدها الإيرانيون للمرة الأولى".
اقــرأ أيضاً
وكانت الانتخابات التشريعيّة، التي حصلت في إيران في فبراير/شباط الماضي دليلاً على أهمية "تيليغرام"، إذ لعب دوراً أساسياً في نشر الدعاية الانتخابيّة. ونشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية حينها تقريراً موسعاً عن الموضوع، أشارت فيه إلى أنّ المرشحين الإيرانيين لجأوا الى "تيليغرام" لنشر دعايتهم السياسية بسبب احتكار السلطة للإعلام. وذكرت الصحيفة أنّ حوالى 20 مليون شخص يستخدم التطبيق في البلاد، أي حوالى 1 من كل 4 أشخاص، وهو عدد أكبر من مستخدمي "واتساب" و"فيسبوك" و"تويتر" المحجوبين في البلاد.
وكان الإيرانيون يتواصلون عبر "فايبر" قبل أن تحجبه السلطات أيضاً. وأشارت الصحيفة إلى أنّ اجتماعاً عقد، أخيراً، لمناقشة حظر "تيليغرام"، إلا أنّ السلطات لم تجد سبباً لذلك بعد.
ونشر الرئيس الأسبق، محمد خاتمي، مقطع فيديو للتشجيع على الاقتراع حينها، لكنه ممنوع من الإعلام و"يوتيوب" محجوب، إلا أنّ الفيديو انتشر بشكل واسع على "تيليغرام".
ويستخدم الصحافيون ووسائل الإعلام الإيرانيّة الرسميّة، التطبيق، للوصول إلى الجمهور أيضاً. وأوضحت متابعة CPJ للمنشورات من الصحافيين الذين يعملون في مؤسسات رسميّة على "تيليغرام"، ليظهر أنّها تلتزم بسياسات الحجب والمحددات التي تعتمدها وسائل الإعلام الرسميّة، إنما استخدامهم للتطبيق يعود لرغبتهم في الوصول إلى الجمهور بطريقة أسرع.
وظهر هذا التناقض أوائل شهر مايو/أيار الماضي، عندما نشرت مجموعات "تيليغرام" صور رسامة الكاريكاتير، أتينا فارغاداني، والتي اعتُقلت منذ يناير/كانون الثاني من العام الماضي، بينما تم تجاهل الموضوع تماماً من قبل القنوات الرسميّة ووسائل الإعلام التقليديّة التابعة للدولة.
وبينما ساعد "تيليغرام" على فتح مجالات للرأي الآخر، إلا أنّ خبراء في الأمن الإلكتروني حذروا من أنّ العيوب في نظام الخصوصيّة تجعل منه خطِراً. ونقلت CPJ عن الباحثة الأمنية المستقلة، نيما فاطمي، التي تقطن في الولايات المتحدة الأميركية، إشارتها إلى أن "المحادثات العادية، والسائدة على التطبيق، ليست مشفرة من النهاية إلى النهاية، مما يعني أنّ إدارة (تيليغرام) وأي شخص آخر من الذين يُشاركون البيانات والمعلومات، يستطيعون قراءة وتخزين وتحليل والتلاعب أو حتى حجب المحادثات الخاصة بالمستخدمين".
وردّ رئيس فريق الدعم في "تيليغرام"، ماركوس را، على هذه التحذيرات، معتبراً أنّها "غير حقيقية". وقال إنّ خيار "المحادثات السرية" Secret Chat يستخدم التشفير من النهاية إلى النهاية، وبهذه الحالة لا يملك التطبيق إمكانيّة الولوج إلى المنشورات والرسائل، مؤكداً أن التطبيق لم يكشف أية بيانات خاصة بالمستخدمين منذ تاريخ إنشائه.
لكن فاطمي أكدت أنه في حال تعرض خوادم "تيليغرام" لأي نوع من الأذى أو الاختراق، فإن بيانات ملايين المستخدمين ستكون في الهواء، مضيفةً: "نعرف مما كشفه إدوارد سنودن ومن جميع حوادث الاختراق الكبيرة، أن لا وجود لأي حاسوب يُمكن حمايته بشكل كامل، خصوصاً إذا كان مثيراً ويحتوي على ملايين المعلومات والبيانات".
اقــرأ أيضاً
وتُصنّف CPJ إيران بين الدول العشر الأكثر ممارسةً للرقابة حول العالم، مع حجب السلطات الملايين من مواقع الأخبار ومنصات التواصل الاجتماعي، وتُمارس اعتقالات تعسفية لإسكات المعارضين. كما تُصنفها اللجنة كثالث أسوأ سجان للصحافيين حول العالم، بينما يتم اعتقال الصحافيين والناشطين بسبب مناشيرهم على مواقع التواصل.
