تظهر معلومات خاصة حصلت عليها "العربي الجديد" من المعارضة السورية، أن قوات النظام تسعى من خلال عملياتها العسكرية شمال حلب إلى تحقيق هدفين استراتيجيين، أو أحدهما على الأقل خلال الأيام القليلة المقبلة، قبل تمكن المبعوث الأممي الخاص بسورية ستيفان دي مستورا، من تحقيق التوافق على خطة تجميد القتال التي اقترح أن تبدأ في مدينة حلب.
وتفيد المعلومات التي حصلت عليها قوات المعارضة، إثر التحقيقات التي أجرتها مع أحد ضباط النظام تمكنت من القبض عليه في منطقة حندرات شمال مدينة حلب وعدد من العناصر المحتجزين، أن الهدفين اللذين تسعى قوات النظام إلى تحقيقهما على الأرض في أقرب وقت هما فتح خط إمداد بري نحو بلدتي نبل والزهراء المواليتين للنظام السوري والمحاصرتين من قبل قوات المعارضة، والوصول إلى منطقة الكاستيلو مروراً بمنطقة الملاح الواقعة إلى الشرق من حريتان بهدف قطع آخر خطوط إمداد قوات المعارضة في حلب.
وفي التفاصيل، تسعى قوات النظام، بحسب المصادر التي كشفت المعلومات لـ"العربي الجديد"، إلى فتح خط إمداد بري لبلدتي نبل والزهراء المحاصرتين من قبل قوات المعارضة من خلال سعيها إلى بسط سيطرتها من منطقة حندارت التي تسيطر عليها حالياً شمال حلب، وصولاً إلى بلدة الزهراء، عبر إحكام القبضة على منطقة الملاح ومن ثم قرية حردتنين ومن ثم بلدة بيانون والكروم المحيطة بها، وصولاً إلى قرية معرستة ومن ثم بلدة الزهراء.
أما بخصوص حصار مناطق سيطرة المعارضة في حلب، فقد أفادت المصادر الخاصة بأن قوات النظام السوري ستواصل سعيها إلى بسط سيطرتها الكاملة على منطقة الملاح الاستراتيجية بالكامل والتي تقع في أقصى جنوبها تلال تشرف على خط إمداد قوات المعارضة في مدينة حلب، بالتوازي مع سعيها إلى تحقيق المزيد من التقدم نحو مخيم اللاجئين الفلسطينيين في حندرات، الذي يقع إلى الجنوب مباشرة من مناطق سيطرة قوات النظام في بلدة حندرات.
وستتمكن قوات النظام، في حال حققت أهدافها في السيطرة على مخيم اللاجئين الفلسطينيين، من إحراز المزيد من التقدم في منطقة البريج والمناشر القريبة من حي الإنذارات في مدخل مدينة حلب الشمالي الشرقي، والذي يحاول النظام الوصول إليه في ظل دفاع قوات المعارضة المستميت في المنطقة منذ أكثر من ستة أشهر.
وكانت قوات المعارضة قد شنّت هجوماً معاكساً منذ الثلاثاء الماضي في منطقة الملاح التي تسللت إليها قوات النظام أخيراً، وتمكنت من استعادة السيطرة على المزارع الجنوبية التي دخلتها قوات النظام منذ أيام، في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات في المنطقة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة في ظل سيطرة النظام على المزارع الشمالية في منطقة الملاح.
أما على جبهة حندرات، فقد تمكنت قوات النظام، المدعومة بمقاتلين من جنسيات عراقية ولبنانية، من استعادة السيطرة على تلتي هاكوب والفواز الواقعتين إلى الجنوب والجنوب الشرقي من البلدة، وذلك بحسب مصادر محلية في المنطقة. كما تمكنت قوات النظام من تعزيز تقدمها في المنطقة عبر سيطرتها على عدد قليل من المباني الواقعة في أقصى شمال مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين والواقع إلى الجنوب من بلدة حندارت شمال مدينة حلب.