سورية: معارك كرّ وفرّ في ريف حماة

21 سبتمبر 2014
عناصر من الشبيحة في حماة (فرانس برس)
+ الخط -

أفاد ناشطون ميدانيون بأنّ قوات النظام السوري استعادت خلال ساعات الصباح الأولى اليوم، الأحد، قرية الحماميات في ريف حماة الشمالي، بعد انسحاب مقاتلي المعارضة تحت وطأة القصف الكثيف. غير أنّ قائد المجلس العسكري في المحافظة، العميد أحمد برّي، أكّد أنّ هناك خطة لرصّ الصفوف، مع أنّ مشكلة الطيران الحربي تبقى معضلة الثوار.

وقال الناشط الإعلامي، أبو ورد، لـ "العربي الجديد"، إن "الثوار انسحبوا من حاجز الحماميات بعد قصف عنيف تعرّضت له المنطقة من الطيران الحربي والمروحي، مترافقاً مع قصف مدفعي وصواريخ من طراز أرض – أرض، مما أدى إلى مقتل عنصر من كتائب المعارضة وسقوط عدد من الجرحى".

يأتي ذلك بعد ساعات قليلة من سيطرة "الجيش الحر" و"كتائب إسلامية" على القرية، بعد قتل 20 جندياً من قوات النظام، وتدمير دبابتين. وتكمن أهمية السيطرة على الحماميات من خلال تدمير حاجزها، الذي يعد نقطة تمركز ضخمة لقوات النظام، خصوصاً في قصف بلدات وريف حماة. كما تعتبر القرية بوابة شرقية لقرية كرناز وريف حماة الشمالي.

من جهة ثانية، قال مدير مركز حماة الإعلامي، يزن شهداوي، لـ "العربي الجديد" إن "مقاتلي المعارضة استهدفوا بشكل مكثف مواقع النظام، في معسكر دير محردة، والسقيلبية، في ريف حماة الغربي، بصواريخ (غراد)، مما أسفر عن مقتل عدد من لجان الدفاع الوطنية".

وشهد اليومان الماضيان استعادة قوات المعارضة تل ملح وقرية الزلاقيات، وفك الحصار عن قرية التريمسة، بعد قتل 25 عنصراً من قوات النظام، وأسر عدد آخر، والاستيلاء على كميات من الصواريخ والذخائر، بحسب قائد المجلس العسكري لـ "الجيش الحر" في محافظة حماة، العميد بري.

وعلى الرغم من معارك الكر والفر بين الجانبين، غير أن الأيام القليلة تعد مرحلة استعادة توازن لقوات المعارضة بعد خسارة عدد من البلدات والقرى، أبرزها حلفايا وخطاب وأرزة.

وفي هذا الإطار، يؤكد بري أن العمل جار لاستعادة المواقع التي خسرها مقاتلو المعارضة لصالح النظام، مشيراً إلى أنّ "الجيش الحر" يحاول رص الصفوف وإعادة التوازن، لكن مشكلة الطيران تبقى الهاجس الأكبر.

ودفعت عوامل عديدة النظام إلى استعادة مواقعه في ريف حماة، بعد استهداف المعارضة إيّاه على أكثر من جانب، والاقتراب من مطار حماة العسكري مما أغضب الميليشيات التابعة له والأنصار المؤيدين.

واتبع النظام، بعد استقدامه العقيد، سهيل الحسن الملقب بـ"النمر"، من حلب، لقيادة العمليات في حماة ووضع المطارات العسكرية تحت إمرته، سياسة الأرض المحروقة، مما أدى إلى انسحاب الثوار من بلدات وقرى عدة.

وكانت معلومات قد وصلت إلى "العربي الجديد"، قبل أسبوعين، تفيد باستقدام النظام تعزيزات عسكرية تضمنت جنوداً وآليات من محافظتي طرطوس واللاذقية، وقرى سهل الغاب، لمحاولة استرجاع النقاط، التي خسرها في ريف حماة.

وبحسب المعلومات المسربة من أحد عناصر قوات النظام، المتعاون مع "الجيش الحر"، فإنهم "جاؤوا بفريق نخبة من عناصر الجيش و"الشبيحة" ويدعى  "فريق الصحراء"، وأن "الهجوم سيعتمد على ثلاثة محاور وقطع طريق الإمداد وتكثيف القصف بكافة أنواع الأسلحة.

تجدر الإشارة إلى أن قوات المعارضة المسلحة كانت قد حققت سلسلة من الانتصارات خلال الأسابيع الماضية، بُعيد إطلاق سبعة فصائل مقاتلة، معركة تحت شعار "بدر الشام الكبرى"، بهدف السيطرة على موقع خطاب، ومبنى القيادة، ومطار حماة العسكري.

 

دلالات