والتطبيق الذي أنشأه أخوان روسيان عام 2013، يصف نفسه على أنه آمن ويضمن الخصوصية كبديل لتطبيق "واتساب". لكنّ "واتساب" يضمن التشفير من النهاية إلى النهاية لجميع الرسائل بين المُرسِل والمرسَل إليه، في إجراء قام به مؤخراً، باستخدام نظام "سيغنال" الذي يصفه خبراء بأنه آمن جداً. ويبقى "تيليغرام" محطّ انتقادات، إذ إنّ الخبراء يرون أن معايير الخصوصيّة فيه غير مطبّقة بنسبة عالية.
وفي تقرير للجنة الدولية لحماية الصحافيين، يقول المدون الإيراني، الذي يقطن في الولايات المتحدة الأميركيّة، "فاهيد أونلاين" Vahid Online إنّ "مواقع التواصل في إيران كانت لتحوي على نفس نسب المستخدمين كالدول الأخرى إن كانت مفتوحة للمواطنين. لكن الإيرانيين فضّلوا (فيسبوك) و(تويتر)". و"فاهيد" يملك أكثر من 44 ألف متابع على حسابه على "تيليغرام"، حيث ينشر أهم الأخبار والتعليقات عليها، والتي غالباً ما تكون تغريدات أو منشورات من "فيسبوك" المحجوبة عن الإيرانيين.
ولعب "تيليغرام" دوراً فعالاً في المساهمة بنشر الأخبار لجمهور كبير عبر المجموعات في إيران. ويشير "فاهيد أونلاين" إلى أنّ هناك فئة من الإيرانيين التي لم تقتنِ حاسوباً، وليس لديها بريد إلكتروني لكنّها دخلت إلى عالم "تيليغرام". ويضيف: "كثير من فيديوهات (يوتيوب) المحجوبة نُشرت على (تيليغرام) وشاهدها الإيرانيون للمرة الأولى".
وكان الإيرانيون يتواصلون عبر "فايبر" قبل أن تحجبه السلطات أيضاً. وأشارت الصحيفة إلى أنّ اجتماعاً عقد، أخيراً، لمناقشة حظر "تيليغرام"، إلا أنّ السلطات لم تجد سبباً لذلك بعد.
ونشر الرئيس الأسبق، محمد خاتمي، مقطع فيديو للتشجيع على الاقتراع حينها، لكنه ممنوع من الإعلام و"يوتيوب" محجوب، إلا أنّ الفيديو انتشر بشكل واسع على "تيليغرام".
ويستخدم الصحافيون ووسائل الإعلام الإيرانيّة الرسميّة، التطبيق، للوصول إلى الجمهور أيضاً. وأوضحت متابعة CPJ للمنشورات من الصحافيين الذين يعملون في مؤسسات رسميّة على "تيليغرام"، ليظهر أنّها تلتزم بسياسات الحجب والمحددات التي تعتمدها وسائل الإعلام الرسميّة، إنما استخدامهم للتطبيق يعود لرغبتهم في الوصول إلى الجمهور بطريقة أسرع.
وظهر هذا التناقض أوائل شهر مايو/أيار الماضي، عندما نشرت مجموعات "تيليغرام" صور رسامة الكاريكاتير، أتينا فارغاداني، والتي اعتُقلت منذ يناير/كانون الثاني من العام الماضي، بينما تم تجاهل الموضوع تماماً من قبل القنوات الرسميّة ووسائل الإعلام التقليديّة التابعة للدولة.
وبينما ساعد "تيليغرام" على فتح مجالات للرأي الآخر، إلا أنّ خبراء في الأمن الإلكتروني حذروا من أنّ العيوب في نظام الخصوصيّة تجعل منه خطِراً. ونقلت CPJ عن الباحثة الأمنية المستقلة، نيما فاطمي، التي تقطن في الولايات المتحدة الأميركية، إشارتها إلى أن "المحادثات العادية، والسائدة على التطبيق، ليست مشفرة من النهاية إلى النهاية، مما يعني أنّ إدارة (تيليغرام) وأي شخص آخر من الذين يُشاركون البيانات والمعلومات، يستطيعون قراءة وتخزين وتحليل والتلاعب أو حتى حجب المحادثات الخاصة بالمستخدمين".
وردّ رئيس فريق الدعم في "تيليغرام"، ماركوس را، على هذه التحذيرات، معتبراً أنّها "غير حقيقية". وقال إنّ خيار "المحادثات السرية" Secret Chat يستخدم التشفير من النهاية إلى النهاية، وبهذه الحالة لا يملك التطبيق إمكانيّة الولوج إلى المنشورات والرسائل، مؤكداً أن التطبيق لم يكشف أية بيانات خاصة بالمستخدمين منذ تاريخ إنشائه.
لكن فاطمي أكدت أنه في حال تعرض خوادم "تيليغرام" لأي نوع من الأذى أو الاختراق، فإن بيانات ملايين المستخدمين ستكون في الهواء، مضيفةً: "نعرف مما كشفه إدوارد سنودن ومن جميع حوادث الاختراق الكبيرة، أن لا وجود لأي حاسوب يُمكن حمايته بشكل كامل، خصوصاً إذا كان مثيراً ويحتوي على ملايين المعلومات والبيانات".