كشف مصدر مطلع من المعارضة السورية لـ"العربي الجديد" عن نية الرئيس السابق للائتلاف أحمد الجربا، بضوء أخضر أميركي، تشكيل جسم جديد تحت مسمى "مجلس الدفاع الوطني"، ويضم تحت جناحه فصائل مسلحة عدة ممن اعتبرتهم الولايات المتحدة الأميركية "معارضة معتدلة"، مضيفاً أن اللقاء الذي جمع عضوين من الكونجرس الأميركي مع أكثر من 20 فصيلاً بمن فيهم زعماء جماعات مسيحية يوم الجمعة في مدينة انطاكية التركية، يندرج ضمن هذا الإطار.
ويوضح المصدر أن زعماء الفصائل لم يوافقوا على عرض الانخراط في مجلس الدفاع الوطني لعدم ثقتهم في الجربا، كما أن وعود الأخير بوصول الدعم السخي والسلاح النوعي للجسم الجديد لم يتطابق مع المعلومات التي تم الحصول عليها من وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
من جهته، يشير المتحدث باسم هيئة أركان الجيش الحر العقيد مصطفى فرحات، إلى أن الاجتماع الذي تم في مدينة انطاكية جمع وفداً من لجنة الشؤون الخارجية الأميركية، ووفداً يمثل الناشطين السوريين المقيمين في واشنطن، إضافة إلى مجموعة من القيادات العسكرية الفاعلة على الأرض، بحضور أعضاء هيئة الأركان وبإشرافها.
ويوضح فرحات أنه من خلال الاجتماع تم تفعيل المجلس العسكري السرياني، ليكون أحد القوى الرئيسية مع بقية التشكيلات العسكرية المعارضة، وتعزيز مؤسسة الأركان؛ كونها الجهة الاحترافية الوطنية التي لا تُحسب على أي جهة، مشيراً إلى أن ذلك خطوة للوصول إلى جيش وطني لكل السوريين.
وبحسب ما يؤكد فرحات، أوضح المجتمعون للوفد الأميركي أن محاربة الإرهاب يجب أن تكون "بالتوازي مع ضرب رأس الأفعى والمتمثلة برئيس النظام السوري (بشار الأسد)". كما طالبوا بمنطقة حظر جوي على الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وتدريب وتسليح الجيش الحر.
ويلفت فرحات إلى أن هناك مجموعات بدأت بالتدريب بشكل فعلي، لكن التسليح لا يزال شحيحاً جداً حتى هذه اللحظة، محذراً الولايات المتحدة الأميركية من أن عدم ضرب معاقل النظام "سوف يُفقد الولايات المتحدة آخر حليف لها على الأراضي السورية".
من جهته، ينفى عضو الائتلاف ورئيس المكتب السياسي في حركة "حزم" خالد الصالح الخبر الذي نقله موقع "سي أن أن" الأميركي عن توقيع اتفاقية بين الجيش الحر وفصائل كردية ومسيحية، وتشكيل مجلس عسكري موحد، ووصفه بالخبر غير الدقيق.
ويشير الصالح إلى أن الاجتماع الذي جرى في مدينة انطاكية التركية كان عبارة عن لقاءين منفصلين، الأول بين قيادة الأركان وأعضاء الكونجرس، ولقاء آخر منفصل بين فصيل من السريان وأعضاء الكونجرس، مشيراً إلى أن أهم ما طرحه ممثلو فصائل الجيش الحر هو موقفهم من الضربات، وأن دعم الجيش الحر سيكون أنجح في تخليص سورية من الأسد و"داعش".